سياسة

منبج تصرخ والجدران تنطق : يسقط الجولاني …. مغتصب الثورة

في قلب منبج، المدينة التي اعتادت أن تكون صامتة أمام العواصف، خرجت الجدران عن حيادها. لم تعد مجرد أحجار صامتة، بل تحولت إلى منابر شعبية تصرخ بما لا يُقال في الإعلام الرسمي. صباح الجمعة، ظهرت عبارات جدارية تحمل اتهامات مباشرة لأبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، واصفة إياه بـ”العميل”، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه ممارسات الهيئة.

“يسقط الجولاني العميل” عبارة خُطّت باللون الأخضر على جدار حجري في أحد أحياء منبج، لتكون بداية سلسلة من الرسائل التي انتشرت كالنار في الهشيم.

يقول أبو خالد، أحد سكان الحي الذي ظهرت فيه العبارة:
“ما عاد فينا نسكت. الجولاني صار رمز للقمع، والناس تعبت من الاعتقالات والتهديدات. الجدران صارت وسيلتنا الوحيدة.”

ويضيف أمجد، بائع في السوق الشعبي:
“كل يوم نسمع عن اعتقالات في إدلب، عن ناس اختفوا لأنهم قالوا كلمة. منبج اليوم بتقولها بصوت عالي: لا للجولاني، لا لحكم الميليشيات.”

 

 

اللافت أن هذه العبارات لم تكن فردية، بل جاءت ضمن موجة من الكتابات التي ظهرت في أكثر من حي، بعضها يحمل طابعاً غاضباً مثل:
“خائن الثورة والثوار”
“الجولاني لايمثلنا”
“يسقط حكم الميليشيات”
“لا للوصاية …. لا للجولاني”

في إشارة رمزية إلى تحول رموز الثورة إلى أدوات تضليل وقمع.

شهادات من الداخل
مصادر محلية أكدت لـ”أحوال ميديا” أن عناصر أمنية تابعة لل الهيئة حاولت إزالة العبارات فور ظهورها، لكن الأهالي أعادوا كتابتها في أماكن جديدة. أحد الشبان الذين شاركوا في الكتابة قال:
“نحن لا نملك سلاحاً، لكن نملك الكلمة. والجدران لا تخاف.”

رسالة تتجاوز منبج
هذه الكتابات لا تعكس فقط موقف منبج، بل هي امتداد لغضب شعبي في مناطق أخرى من الشمال السوري، حيث تتزايد الاتهامات للجولاني بالعمالة والتنسيق مع أطراف خارجية، وبخطف الثورة لصالح أجندات لا تمثل الشعب.

في زمنٍ تُصادر فيه الأصوات، وتُعتقل فيه الكلمات، تبقى الجدران آخر مساحة حرة. منبج اليوم لا تكتب فقط على الحجر، بل تنقش موقفاً في ذاكرة الثورة.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى