ملفات ساخنة

“غزوة الجولانيين” تستبيح لبنان.. أسئلة برسم أدعياء السيادة!

يوسف الصايغ

شهدت شوارع العاصمة بيروت وعدد من مدن الساحل لا سيما صيدا والناعمة والدامور بالاضافة الى طرابلس مسيرات لأنصار الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع/ الجولاني تحت شعار “عيد التحرير” -اي الاحتفاء بمرور عام على مغادرة الرئيس بشار الأسد وتحكم هيئة تحرير الشام بسدة الحكم في سوريا- وما رافق ذلك من حمام دم متواصل سواء في الساحل السوري وما شهده من حرب إبادة بحق العلويين، او في السوريداء وما تم ارتكابه من مجازر بحق أبناء الطائفة الدرزية، الى ما حصل من تفجيرات استهدفت الكنائس المسيحية لا سيما في العاصمة دمشق، الى هدم أضرحة الأولياء وآخره ما حصل قبل يومين من حرق واستباحة لمقام النبي هابيل.

وطبعا لا ننسى تضييق الخناق على مقام السيدة زينب ومنع احياء الشعائر بداخله الا بشكل رمزي ومنع اي مظاهر خلال المناسبات الخاصة بأبناء الطائفة الشيعية، وذلك تحت عنوان واحد هو “التحرير”، وعلى قاعدة من يحرر يقرر، علما ان ما حصل لا يمت للتحرير بصلة، بقدر ما هو سيطرة مجموعات مسلحة على دولة فقدت في لحظة جيشها وقيادتها السياسية وتركت فريسة لشذاذ الآفاق من إيغور وتركستان وشيشان الى ما هنالك من جنسيات باتت ترى في سوريا “أرض الإمارة” الموعودة.

أما ما حصل في المناطق اللبنانية تحت شعار الإحتفاء بـ”التحرير” فهو أقرب ما يكون الى الغزوة حيث اندفعت سيول “ثوار الجولاني” في الشوارع تحت رايات “داعش” و”النصرة” و”العلم السوري ذات النجمات الثلاث” وسرعان ما تحولت تلك المسيرات الى أعمال شغب واعتداء على المواطنين من جهة وصدام مع الجيش اللبناني من جهة ثانية، الى جانب الاستفزاز لشريحة واسعة من اللبنانيين من خلال إطلاق شعارات مستفزة وتعبر عن حقد دفين، وكادت الأمور تحرج عن السيطرة لولا تدخل الجيش اللبناني الحاسم في كبح جماح فورة الجولانيين في لبنان.

لكن ما حصل ليس مجرد حدث عابر فهي أكثر من مجرد احتفال بسقوط دولة وسيطرة جماعات مسلحة على الحكم، بل استباحة لدولة اخرى من قبل الاف الدراجات والسيارات، مع العلم أن معظم سائقيها مخالفين لنظام الاقامة في لبنان وغير مستوفين للشروط القانونية التي تخولهم التجول وقيادة السيارات والدراجات في لبنان، قبل ان نتحدث عن الاسلوب الهمجي الذي تصرف به هؤلاء دون اي رادع، كما قاموا برفع رايات “داعش” و”النصرة” الذين قتلوا جنودنا في الجرود بقيادة قائدهم الجولاني، دزن ان ننسى خطف راهبات معلولا واستهداف وخطف مواطنين لبنانيين في البلدات الحدودية بقاعاً، الى سلسلة من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها هؤلاء في لبنان.

أخيراً وبعد “غزوة الجولانيين” واستباحتهم للمناطق اللبنانية لا بد من توجيه السؤال الى أدعياء السيادة في لبنان عن موقفهم مما حصل على مرآى ومسمع العالم، خصوصا وأنهم الذين كانوا يصدحون ليلا نهارا بتوجيه الانتقاد الى النظام الأمني السوري -أيام حكم الأسد- ويطالبون برفع قبضته الأمنية عن لبنان، ويطالبون المجتمع الدولي والدول العربية بالتحرك لوضع حد لهذه الاستباحة، فهل سيتحركون اليوم وهل لديهم جرأة إعلان موقف مندد بما ارتكبه “الجولانيون” في لبنان من استباحة وانتهاك لسيادة الدولة اللبنانية، والصدام مع الجيش والقوى الأمنية واستفزاز شريحة كبيرة من المواطنين اللبنانيين ورفع رايات تنظيمات مصنفة إرهابياً، كذلك لا بد من سؤال أساس وجوهري، لماذا لا يزال هؤلاء “النازحين” أو “اللاجئين” الى ما هنالك من تسميات متواجدين في لبنان، طالما انهم باتوا يسيطرون على الحكم في سوريا ولم يعد هناك من تهديد تجاههم أن الهدف الحصول على مساعدات الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين، دون أن نسأل عن وجود أجندات أخرى تحتم الإبقاء على هؤلاء في لبنان.

 

 

يوسف الصايغ

صحافي لبناني يحمل شهادة الاجازة في الإعلام من كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية الاخبارية والقنوات التلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى