منوعات

“حزب الله” يلتقي مع الرّوسي ويرتاح للفرنسي

تستقبل موسكو رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النيابية محمد رعد على رأس وفد اليوم الاثنين 15/3/2021 في زيارة علنية ليست الأولى بل سبقتها زيارة رسميّة في أواخر عام 2011، تستمر لأكثر من يوم وتشمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف ولقاءات في مجلسي الدوما (النواب) والاتحاد (الشيوخ).

هذه الزيارة لا تأتي فقط على وقع الأزمة الحكومية اللبنانية والانهيار الذي تشهده البلاد، بل الأهم في ظل ما تشهده المنطقة من ترتيب للملفات في طليعتها الملف السوري حيث لحزب الله دور فعّال. وفيما لم يعلن عن البنود المدرجة على جدول أعمال الزيارة – وسط توقعات أن تشمل الملف السوري الى جانب الوضع اللبناني- أوضح رعد في حديث الى وكالة “سبوتنيك” الروسية أن “العلاقة بدأت منذ سنوات، وتحكمها نقاط اهتمام مشترك ومصالح مشتركة ونظرة واحدة أو متقاربة جداً نحو الأوضاع في المنطقة وضرورة استقرارها”، مشيراً إلى أن “الدعوة تهدف إلى إعادة فتح النقاش حول آفاق المرحلة المقبلة بعد ما تحقق من إنجازات لمصلحة شعوب المنطقة في المرحلة الماضية”.

رعد أكد أن ليس هناك جدول أعمال محدد النقاط، موضحاً: “قد نمر على موضوع تشكيل الحكومة، لكن في سياق تقييمنا لأوضاع لبنان وضرورة الإستقرار فيه والسعي من أجل الإسراع في التشكيل. نأمل أن تأخذ روسيا دورها الطبيعي في مواكبة المساعي القائمة والضغط من أجل تسريع الحلول المطلوبة، التي يقررها الشعب اللبناني”.

مصدر مراقب للحركة الروسية توقف عبر “احوال” عند تكثيف روسيا لقاءاتها في الفترة الاخيرة مع المسؤولين اللبنانيين في موازاة الخط المفتوح بين بعبدا وموسكو وعند ما حكي أخيراً عن ميل روسي الى الرئيس سعد الحريري بعد لقاء الامارات حيث إعتبر أن “البيان الصادر عن الإجتماع يظهر وكأن التعامل معه كان ليس بصفته رئيساً مكلفاً بل كرئيس حكومة إختصاصيين”.

تابع المصدر: “على إثر عدم تمكن باريس من الدفع باتجاه تشكيل حكومة، أخذت موسكو المبادرة وإن بشكل مستتر. فإن فشلت لن تخسر شيئاً لأنها لم تتعهد بالعلن كفرنسا بتشكيلها وإن نجحت ستعلن جهاراً عن دورها المحوري في ولادة الحكومة. بذلك ستقول إن الملف اللبناني على غرار الملف السوري أصبح جزءاً من دورها في المنطقة وهي ستتولى رعاية وإحتضان وتغطية الحكومة العتيدة”.

كما توقّف المصدر أيضاً عند طبيعة وحجم التواصل الذي هو بالمباشر وخارج القنوات الايرانية–الروسية -وإن لم تكن الزيارة الاولى لحزب الله الى موسكو، مضيفاً: “ثمة تفاهم ولو ضمني على أن تكون الأولوية في سوريا لروسيا – حيث تدخلها حدّ من وهج الدور الإيراني خصوصاً السياسي – والأولوية في لبنان هي لحزب الله ومن خلفه ايران. لذا ثمة خشية من تعاظم الدور الروسي على حساب الدور الإيراني في لبنان وخوف من أن يصبح ثانوياً أمامه. لذا يفضّل الحزب الدور الباريسي البعيد عن الحضور الجغرافي المباشر حيث نجح الحزب بضبط ايقاع المبادرة الفرنسية وفق حساباته حين فرمل طرح بعض المشاركين في لقاء قصر الصنوبر مسألة سلاحه. كما أن هناك ثمة من يقول ان اسقاط مساعي الرئيس المكلف مصطفى اديب جاء كرد على كلام الرئيس الفرنسي والقول له لا يمكن ان تتهم الثنائي “حزب الله و”أمل” بالعرقلة وتبادر في لبنان”.

يختم المصدر: “يعرف الحزب جيداً طبيعة الدبلوماسية الروسية ورغم التحالف في محور الممانعة يدرك جيدا حجم علاقات موسكو مع تل أبيب. وفي حال تمدّد الدور الروسي في لبنان سيتقلص حتماً الدور المحوري للحزب كمايسترو لعدد من حلفائه.

لذا في مكان ما يفضّل الدور الباريسي الذي يدرك قلة تأثيره وعدم قدرته على ممارسة الضغوط عليه خلافاً للدور الروسي الذي يملك مجموعة من الأوراق خصوصاً على الساحة السورية التي قد يستعملها للضغط. لذا يصر ضمن توزيع الأدوار على أن يبقى القرار له في لبنان من دون ممانعة تدخل الروس”.

 

جورج العاقوري

صحافي ومعّد برامج سياسية ونشرات اخبار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى