مجتمع

مشروع زراعة الأسطح لتوفير الأمن الغذائي انطلق في المخيمات الفلسطينيّة

انتاج الخضار العضوية الخالية من المواد الكيميائية

الوضع الاقتصادي المنهار وارتفاع أسعار المواد الغذائيّة الأساسية ومنها الخُضار، وعدم توفّر فرص عمل، كان دافعاً لجمعية ناشط الثقافيّة الاجتماعيّة أن تخطو خطوة نوعيّة بإطلاق برنامج زراعة السطوح في المخيمات الفلسطينية هدفها الاهتمام بالأمن البيئي، الغذائي والاقتصادي، وذلك لمواجهة الفقر وتمكين العائلة من امتلاك القدرة على إنتاج بعض احتياجاتها من الخضار، ويشمل البرنامج الزراعي تزويد العائلة بالخيمة الزراعية وبأنابيب وأنصاف براميل مخصصة للزراعة، بالإضافة إلى الأتربة والأسمدة والشتل اللازمة للعملية الزراعية. يضاف إلى ذلك يشترط بالمستفيدين الخضوع لدورة تدريبية تتضمن معلومات عن كيفية الزراعة وأوقاتها وكيفية الري والتعامل مع الأمراض الزراعية.

 

التعاونيات النسائية تشرف على مشروع زراعة السطوح

مشروع التعاونيات النسائية هو أحد مشاريع جمعية ناشط وهدف تمكين النساء من خلال تدريبهن على مهنة، وتقول وفاء عيسى مديرة التعاونيات النسائية لـ “أحوال”: تعمل التعاونيات النسائية على تدريب النساء وخاصة في مجال المطبخ حيث يخضعن لدورات تدريبية على فن الطبخ وصناعة الحلويات والمربيات والمخللات، ولأننا نحرص على أن تكون هذه المنتوجات خالية من المواد الكيميائية كانت فكرة الزراعة على السطوح في خيم بلاستيكية وقمنا بتقديم ما يلزم لعدد من العائلات، حيث أن الزراعة تتم في أنابيب بلاستيكية داخل الخيم وفي نصف برميل خارج الخيم البلاستيكية.


تضيف، قمنا بزراعة 52 ماسورة في المرحلة الأولى داخل خيم بلاستيكية ومن شروط الخيم أن تكون مواجهة للشرق، وفي كلّ خيمة وضعنا سبع مواسير، وفي الماسورة الواحدة سبع شتلات، حيث يتم شراء الشتل بعناية لكي نتأكد من أنها لم تتعرض إلى مواد كيميائية، وكان الانتاج في المرحلة الأولى يتركز على البندورة والخيار والفاصولياء، وأضافةً للخيم البلاستيكية تتم الزراعة الخارجية في أنصاف براميل خاصة على السطوح التي لا تتسع للخيم.

السطوح تحولت إلى مساحات خضراء

مشروع زراعة السطوح أضفى جمالية خضراء على سطوح ما يزيد عن مئة منزل في مخيمي عين الحلوة والرشيدية، وبدأت ثمار الخيار والفليفلة الحلوة والباذنجان والبندورة بالنضوج لتزيد جمالية المشهد وتزينه بوفرة الانتاج الموعود لتساهم في تخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة عن كاهل المستفيدين، كما تعطيهم فرصة لتقليل اعتمادهم على المساعدات لتوفير الغذاء لعائلاتهم، كذلك تعطيهم القدرة على تحويل الفائض للأقرباء في إطار تعزيز روابط التكافل الاجتماعي، كما يمكن للمستفيد الاستفادة المادية من خلال ربطها بالتعاونيات النسائية الفلسطينية لشراء الفائض الزراعي الذي سينتج من هذه الدفيئات البلاستيكية.


ونتيجة لارتفاع سعر الليمون الحامض تم إضافة نصف برميل لزراعة شجرة حامض شهرية على كل سطح قادرة على أن تلبى كل واحدة حاجات ما يزيد عن خمس عائلات من ثمرة الحامض، وهناك خطة قريبة لتحويل المخيم إلى غابة خضراء تكون قادرة على تأمين كامل احتياجاته وإضفاء مسحة جمالية مميزة.

دورات تدريبية مستمرة للمستفيدين من الزراعة

بعد نجاح المشروع تقدّم العديد من أهالي المخيم بطلبات لتأمين الخيم الزراعيّة، وعمل الفريق المشرف وفق خطة منهجية تشمل زيارة المنازل والتأكد من توفر المساحة المناسبة، ومن ثم يخضع المتقدمون إلى دورة زراعة أولية تمكنه من ممارسة العملية الزراعية بشكل كامل، وعلى الراغبين باكتساب المعرفة والتزود بخيمة زراعية، ويجري تطبيق عملي على زراعة الشتول والبذور بإشراف منسق المشروع ومهندس المشروع سليمان سليمان وفريق من المتدربين.
وتنناول الدورات سلوك المزروعات واحتياجاتها بشكل دقيق وتفصيلي كل واحدة على حدة، وكيفية التعامل معها وتأمين متطلباتها بشكل سليم، ونظام الري من حيث التوقيت والكمية، وأنواع الحشرات التي تصيب المزروعات وطرق الوقاية منها والتعامل الموضعي معها في حال وجودها وانتشارها، كذلك أنواع الأمراض وطرق الوقاية منها وسبل معالجتها في حال حدوثها، كما تضمنت الدورات أهمية الزراعة العضوية والفروقات النوعية الكبيرة مع المزروعات التجارية التي تعتمد في نموها على المواد الكيميائية ودحض فكرة الوفرة في المحصول، وأهمية الزراعة العضوية في الحفاظ على صحة الإنسان وحمايته من الأمراض وتنقية البيئة.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى