إيران تتعامل بإيجابية مع طلبات حزب الله… ولكن
بموازاة حماسته للدور الاقتصادي الذي يمكن لإيران أن تلعبه مستقبلًا في لبنان، يؤكد أحد الوزراء السابقين عدم استعجال الإيرانيين للعب دور اقتصاديّ في المنطقة، رغم أن ظروفًا كثيرة تسمح لهم بذلك. فهم، خلافًا لغالبية الحكومات الأخرى، لا يستعجلون شيئًا ولا يقفزون المراحل إنما يعتمدون على نفسهم الطويل مقارنة بتسرع الآخرين. وإذا كان بناء النفوذ العسكري بشكله الحالي قد استغرق أكثر من أربعة عقود، فإنّهم يأخذون وقتهم في تحويل هذا النفوذ العسكري الكبير في المنطقة إلى نفوذ سياسي. وإذا كانوا لم يحسموا بعد حجم ورقعة وآفاق النفوذ السياسي فإنهم لم يبدؤوا التفكير دون شك بحجم ورقعة وآفاق النفوذ الاقتصادي.
هذا كلّه لا يمكن أن يحصل في إيران بكبسة زر، فهم يحلّلون المعطيات بجميع جوانبها المرئية وغير المرئية، ويستطلعون عددًا لا يحصى من الآراء، ويمكن لقرار اقتصاديّ صغير أن يذهب ويجيء ألف مرة ومرة قبل أن يحسموا أمرهم بشأنه. ولذلك يمكن الرهان على حماسة حزب الله لاستنباط حلول سريعة، ودفع الإيرانيين نحو بعض الخطوات العاجلة لكن هذه جميعها ستبقى في خانة المبادرات الفردية ولن تتحوّل إلى مشروع إيراني كامل متكامل إلّا بعد سنوات.
ويؤكد المصدر في هذا السياق أنّ إيران تتعامل بإيجابية مطلقة مع طلبات حزب الله سواء تعلقت بالمشتقات النفطية أو بالمواد الغذائية، لكنّ الانتقال من ردود الفعل إلى الفعل يتطلب قرارًا إيرانيًا من نوع آخر لم يتخذ بعد، ورحلة الألف ميل لم تبدأ إيرانيًا بعد.