صحة

احذروا الرياضة خلال الإصابة بكورونا

د. طلال حمود: الفيروس قد يسبب أضرارًا قلبية

يظهر “فيروس كورونا” علامات وأعراض ناتجة عن “إصابة مُباشرة” و”غير مباشرة” في جهاز التنفس والقلب والأوعية الدموية، ولهذه العناصر دور أساسي مركزي في القيام بأي جهد أو أي تمرين رياضي. ومن هنا أهمية التأكّد من عدم إصابتهما بأي ضرر كبير قبل مُعاودة القيام بأي تمارين أو نشاطات رياضية مُحترفة.

هذه نصائح يشير إليها الدكتور طلال حمود أخصائي القلب والشرايين، بحيث يركز على أنّ الفيروس الذي يدخل خلايا الجسم عبر لاقطات خاصة تسمى Angiotensin-Converting Enzyme 2 وهي لاقطات مُهمّة جدًا وتلعب دورًا كبيرًا في وظيفة القلب والرئتين والكلى وفي عملية المحافظة على توازن الضغط الشرياني والأملاح والسُكّر في الجسم.

هذه اللّاقطات موجودة في خلايا القلب والأوعية الدموية والرئتين والكلى والأمعاء، وهذا ما يشرح مدى خطورة الفيروس الذي يُصيب كل هذه الأعضاء بأضرار مُختلفة، إضافة إلى وصوله إلى أعضاء أخرى.

ويشرح حمود  الأضرار القلبية التي يتسبّب بها الفيروس والناتجة عن ثلاثة عوامل أساسية أصبحت معروفة جدًا وهي:

1- الضرر المُباشر للفيروس على عضلة القلب بحيث أثبتّت دراسات مُتعدّدة “وجود الفيروس في شكلٍ مُباشر في عضلة القلب” عند الكثير من المرضى الذين أصيبوا بالتهابات كورونا.

٢- زيادة نسبة التجلّط والتخثّر في الدم.

3- زيادة نسبة الالتهابات في الدم”، وما تُسبّبه كل المواد التي يفرزها جهاز المناعة في محاولته للتصدّي على غزو الفيروس واجتياحه لخلايا الجسم.

وهناك عامل أساسي في زيادة المخاطر القلبية، وهو أنّ مُعظم الأدوية التي يتناولها المرضى خلال فترة العلاج في المستشفى أو فيما بعد لها مخاطر قلبية مُباشرة. وهذا ما قد يفاقم من تدهور حالة المرضى لأن ذلك يُشكّل عامل خطر إضافي في تفاعله مع كل العوامل الأخرى السابقة.

 

الأضرار القلبية لفيروس كورونا

الأضرار القلبية التي يتسبّب بها الفيروس فهي تشمل مروحة واسعة من الاختلاطات الخطيرة التي تشمل:

1- الذبحات القلبية على أنواعها وهي ناتجة عن تشقّق الكتل الدهنية-الكلسية الموجودة داخل جدار الشرايين وهذا ما يتسبّب بحصول انسدادات كاملة أو غير كاملة في الشرايين التاجية للقلب.

2- اضطرابات خطيرة في ضربات القلب قد تكون أحيانًا مُميتة خاصة إذا ما كانت في شكل تسرّع أو رجفان بطيني.

3- التهابات مُتنوّعة في عضلة القلب، قد تأخذ أيضًا اشكالًا متعدّدة، وقد تكون مخاطرها كبيرة جدًا إذا ما شملت مناطق واسعة من عضلة القلب.

4- الجلطات الرئوية و/ أو الوريدية وهي من أهم الأعراض التي نراها خاصةً عند الشباب المُصابين بفيروس كورونا.

5- قصور عضلة القلب والصدمة القلبية وهما أيضًا من الأعراض الخطيرة.

ويوضح د. حمود أنّ المريض المُصاب بفيروس كورونا لا يسمح له بمُمارسة الرياضة خلال فترة مرضه في كل فترة المرض الحادّ. وهذا ينطبق حتى إذا كان الشخص لا يُعاني من أية أعراض أو لديه أعراض خفيفة أو مُتوسّطة الأهمية.

أيضًا بعد تعافي المريض من أعراض كورونا فيجب أن يُمنع من أن يعود إلى برنامجه الرياضي الاعتيادي فجأة ودفعة واحدة، بل يجب أن تكون العودة تدريجًا وبعد استشارة الطبيب المُعالج للتأكّد من أنّ الأمور كلّها عادت إلى طبيعتها وخاصة لناحية الاختفاء الكُلّي لأية آثار للإصابات القلبية.

ففي حالات المرض الخفيف أو حتى من دون أعراض قد يتسبّب بحدوث أضرار خطيرة في القلب والرئتين، إذا كان هؤلاء الأشخاص يمارسون الرياضة أثناء الإصابة.

 

التهاب عضلة القلب

التهاب عضلة القلب (Myocarditis) هو أحد الأعراض القلبية الرائجة مع فيروس كورونا. وتُعدّ العدوى الفيروسية بشكلٍ عام هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب عضلة القلب في البلدان المُتقدمة. وهذا ما ينطبق طبعًا على فيروس كورونا في واقع الحال.

وتؤدّي الإصابة الحادّة بالتهاب عضلة القلب إلى ضرر كبير وتلف الخلايا العضلية (myocyte) في القلب، وهذا ما يقوم بدوره بتشيط الجهاز المناعي، ما يؤدّي إلى التهاب شديد وإلى خروج بعض البروتينات الموجودة في عضلة القلب إلى خارج هذه الخلايا وارتفاع ما نسمّيه بخمائر القلب في الدم (Troponin enzyme).

ولذلك، فإنّ ممارسة الرياضة خلال وقت الإصابة بالمرض أو مُباشرة بعد التعافي -وقبل التأكّد وبكل الوسائل التشخيصية المُمكنة والمُتاحة لدى الأطباء -ربما تزيد خطر حصول الاختلاطات التالية:

1- حدوث نوبة قلبية أو ذبحة او احتشاء في عضلة القلب بسبب وجود التهاب غير مُشخّص في عضلة القلب حدث بسبب كورونا.

2- حدوث جلطة في القلب أو الرئتين، أو في الأوردة، إذ أنّه ووفقًا لمعطيات ودراسات فإن الإصابة بكوفيد-19 قد ترتبط بزيادة خطر تكوّن جلطات الدم لأنّه تزيد معظم عوامل التجلّط والتخثّر في الدم.

 

ويُشدّد كل الخبراء على أنّ في حال الإصابة بالتهابات في عضلة القلب يجب التوقّف الكامل عن أي نشاط رياضي من ثلاثة إلى ستة أشهر من دون المُشاركة في أي مُباراة مُحترفة بسبب المخاطر الناتجة عن ذلك ومن هنا تأتي أهمية التصوير بالرنين المغناطيسي. أمّا في المرحلة الحادّة للمرض وحتى لو لم تكن هنالك اية مُؤشّرات للإصابة بعضلة القلب فيُمنع إجراء أية رياضة خلال سبعة إلى عشرة أيام (وحتى اليوم الرابع عشر) في البداية خلال فترة الأعراض ويمنع بالقيام أي نشاط رياضي خلال فترة أطول إذا كانت هناك إصابة خفيفة في عضلة القلب.

 

هناء حج

هناء حاج

كاتبة وصحافية لبنانية، درست الصحافة في كلية الاعلام والعلوم السياسية في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. عملت في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة في العديد من المؤسسات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى