مؤتمر دعم الجيش اللبناني ينعقد افتراضيًا.. والعماد عون يحذّر
عكر: الجيش اللبناني أثبت مهنيَّة عالية جعلته يحظى بدعم الشركاء الدوليين جميعًا
بدعوة من فرنسا ودعم من الأمم المتحدة وإيطاليا وبمشاركة عشرين دولة، انطلقت أعمال المؤتمر الدولي الافتراضي لدعم الجيش اللبناني.
افتتحت المؤتمر وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، التي أكدت أن الجميع معني بأن يبقى الجيش اللبناني قادر على القيام بمهامه في المحافظة على الأمن والاستقرار، ليشدّد بدوره وزير الدفاع الإيطالي، لورينزو غويريني، على ضرورة الاستجابة لحاجات الجيش اللبناني من خلال تأمين الدعم الأساسي له.
وخلال المؤتمر، ألقت نائبة رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الدفاع ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال، زينة عكر، كلمة توجّهت فيها بالشكر بالنيابة عن لبنان، شعبًا وجيشًا وحكومةً، إلى الجمهوريَّة الفرنسية على دعمها الدائم للبنان، “خصوصًا منذ وقوع الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت، من خلال تنظيم مؤتمرَين دوليَين لدعم الشعب اللبناني”، معتبرة أن “مؤتمر اليوم هو عمل تضامني إضافي يقوم به المجتمع الدولي لدعم المؤسسة التي تشكِّل ركيزة الاستقرار في البلاد”.
وتابعت: “أثبت الجيش اللبناني مهنيَّة عالية جعلته يحظى بدعم الشركاء الدوليين جميعًا، وهو تعامل مع المدنيين وأسرى الحرب بمستوى عالٍ من المهنيَّة والإنسانيَّة؛ فضلًا عن ذلك، لطالما أتاح الجيش اللبناني إمكانيَّة تتبُّع مسار المساعدات”، مؤكدة أن المساعدات كافة ستمرّ عبر القنوات الصحيحة وسيتم التصرُّف بها بكل شفافية، وستكون التقارير النهائية متاحة عند التسليم للمستلم النهائي.
وختمت عكر كلمتها بالإشارة إلى أن الجيش اللبناني يرزح تحت العبء نفسه مع الشعب اللبناني، فقدرته الشرائية تتلاشى، لكنَّ محبَّته للوطن واستقامته ونزاهته لم ولن تهتزّ، مؤكدة أنه يحتاج إلى دعم فعليّ لكي يستمرّ في أداء مهامه، “كما يحتاج عناصر الجيش إلى دعم فعليّ لكي يتمكَّنوا من إعالة أسرهم التي تعاني جراء تدهور الأوضاع المعيشيَّة والاجتماعيَّة.”
من جهته، نوه قائد الجيش العماد جوزاف عون بأداء العسكريين الذين يواجهون هذه الظروف الصعبة بعزيمةٍ وإصرارٍ وانضباطٍ وإيمانٍ بقدسية المهمة، “رغم تدهور قيمة الليرة، ما أدّى الى تدني قيمة رواتبهم بنسبة تقارب 90 بالمئة، والنسبة عينها تنسحب على التغذية والطبابة والمهمات العملانية وقطع غيار الآليات”، بحسب قوله، لافتًا إلى أن الجيش يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة “ويبدو واضحاً انعدام فرص الحلول في الوقت القريب وهو يحظى بدعمٍ وثقة محلية ودولية، لذا تزداد الحاجة اليوم أكثر الى دعمه ومساندته كي يبقى متماسكاً وقادراً على القيام بمهامه”.
ونتيجة ذلك، حذّر قائد الجيش من أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتماً الى انهيار المؤسسات، ومن ضمنها المؤسسة العسكرية، وبالتالي فإنّ البلد بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً، مشددًا على ضرورة دعم العسكري كفردٍ لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة، إضافةً الى دعم المؤسسة ككل.
وختم العماد عون: “الجيش هو المؤسسة الوحيدة والأخيرة التي لا تزال متماسكة، وهي الضمانة للأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة، وأي مسّ بها سيؤدي الى انهيار الكيان اللبناني وانتشار الفوضى”، مضيفًا: “نؤمن بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بفضل عزيمة جنودنا وارادتهم، وبدعم اللبنانيين والدول الصديقة”.