مجتمع

شبان طرابلس يجدون الخلاص بـ”داعش” وتحذير من استخدام المدينة ورقة تفاوض

كثُر الحديث في الأسابيع الماضية عن “داعش” في طرابلس، إذ يُقال أن التنظيم يستغل الفقر والعوز والبطالة ليتغلغل بين شبّان طرابلس حاملاً العملة الخضراء الأميركية في يده للإستقطاب، وقد تحدث وزير الداخلية بسام مولوي عن هذا الأمر أيضاً ليشير الى أن عدد الشبان الذي وقعوا في فخ داعش لا يتعدى الخمسين، مع العلم أن بعض التقارير تكشف أن الرقم أعلى بكثير، متحدثة عن أكثر من 150 شخصاً بات مرتبطاً بالتنظيم الارهابي، بعضهم سافر وبعضهم لا يزال في لبنان وربما يبقى في لبنان ليكون له دوره في البلد.

تكشف مصادر طرابلسية عبر “أحوال” أن بعض من يتحدث عن خطر داعش على المدينة ينطلق من حرصه على أبنائها، ولكن هناك من يحاول استغلال ما يجري لجعل المدينة ورقة ضمن أوراق التفاوض في كثير من الملفات، مشيرة الى أنه جرت العادة أن تدفع طرابلس دائما ثمناً باهظاً لكل اختلاف او كل تسوية، ودم الطرابلسيين خير شاهد على ذلك، قبل عام 2019 وبعده.

ما يُقلق المصادر الطرابلسية هو غياب المعالجات، حتى من قبل المسؤولين في المدينة، وهذا ما يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة مشابهة لتلك التي كانت تُطرح عند كل معركة عسكرية في طرابلس، سواء بين باب التبانة وجبل محسن، او بين “ارهابيين” والجيش اللبناني.

لا تنفي المصادر استغلال التنظيم الارهابي لحال الفقر بالمدينة لجذب الشبان، ولكن الحل لا يكون بإعلان طرابلس مدينة داعشية كما يحاول البعض القيام به، إنما من خلال مساعدة الطرابلسيين وتامين العمل لهم والحياة الكريمة.

90 بالمئة من الشبان الذين ينضمون الى التنظيم لا يؤمنون به ولكن يؤمنون بضرورة تأمين المال للحياة، وهناك ربما 10 بالمئة فقط ينضمون لداعش بسبب الإنتماء لهذا الفكر، إنما الخطر هو أن هؤلاء يُرسلون الى مناطق قتال أو يصبحوا معرضين للموت يومياً، وهذا ما بدأ يصل الى مسامع بعض من كان يرغب بالإلتحاق، فغيّر رأيه.

تكشف المصادر أن عدداً من “مسؤولي” التنظيم، او الوسطاء بينه وبين الشبان معروفين من الأجهزة الامنية، وبعضهم يفعل ذلك لأجل المال، وبالتالي هناك ضرورة لتوقيفهم فوراً لمنع تمددهم، خاصة في الاحياء الفقيرة، الى جانب معالجة واقع المدينة، حيث لا يوجد هناك من يتحمل هذه المسؤولية.

 

محمد علوش

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى