العودة إلى الحياة الطبيعية ستستغرق 7 أعوام كاملة؟!
قبل عام ونصف تقريبًا، كان سكان العالم أجمع يعيشون حياة طبيعية دون قيود؛ ولكن مع انتشار فيروس كورونا المستجد، كوفيد-19، في مدينة ووهان الصينية، وانتقاله إلى معظم الدول حول العالم، وتفشيه بين السكان كسرعة البرق، وبعد أن فشلت كل المحاولات للسيطرة عليه، باتت اليوم الحياة مختلفة بشكل كبير، لا تشبه سابقاتها بشيء، إنّما مُقيّدة بكمامات وأدوات تعقيم وقواعد تباعد اجتماعي ومنع تجوّل وغيرها من التدابير والقوانين الصارمة المفروضة عالميًا.
من هنا، يتساءل البعض عن الوقت المتبقي للعودة إلى الحياة الطبيعية، خصوصًا بعد الإعلان عن لقاحات فعّالة ضد الفيروس المتفشي، كما بدأت العديد من الدول بتلقيح سكانها، الأمر الذي قد يوحي للبعض بأن هذه الحياة الأشبه بـ”كايوس” ستنتهي، وستعود الحياة الخالية من الأوبئة والأمراض والمفعمة بالحياة والنشاطات.
وفي هذا السياق، قالت شبكة “بلومبيرغ” إن تقدير وقت العودة إلى الحياة الطبيعية يستند إلى وتيرة التطعيم ضد الفيروس ومدى نجاح دول العالم في إنجاز العملية، لافتة إلى أنها قامت بوضع قاعدة بيانات ضخمة بشأن حملات التلقيح الجارية في العالم، ورصدت تقديم 119 مليون جرعة، في حين تكشف الأرقام أن ثلث دول العالم فقط بدأت التلقيح ضد فيروس كورونا حتى الآن، ما يعني أن معظم البلدان لم تبدأ بعد في تحصين شعوبها ضد العدوى.
كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، يقول إن بلوغ مرحلة “المناعة الجماعية” أو ما يعرف بـ”مناعة القطيع”، يتطلّب تلقيح ما بين 70 و85 في المئة من السكان، مؤكدًا أن تطعيم هذه النسبة سيسمح بالعودة إلى الحياة الطبيعية التي افتقدها العالم بسبب جائحة كورونا.
من جهة أخرى، تشير التقارير إلى أن التلقيح يجري بسرعة فائقة في الدول الغنية والمتقدمة، بينما يتم ببطء في الدول النامية، ما يعني أن عودة العالم برمته إلى الحياة الطبيعية ستستغرق 7 أعوام كاملة، في حال استمر التطعيم بالوتيرة الحالية، علمًا أن المستوى المطلوب لتحقيق المناعة الجماعية ما زال يثير انقسامًا وسط الباحثين والعلماء، إذ ثمّة من يرى أنه يتحقق قبل بلوغ 70 في المئة، أي عندما يكون الفيروس متفشيًا في نطاق محدود وليس على شكل موجات كبيرة ومُربكة.
أعلى نسب تطعيم ضد كورونا
وانطلاقًا من ذلك، تُعدّ إسرائيل الأسرع عالميًا في حملة التلقيح، حيث قال موقع Our World in Data إن نسبة المواطنين الذين حصلوا على لقاحات كورونا وصلت إلى 62.1 في المئة، وسط توقعات بأن تلقّح إسرائيل 75 في المئة من سكانها في غضون شهرين، وبالتالي تصل إلى مناعة القطيع، وفقًا لما ذُكر أعلاه.
هذا وتحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية عالميًا في أعلى نسبة لقاحات، مع 38.9 في المئة، ثم سيشيل بنسبة 37.7 في المئة، كما تأتي المملكة المتحدة في المرتبة الرابعة عالميًا بنسبة 16.9 في المئة، ثم الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الخامسة بنسبة 11 في المئة، إذ تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة قد تصل إلى النسبة المطلوبة لتحقيق مناعة القطيع مع حلول 2022، إلا أن الولايات ستكون متفاوتة فيما بينها، لأن ولاية “نورث داكوتا” مثلًا، ستحقق الهدف قبل ستة أشهر من ذلك، أي في يونيو المقبل على الأرجح.
إلى ذلك، تأتي مملكة البحرين في المرتبة السادسة عالميًا، بنسبة 10.6 في المئة، تليها صربيا في المرتبة السابعة من حيث النسبة المئوية لتطعيم سكانها ضد فيروس كورونا المستجد.
عدد متلقي اللقاحات يتجاوز عدد المصابين
وفي سياق متصل، كشفت أحدث بيانات عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا، أن عدد الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم ضد فيروس كورونا في العالم، تجاوز لأول مرة عدد المصابين بالعدوى، إذ تم بالفعل تطعيم ما لا يقل عن 105.1 مليون شخص ضد فيروس كورونا، بينما أصيب به حوالي 103.9 مليون شخص منذ بداية الوباء، في حين لايزال من غير الواضح الوقت الذي سيُستغرق لتطعيم العالم بأكمله، إذ تلقى العديد من الذين تم تطعيمهم جرعة واحدة فقط من الجرعتين المطلوبتين، كما أن الإصابات بفيروس كورونا تستمر بالارتفاع في 44 دولة ينتشر فيها المرض.