خطط تمنع طوابير البنزين في بعض المناطق
مع تفاقم أزمة البنزين في بعض المناطق اللّبنانية، وبسبب زيادة المشكلات بين الأهالي، على خلفية أولوية تعبئة البنزين، كان آخرها منذ يومين، اذ أنّ شجارين وقعا في شمال لبنان أديا الى سقوط ثلاثة قتلى. عمد بعض المتطوعين في أكثر من قرية وبلدة إلى ابتكار حلول مؤقتة لتنظيم عملية تعبئة البنزين، لكنّ اللاّفت منها ما يعمل أبناء بلدة حولا (مرجعيون) على تنظيمه، عبر منصة الكترونية تشرف عليها البلدية تم من خلالها إحصاء عدد السيارات، وتحديد حاجة كل صاحب سيارة أسبوعيًا للبنزين، ومن ثم تنظيم توزيع البنزين عبر هذه المنصة على محطات الوقود الثلاثة في البلدة، فيحدّد موعد الحصول على البنزين لكلّ صاحب سيارة والكمية التي يجب تعبئتها له.
وكان الناشط حسن مزرعاني قد قدّم اقتراحاً تحت عنوان “لا لطوابير البنزين” من خلال آلية متابعة دور كلّ صاحب سيارة عبر موقع إلكتروني بسيط وسهل الاستخدام يجعل صاحب السيارة ينتظر دوره عبر الموقع دون الحاجة إلى الانتظار في الشارع. أمّا الناشط زياد غنوي فقد بدأ منذ أسبوعين بالتعاون مع عدد من المتطوعين إلى تنظيم عملية تعبئة البنزين، من خلال تحديد أماكن متعدّدة لتوزيع بونات البنزين بعيدة عن محطات الوقود، ويكتب على كلّ بون اسم المحطة ووقت التعبئة، وقد حقق ذلك نجاحاً لافتاً، اذ يذهب صاحب بون البنزين في الوقت المحدّد له ولا ينتظر أكثر من خمس دقائق للحصول على البنزين.
أمّا في بلدة كونين ( بنت جبيل) فقد عمد أبناء البلدة إلى توزيع بونات مرقّمة على أبناء البلدة، يتم تعبئة البنزين وفق التسلسل الرقمي وعلى مدى عدّة أيام. واللاّفت أنّ كل بلدة تحاول أن تنظّم خطة خاصة بها لتوزيع البنزين، ولكن على أبناء البلدة فقط، الأمر الذي أدّى في أكثر من مرّة إلى خلافات بين الأهالي، نظراً لعدم وجود محطّات للوقود في بعض البلدات ما يجعل من أبناء هذه البلدات يطالبون بتخصيص حصة من البنزين من محطات الوقود القريبة منها، وهذا ما جعل عددًا من أبناء بلدة الجميجمة في قضاء مرجعيون، يفتعلون مشاكل ما أدى إلى إقفال عدد من محطات الوقود، إلى أن حصل أبناء هذه البلدة على حصة لهم من محطة وقود قريبة.
يبدو أنّ تجّار مادة البنزين الجدد، الذين يعمدون إلى تعبئة البنزين في الغالونات تمهيداً لبيعها، هم العامل الأبرز لزيادة عدد طوابير البنزين أمام المحطات في جنوب لبنان، فيقول أحمد سلطان إنّ “تجار الغالونات يؤمنون حصة كبيرة لهم من محطات الوقود مقابل أسعار مضاعفة، ويعمدون إلى بيعها للمغتربين، وهذا الذي يساهم بشكل كبير في انقطاع البنزين، أو امتناع بعض المحطات المتواطئة على بيعه إلى الاهالي”.