صحة

علماء أوبئة: كوفيد_19 مستوطن إلى الأبد

فيما يأمل ملايين الأشخاص حول العالم أنّه من خلال الإقفال العام  واللقاحات، سيتم القضاء على فيروس كوفيد_19 نهائياً؛ للأسف، يحذّر الخبراء من أنّ الفيروس قد يبقى معنا إلى الأبد، لكنه لن يكون دائمًا وباءً مميتًا.

شهادات الأطباء

أوضح الدكتور جون براونشتاين، كبير مسؤولي مستشفى بوسطن للأطفال، أنّ هذا الفيروس التاجي هو هنا ليبقى. وأكد أنّ “القضاء على هذا الفيروس التاجي الجديد  يبدو مستحيلاً.”

ووافق الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات وأستاذ طب الأطفال في قسم الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، على هذا الرأي؛ مضيفًا أنّه أيضًا غير متأكد من أننا سنقضي على هذا الفيروس، إذ “أنّه  ليس مثل الحصبة، حيث نحصل على مناعة مدى الحياة.”

الخبر الجيد هنا، أنّه حتى لو استمر الفيروس، فإنّ اللقاحات الجديدة والأدوية الجديدة لمحاربة الفيروس تعني أنّه من غير المحتمل أن يتسبب في مرض شديد في المستقبل. ويتوقع أوفيت “أّنه في النهاية، سوف يتسبّب في وفيات أقل من الإنفلونزا”.

نجاح اللقاحات في احتواء الفيروس

في الوقت نفسه، أظهرت اللقاحات الحالية نجاحًا كبيرًا في الوقاية من الأمراض الشديدة العرضية، مما سيساعد في إنقاذ الأرواح حتى لو استمر الفيروس في الانتقال بمستويات منخفضة.

وقال براونشتاين: “الأمل هو أنّه مع وجود ما يكفي من المناعة الطبيعية واللقاحات، يصبح الفيروس جزءًا من الدورة الطبيعية لموسم البرد، لكن ليس له نفس التأثير”.

وأضافت سارة كوبي، عالمة الأوبئة وعالمة الأحياء في جامعة شيكاغو: “أعتقد أن الأمر سيصبح موسميًا. جميع الالتهابات الفيروسية التنفسية الحادة هي كذلك”.

الفيروس مستوطن وباقٍ

يقول الخبراء إنّه من الممكن أن يصبح كوفيد مرضًا موسميًا، مثل الأنفلونزا. ويصف علماء الفيروسات هذا المرض، بـ “المستوطن” – وهو مرض ينتشر بيننا باستمرار. وسيتعرّض الكثير من الناس له _ في السنوات والعقود القادمة، في مرحلة الطفولة ويطوّرون بعض المناعة التي تحميهم لاحقًا في حياتهم من أمراض خطيرة.

ولفت ستيفن إس مورس، أستاذ علم الأوبئة في جامعة كولومبيا، لشبكة ABC News، إلى أنّ تحوّل هذا الفيروس التاجي إلى وباء يعتمد كثيرًا على سلوكنا، مشيراً إلى أنّه “في وقت مبكر، عندما كان انتشار الفيروس محدودًا بدرجة أكبر، كان من الممكن إيقاف الوباء؛ لو كان العالم قد تصرّف في وقت سابق بطريقة أفضل.”

إلاّ أنه نظرًا للطريقة التي تم بها التعامل مع الوباء حتى الآن، فمن المحتمل أن يبقى وبائيًا، حيث من المتوقع أن يتخذ الفيروس طريقًا مشابهًا لفيروسات كورونا “البشرية” الأربعة الموجودة بالفعل، والمتداولة، والتي تتسبب في التهابات الجهاز التنفسي العلوي .

وقال كوبي: أود أن أقول إنّ الفيروس مستوطن بالفعل. إنّ الإنفلونزا “المستوطنة” هي أيضًا جائحة بمعنى أنها تجتاح العالم كل عام، ومع ذلك، فإنّ الأوبئة المتكررة للفيروس ربما لن تكون شديدة مثل الأولى.

ولا ينبغي للناس الاعتماد على تحقيق “مناعة القطيع” كطريقة للحد من عدوى كوفيد_19، وفقًا لجيني لافين، الحاصلة على الدكتوراه في جامعة إيموري، والمؤلفة الرئيسية لدراسة أجراها باحثون من جامعة إيموري وجامعة ولاية بنسلفانيا.

وقالت لافين: “بناءً على تحليلنا، لا نتوقع ظهور مناعة للقطيع في حالة كوفيد_ 19، لأنّه إذا تضاءلت المناعة التي تمنع انتقال العدوى، فسيستمر الناس في إعادة العدوى بشكل دوري.

ويقول الخبراء إنّه لا يزال من غير الواضح إلى متى تستمر المناعة بعد الإصابة بالعدوى، على الرغم من أن الأدلة تشير، إلى أن _على عكس بعض الفيروسات، من غير المرجح أن يمنحك كوفيد مناعة مدى الحياة. ولكن حتى إذا أُصبت بالعدوى مرة أخرى، فمن المحتمل أن تكون العدوى الثانية أقل خطورة وربما لن تجعلك مريضًا مثل الأول.

ونظرًا لعدم التيّقن المؤكد بشأن المناعة بعد تلقي اللقاح، لا يزال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان الأشخاص سيحتاجون إلى لقاح سنويًا، وفقًا للخبراء، الذين أكدوا أنّهم لا يعرفون أيضًا مدى سرعة استمرار الفيروس.

وأضافت ليفين: “إذا تعرّض CoV-2 لتطوّر بمعدلات مماثلة للإنفلونزا، فقد تكون الجرعات السنوية للفئات الضعيفة ضرورية. وهذا شيء سنحتاج إلى مواصلة قياسه في السنوات القادمة.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى