أحوال الموحدين

معركة بقع جمرة: حين دافع أبناء الجبل عن قافلة الجولان… ودموع الباشا لا تنسى

بقلم المؤرخ: إبراهيم جودية أبو شادي

بقع جمرة في قلب اللجاة.. ودموع سلطان الأطرش

قافلة من النساء والأطفال وكبار السن غادرت مجدل شمس وقُرَاها في مطلع نيسان 1926، تجاوز عددها 1500 نسمة، بعد أن وجهت فرنسا ثلاثة ألوية لاقتحام البلدة.

كانت رحلة العذاب من الجولان إلى الجبل، وأوكلت القيادة العامة للثورة خيرة الرجال لمرافقة القافلة، وهم: أسعد كنج أبو صالح، وفضل الله الأطرش، ومحمود كيوان. استقبلتهم بلدة كناكر العجم وبلسمت جراحهم، وسجلت موقفاً تاريخياً لا يُنسى.

وعندما وصلت القافلة إلى مشارف اللجاة، تعرض لها عملاء فرنسا من عشائر بدو اللجاة وأرشدوها إلى منطقة “بقع جمرة” المعروفة بأوحالها، بهدف السيطرة على كل ما تحمله. وكانت المأساة.

بدأت المعركة بين الرجال القلائل والمرتزقة من البدو، حتى وصلت بيارق الجبل بتوجيه من مشايخ العقل، وتم القضاء على جميع العناصر المعادية، مع خسارة عدد من الشهداء.

وقبل نهاية المعركة، وصل سلطان الأطرش ومعه الأمير عادل أرسلان إلى الميدان، وإذ بطفل رضيع معلق بصدر أمه التي أصيبت بشظية غادرة وجاورت ربها، والطفل يرضع الحليب الممزوج بالدم. لم يتمالك القائد العام نفسه فانهمرت دموعه وسط الجراح، محققاً النصر على عملاء الوطن.

والتاريخ يعيد نفسه بعد مائة عام في نفس الجغرافيا.. لكن دموع سلطان الأطرش ستملأ الكون تحدياً وعنفواناً وبسالة.

المؤرخ: إبراهيم جودية أبو شاد

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى