حقوق

لغز هاتف لقمان سليم يتفاعل… هل تمّ التلاعب بالأدلّة؟

العائلة ستسلّم الهاتف اليوم وتداعيات قانونيّة تطالها

بعد أيام على مقتل الناشط لقمان سليم، برز نجم “الهاتف الخلوي” للضحية، فأصبح محطّ اهتمام المتابعين الذين استغربوا تعاطي العائلة مع هذه المسألة، خاصة بعد أن ثبُت نتيجة التحقيقات أن الهاتف بحوزة العائلة، رغم أن شقيقة الضحية حاولت التنصل من هذه الحيازة مراراً.
بعد دفن سليم، وحضور السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، أصبح الحديث عن مسألة الهاتف ضرورة لتحديد مسار ومصير التحقيقات، وفي هذا السياق تستغرب مصادر أمنية مسألة “إخفاء الهاتف” إذ أن التحقيقات تعتمد على هذه الأجهزة بشكل رئيسي، وبالتالي فمن رفض تسليمه إلى الأجهزة الأمنية يعلم بضرر هذا الامر على التحقيقات.
بالعودة إلى البداية، أصبح ثابتاً في التحقيقات، بحسب المصادر، أن شقيقة الضحية رشا الأمير هي من وجد الهاتف الخلوي للقمان في نيحا، قبل العثور عليه مقتولاً، وقد وُجد قرب منزل محمد الأمين الذي كان قد استقبل سليم في تلك الليلة، مشيرة إلى أن الهاتف كان على بعد 600 متراً من منزل الأمين، واستلمه بعد العثور عليه شاب من آل خشّاب، يعمل مع الأمير نفسها، وأوصله إليها في نفس اليوم، بحسب ما أكد الشخص نفسه خلال التحقيق.
والثابت أيضاً أن الأمير أنكرت وجود الهاتف معها، ثم أكدت، ثم نفت، والسبب بحسب مصادر مقرّبة من العائلة، خوف الأمير من تمييع التحقيقات وضياع الحقيقة في مقتل لقمان، مشيرة عبر “أحوال” إلى أن العائلة كانت ولا تزال تفضّل قيام لجنة تحقيق دولي في هذه الجريمة، ولكن بعد متابعة الإهتمام الدولي في هذه الحادثة، شعرت العائلة بأن الهروب من التحقيق لن يكون سهلاً، مؤكدة أن العائلة ستقوم بما عليها داخل وخارج لبنان لتسريع التحقيقات والوصول إلى الحقيقة.

الفعل الأقل احترافية

إن العثور على هاتف الضحية في مكان غير المكان الذي عُثر فيه على جثته يطرح فرضيات عديدة، أبرزها، بحسب المصادر الأمنية أن “سليم قُتل في نيحا ونُقل إلى مكان العثور عليه”، مشيرة إلى أن رمي هاتف الضحية، بحال حصل، يُعتبر عملاً غير احترافي، وربّما هو الفعل الأقل احترافية في هذه الجريمة، لذلك يكتسب الهاتف أهمية خاصة في التحقيقات”، مشددة على أن تصرف عائلة الضحية كان مخالفاً للقانون أولاً، وللمنطق ثانياً، إذ أنه كان يُفترض بالهاتف أن يكون، إلى جانب كونه أداة قيّمة لما يحتويه من معلومات، جهازاً تُرفع عنه البصمات، الأمر الذي أفسدته العائلة من خلال احتفاظها بالهاتف.

الهاتف يُسلّم خلال ساعات

تؤكد المصادر أن العائلة وعدت بتسليم الهاتف بعد دفن سليم، أي اليوم الخميس، مشيرة إلى أن استلام الهاتف سيفتح الباب أمام العمل بعنوانين، الأول استخراج كل المعلومات منه، والثاني اكتشاف ما إذا كان قد حصل تلاعباً بمحتويات الهاتف، أو حذف للمحتويات، أو أي تعديل آخر، وهذا ما يمكن لفرع المعلومات اكتشافه بسبب قدراته التكنولوجية الواسعة في هذا المجال، مشددة على أنه بحال حصل هذا الأمر، فإن شقيقة الضحية ستواجه تداعيات قانونية كبيرة.
في سياق متّصل تكشف مصادر قضائية عبر “أحوال” أن العائلة التي يُفترض أن تسلم الهاتف اليوم إلى السلطات المعنية، قبلت بتسليم الهاتف بعد التهديد باللجوء إلى القانون وإحضار الهاتف بالقوة، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات قانونية على شقيقة سليم، الأمر الذي لم يرغب القاضي رهيف رمضان في البداية اللجوء إليه، بسبب حساسية الموقف والأجواء المحيطة به.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى