منوعات

روسيا: لحلّ الأزمة اللّبنانية عبر البوابة السورية

لم يكن تصريح رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل بشأن الانتخابات الرئاسية السورية، وتركيزه على إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد، مجرد صدفة، ولا هو التعبير السياسي الطبيعي العلني لباسيل. خصوصًا أن رئيس “الوطني الحر” حاول طيلة الفترة الماضية الاّ يُظهر تعاطفًا مع السوريين ولا تأييدًا ظاهرًا لرئيسهم. علمًا أن باسيل كان دائم العودة في خطاباته إلى محطات مخاصمة السوريين. وإذا صحّ الكلام عن أنّ دمشق كانت رفضت سابقًا أن يزورها رئيس “الوطني الحر” سرًّا، فهذا يعني أنّ التباعد العلني عن الجمهورية العربية السورية كان مقصودًا عند باسيل، لأسباب تكتيكية سياسية، كي لا يستفز عواصم عربية وغربية تخاصم أو تعادي دمشق. فما الذي تغيّر الآن كي يشيد باسيل بالقيادة السورية؟

تتحدث المعلومات إظهار موسكو لكلّ اللّبنانيين رغبتها في تسويق مشروع حلّ للأزمة القائمة حاليًا في لبنان، لكنّها لا ترى أيّ نجاح لتسوية ما، إلاّ من زاوية رئيسية واحدة: مصلحة سوريا. ومن هنا، فإنّ الروس ينطلقون في مشاريعهم الإقليمية من المنصة السورية.

يقول مطّلعون أنّ الاندفاعة الروسية تجاه لبنان تنطلق من ثوابت موسكو: أهمية إعادة الحيوية للعلاقات الرسمية  اللّبنانية-السورية. وتضيف المعلومات بأنّ الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري سمع من الروس كلامًا جدّيًا مفاده أن حل الأزمة اللبنانية لن يكون مستدامًا في حال لم يراع العلاقات اللبنانية-السورية، وما تشمله من تعاون سياسي-إقتصادي- عسكري. ومن هنا تُظهر موسكو أهمية تواجدها في سوريا، وهي تنظر إلى لبنان عبر “حميميم” لدوزنة الضجيج السياسي اللّبناني.

صدى الكلام الروسي تُرجم ايضًا في تصريحات باسيل من موسكو، في غزل مباشر لدمشق، مرّ في بيروت. فهل يفعل فعله؟

مما يعني أنّ لبنان ليس متروكًا روسيًا: في حال تُرك لبنان لقدره، ستدبّ الفوضى وتجر تداعيات تمتد إلى الإقليم، وتنال من السوريين. عندها لن تكون روسيا بمنأى عن مشاريع الفوضى. لذا، لن تسمح موسكو بنسف الاستقرار النسبي المتوافر.

لن يكون الحريري عائقًا في لبنان أمام التمنيات الروسية. بينما يحتاج باسيل إلى رضى الروس. فهل تكمل موسكو خطواتها؟

كلّ المؤشرات تؤكد أن روسيا الاتحادية ماضية في مساعيها الهادئة لتقريب المسافات في لبنان وتسويق تسويات بالمفرق. هل تنجح؟ لا يوجد موانع لعدم نجاح الروس في لبنان. لكنّ الكرة في ملعب اللّبنانيين: متى يتفقون؟.

 

عباس ضاهر

عباس ضاهر

كاتب وصحافي لبناني. باحث متخصص بإدارة الأزمات والخطاب السياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى