سياسة

كتب شربل الترس – المؤتمر الكتائبي الدوري: هل من منافس لآل الجميّل؟

يستعدّ حزب الكتائب اللبنانية لتظاهرة ديمقراطية تمتدّ لثلاثة أيام تبدأ في الثالث من شباط وتنتهي في الخامس من الشهر نفسه، لاختيار قيادته الحزبية الجديدة، من رئيس الحزب ونوابه وأعضاء المكتب وصولاً إلى المجلس التأديبي والهيئة العليا للرقابة المالية، في جو من روح المنافسة الديمقراطية التي يتحلى بها المرشحون للمناصب الحزبية حسب ما ينقله لنا باتريك ريشا “رئيس جهاز الإعلام في الحزب”.
ويترقب الكتائبيون والكتائبيات هذا الموعد كل أربع سنوات ليعبّروا من خلاله عن تطلعاتهم داخل الحزب لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، ولمحاولة التعبير عن أفكارهم وللمشاركة بصناعة مستقبل حزبهم، خصوصاً مع كل التغيرات التي عصفت بالبلاد، منذ الانتخابات الأخيرة، من ثورة 17 تشرين والانهيار الاقتصادي وصولاً الى الفراغ الذي تعيشه مؤسسات الدولة بدءً برئاسة الجمهورية.
وبحسب ريشا “فإن هذا المؤتمر هو السلطة الأعلى في الحزب، حيث يتم فيه انتخاب القيادة الحزبية من الرئيس ونائبيه و16 عضواً للمكتب السياسي، اضافة إلى انتخاب هيئتين مستقليتين هما مجلس الشرف، الذي هو المجلس التأديبي في الحزب الذي يحرص على تطبيق النظام العام، والهيئة العليا للرقابة المالية التي بدورها تراقب عمل الأمانة العامة والمكتب السياسي في الأمور المالية.
ويضيف: “المؤتمر يمتد لثلاثة أيام، أول يومين يتم فيه تقييم المرحلة الماضية ووضع خطط للسنوات المقبلة في السياسة والإدارة، ويتم فيه ايضاً تعديل النظام العام إذا ما دعت الحاجة لذلك، أما في يومه الثالث فيتحول المؤتمر إلى هيئة ناخبة تنتخب قيادة الحزب”. معتبراً أنه “تقليد عمره 86 سنة وانه هو والكتائبيون يفتخرون بنظامهم العام ويعتبرون أنّ ما كان استمر حزبهم كل هذه الفترة، لو لم يكن هذا النظام، وهو من ضمن أهميته أنه يرسّخ عراقة واستمرارية الحزب”.
وفي سؤال إذا ما كانت النتيجة محسومة لصالح النائب سامي الجميل يجيب ريشا ان “النتيجة محسومة للجميل بقدر ما سيكون هناك مرشح آخر أم لا، فنحن منتظرون، فباب الترشيحات يبقى مفتوحاً حتى الثلاثين من هذا الشهر اي قبل موعد الانتخاب بخمسة أيام، مذكراً أنه حين فاز النائب سامي الجميل عام 2015 بمنصب رئيس الحزب لأول مرة، كان هناك مرشح استطاع في وقتها أن ينال %15 إلى %18 من الأصوات”.
أما عن إمكانية وصول حزبين غير مسيحيين إلى مناصب القيادة داخل الحزب فيقول: “شروط الترشح هي واحدة لكل الكتائبين، طبعاً هناك أقدميات معينة تعطي الأفضلية للمرشحين إلى موقع رئيس الحزب ونوابه وأعضاء المكتب السياسي من ضمنها أن يكون له 15 عاماً أقدمية للترشح إلى منصب الرئيس و12 عام إلى مناصب نواب الرئيس، هذا كله ضمن التقليد الذي يتبعه الحزب، كي يكون الشخص المرشح الذي من الممكن أن يصل لديه الخبرة الحزبية الكافية ومحاولة لعدم اسقاط اي مرشح على القاعدة الحزبية”، ويؤكد “أنه لا مانع لوصول اي أحد مهما كانت طائفته”.
ويختم ريشا “لا نرى في التجربة اللبنانية الكثير من الأحزاب، لا أستطيع أن أقول لا أحد كي لا أظلم أحد، لكنه لم يأت على رأسي الآن اي حزب لبناني يقوم بهكذا مؤتمرات وبهذا الشكل الثابت، من خلال هذه الآليات السياسية والإدارية والديمقراطية”.
أخيرا، صحيح أن حزب الكتائب اللبنانية هو واحد من أعرق الأحزاب في لبنان تبعاً لعمره وتأثيره على السياسة اللبنانية وحجم تاريخه الكبير، وصحيح أنه ينظّم بشكل ثابت كل أربع سنوات محطات ديمقراطية لتشكيل هيئته الحزبية العليا، لكن هل كل ذلك كفيل أن نغفل أنه لا يمكن ان تكتمل هذه الديمقراطية الا في حال وجود منافس جدي لسليل آل الجميل في الرئاسة؟.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى