صحة

الأسس الجينية للوفاة في حالات الرعاية الحرجة لمرض «كوفيد-19»

يُصاب ذوو الحالات الحرجة من مرض “كوفيد-19” بالتهابٍ رئوي، تتسبب فيه أجسامهم نفسها، ويُفضي إلى الوفاة. وقد يساعدنا كشف ما يملكه المرضى من متُغيراتٍ جينية ترتبط بهذه الحالات الحرجة على تحديد الآليات التي يمكننا استهدافها لتطوير علاجاتٍ للمرض.

وفي هذا البحث المنشور في دورية نايتشر، يقدم الباحثون نتائج دراسة “الأسس الجينية للوفاة في حالات الرعاية الحرجة”، المعروفة اختصارًا باسم (GenOMICC)، وهي دراسة لعلاقات الارتباط على نطاق الجينوم، شملت 2244 مريضًا عانوا حالات حرجة من “كوفيد-19” ، في 208 وحدات عناية مركزة في المملكة المتحدة.

وقد اكتشف الباحثون علاقات ارتباط جديدة مهمة على نطاق الجينوم بأكمله، تكرر ظهورها مع تكرار التجارب في المواضع التالية: على الكروموسوم 12q24.13 (في المجموعة ذات الرقم المرجعي 10735079 في قاعدة بيانات تعدد أشكال النيوكليوتيدات المفردة، بقيمة احتمالية تساوي 1.65 × 10−8) في تجمعٍ جيني يُرمِّز منشطات الإنزيمات الكابحة المضادة للفيروسات (جينات OAS1، وOAS2، وOAS3)، وعلى الكروموسوم 19p13.2 (في المجموعة ذات الرقم المرجعي 74956615 في قاعدة بيانات تعدُّد أشكال النيوكليوتيدات المفردة، بقيمة احتمالية تساوي 2.3 × 10−8) بالقرب من الجين المُرمِّز لإنزيم tyrosine kinase 2 (جين TYK2)، وعلى الكروموسوم 19p13.3 (في المجموعة ذات الرقم المرجعي 2109069 في قاعدة بيانات تعدُّد أشكال النيوكليوتيدات المفردة، بقيمة احتمالية تساوي 3.98 × 10−12) داخل الجين المُرمِّز لإنزيم dipeptidyl peptidase 9 (جين DPP9)، وأخيرًا على الكروموسوم 21q22.1 (في المجموعة ذات الرقم المرجعي 2236757 في قاعدة بيانات تعدُّد أشكال النيوكليوتيدات المفردة، بقيمة احتمالية تساوي 4.99 × 10−8) في جين IFNAR2 الخاص بمستقبِلات الإنترفيرون.

كما حدَّد الباحثون آلياتٍ يمكن استهدافها عبر تغيير استخدام بعض الأدوية المُصرَّح بها. فباستخدام طريقة العشوائية المندلية، توصلوا إلى أدلةٍ على أنَّ كلًّا من انخفاض مستويات التعبير عن جين IFNAR2، وارتفاع مستويات التعبير عن جين TYK2 يرتبط ارتباطًا سببيًّا بالحالات المهدِّدة للحياة من مرض “كوفيد-19″، في حين كشف تحليل علاقات الارتباط على نطاق الترانسكربتوم في أنسجة الرئة أنَّ هناك ارتباطًا بين الحالات الحادة من المرض، وارتفاع مستويات التعبير عن جين monocyte–macrophage chemotactic receptor، المعروف اختصارًا باسم CCR2.

وتكشف النتائج التي توصَّل إليها الباحثون إشاراتٍ جينية قوية ذات علاقة بأبرز الآليات الدفاعية المضادة للفيروسات في أجسام حاملي الفيروس المسبب لمرض “كوفيد-19″، وذات صلة أيضًا بأهم العوامل المسببة لحالات التلف الالتهابي في الأعضاء عند الإصابة بهذا المرض. وجميع هذه الآليات قد يكون استهدافها مناسبًا لعلاج المرض بالأدوية المتاحة حاليًّا، لكن من الضروري أن نُجرِي تجارب إكلينيكية عشوائية واسعة النطاق، قبل إضفاء أي تغييرات على الممارسات الإكلينيكية.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى