منوعات

وزير البيئة يرعى “المنتدى السنوي لمناطق الحمى”: لتعزيز إدارة وحوكمة المواقع ذات الأهمية البيئية في جنوب لبنان

بحضور وزير البيئة ناصر ياسين وممثلة الاتحاد الأوروبي في لبنان نائبة رئيس التعاون، السيدة أليسيا سكوارتيلا، نظمت بدعوة من جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL “المنتدى السنوي لمناطق الحمى”، يوم أمس في مركز حماة الحمى الدولي في خربة قنافار في البقاع، وذلك وفي إطار مشروع BioConnect الممول من الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى تعزيز إدارة وحوكمة المواقع ذات الأهمية البيئية في جنوب لبنان وإنشاء مناطق محمية جديدة من أجل الحفاظ على المشاهد الطبيعية والتنوع البيولوجي على نطاق أوسع في المنطقة الجنوبية من لبنان.

كما حضر اللقاء ممثلين عن الجمعيات الشريكة في المشروع ورؤساء بلديات وفعاليات اجتماعية وبيئية.

افتتح المنتدى بكلمة ترحيبية بالحاضرين من رئيس المركز وسيم الخطيب شارحا عن فكرة المنتدى  ومشروع مشروع BioConnect، معلناً توقيع  اتفاقية لإنشاء منطقة حمى مع بلدية راشيا

 

سرحال: المشروع هو الأول من نوعه في لبنان

مدير عام  جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL  والمستشار دولي لمنظمة بيردلايف إنترناشيونال أسعد سرحال أكد أن اللقاء اليوم  هو مكمل لدور الحمى الذي تقوم فيه جمعية حماية الطبيعة منذ عشرين سنة، حتى أصبح يوجد 31 حمى على كافة الأراضي اللبنانية، هذا النظام تبنته الدولة اللبنانية وأصبح من ضمن قانون المناطق المحمية، وبالتالي أصبح مع البلديات مباشرةً على مشاعات البلدية وحماة الحمى الذين نحتفل بهم اليوم،  برعاية وزير البيئة وبوجود الممول الاتحاد الأوروبي وشركاء مع جمعية حماية الطبيعة هم شباب وصبايا بالضيعة، الهدف الأساسي هو تدريبهم ليصبحوا حراس ومرشدين بمناطق الحمى – لكي يمشوا مع الناس على دروب الحمى- هذه كلها برامج، بالإضافة لحماة الحمى الصغار التي هي مدرسة بلا جدران”.

وقال “عقدنا اتفاق مع وزارة التربية حتى  يتعرفون على مناطق الحمى ويزورون المناطق خارج ضيعهم حتى يتعرفون على لبنان ليصبح كل لبناني قبل تخرجه من المدرسة يعرف بلده من خلال الحمى”.

وأضاف أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في لبنان، وهو مشروع لأربع سنوات من محمية صور في الجنوب وربطها من خلال الحمى مع المنصوري لنصل لجبل الشيخ مع حمى راشيا حتى حمى سهل البقاع الغربي السبعة، منها عين زبدة وخربة قنافار وصولاً إلى أرز الشوف المحمية الطبيعية لجبل لبنان. وصولاً الى حمى حمانا راس المتن. وقال إن هذا المشروع البيئي طامح وناجح هدفهه تقريب الناس من بعضها، ويربط المناطق الطبيعة ببعضها حيث يفسح المجال بتنقل الحيوانات من منطقة لمنطقة بأمان ويعمل فيها تواصل اجتماعي واقتصادي.

 

سكوارتيلا: التنوع البيولوجي الغني في لبنان واجه تهديدات

ثم كانت كلمة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان ألقتها نائبة رئيس التعاون، أليسيا سكوارتيلا قالت فيها “قد يبدو اجتماعنا في غير مكانه عندما تقع المأساة على بعد بضع كيلومترات فقط. ولكن، وخاصة في الأوقات الصعبة مثل هذه، فإن مناقشة الكيفية التي يمكن بها حماية موطننا الجماعي، كوكبنا، ونقله إلى الأجيال القادمة أمر ضروري.

وأضافت “وفي هذا الموطن الجماعي، يواجه التنوع البيولوجي الغني في لبنان العديد من التهديدات. بما في ذلك فقدان الموائل، والاستغلال غير المستدام للموارد الطبيعية، والتلوث، وتغير المناخ”.

واعتبرت أن الأزمة الاقتصادية تؤدي إلى تفاقم هذه التحديات، مما يحتم علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة. واستجابة لهذه التحديات، شارك الاتحاد الأوروبي بنشاط في المبادرات البيئية في لبنان. في عام 2021، أطلق الاتحاد الأوروبي مشروع BioConnect لدعم السلطات والمنظمات المحلية في لبنان.

 

ياسين: رغم الأزمات هذه المشاريع إيجابية وتعطي أمل كبير

بدوره وزير البيئة ناصر ياسين رحب بالمشروع وقال رغم كل السلبيات التي من حولنا، ورغم الأزمات هذه المشاريع كله إيجابي ويعطي أمل كبير، لأن حماة الحمى يعني أن تجعل الجميع مسؤولين معنيين، ويجعل أبناء المنطقة هم حماة الطبيعة وهم معنيون في حماية الاحراج من الحرائق

وقال “في جردة بسيطة ومقاربة لمسنا ذلك من خلال مؤشر الحرائق الذي تراجع بشكل ملحوظ، ففي صيف ٢٠٢١ سجل أكبر معدل للحرائق خلال آخر 10 سنوات، أما في ٢٠٢٢ انخفضت المساحات المحترقة الى ٣٧٠ هكتار أي بما معدله تراجع بنسبة ٩٠٪، هذا المؤشر لم نأخذ به إنما انتظرنا حتى العام ٢٠٢٣ لم يشهد لبنان في تاريخه هذا الارتفاع في درجات الحرارة، أيضاً كان مؤشر الحرائق واضح تراجعه إلى ٣٣٠ هكتار، وهذا نتيجة أننا اشتغلنا على المستوى المحلي وشكلنا مجموعات ترصد وتراقب تواكب وترفع صور عبر الواتساب فكانت النتيجة ايجابية، ولفت أن هذا المشروع ناتج من صفر موازنة، وقال إذا لم يكن هناك احتضان محلي للغابات والأشجار والمحميات والحمى، وهنا أهمية إشراك البلديات في المحميات والحمى  بالإدارة المحلية. ولا يمكن أن ينجح إلا إذا دورنا الاقتصاد المحلي، وعملنا لأن تصبح هذه المناطق متواصلة ووصل الحمى فيما بينها وتدريب مجموعات من مناطق الحمى وتسويق المحميات والحمى داخلياً وخارجياً يساهم ذلك في خلق نشاط اقتصادي.

الخطيب

استعرضت السيدة باسمة الخطيب ملخصاً عن مشروع Bio-Connect إن عدد المناطق المحمية والمساحة التي تغطيها في البلاد أقل بكثير من المعايير الدولية، حيث يبلغ حاليًا 2,18٪ من هدف 17٪ للنظم البيئية الأرضية والمياه العذبة بحلول العام 2020. علاوة على ذلك، لا تستطيع بعض المناطق المحمية الحالية ضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي بشكل فعال بسبب عدم كفاية الموارد للإدارة والتنفيذ، وعدم كفاية مشاركة السكان المحليين. وللأزمة الاقتصادية الحالية أيضاً آثار خطيرة على التنوع البيولوجي. إن ندرة الموارد البشرية والمالية للدولة تؤدي الى صعوبة إدارة المناطق المحمية، لذا يجب أن تتولى المنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المحليين أنفسهم الأنشطة الإدارية الأساسية كما هو الحال في الحمى.

المشاريع المنجزة وأنشطة الوحدات 

وفي السياق عرضت ستيفاني فراندو المشاريع المنجزة حتى الآن.  كما قدم فريق العمل كل باختصاصه النتائج الأولية لدراسة المسح البيولوجي في مناطق الحمى حيث عرض نتائج دراسة الثدييات د. منير أبو سعيد، ونتائج دراسة الطيور شادي سعد ، ونتائج دراسة النباتات حسين زرقط.

وعن نتائج انجازات برامج الحمى في المشروع  قدم اندريه بشارة نتائج برنامج مدرسة بلا جدران في مناطق الحمى. ورانيا الخليل قدمت برنامج حماة الحمى، فيما تولى المهندس فريد عموري الحديث عن برنامج مزرعة الحمى. كما عرض لأنشطة وحدات جمعية حماية الطبيعة في لبنان حيث عرض أدونيس الخطيب نتائج عمل وحدة مكافحة الصيد الجائر. كما عرض وسيم الخطيب موجز عن انشطة وحدة الاسماك والحياة البرية ف. وفي الختام انتقل الجميع الى حمى المنصورة ثم انتقلوا الى الغداء في عين زبدة.

عن الجمعية 

جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL، هي منظمة غير حكومية لبنانية تأسست عام 1984 وهي الشريك الوطني للمجلس العالمي لحماية الطيور وعضو في العديد من المنظمات الاقليمية والدولية. يسجل لجمعية حماية الطبيعة في لبنان تعاونها مع البلديات والسكان المقيمين وقطاعات الإنتاج، في استعادة نظام الحمى في 29 منطقة لبنانية، وسعيها الى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها في جرود الهرمل، وتطوير “مفهوم الحمى” التقليدي الموروث ليتلاءم مع تطلعات الألفية الثالثة وحاجات التنمية.

يعتبر نظام الحمى، القائم على التصنيف التقليدي للأراضي، وفق استخداماتها، من اهم الأنظمة التي تسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في العالم والمحافظة على الطبيعة ومواردها من خلال تكريس نظام تراثي اعتمدته الشعوب العربية ومارسته القرى والبلدات اللبنانية كتقليد موروث لاستخدام الأراضي، بما يضمن الاستفادة القابلة للاستمرار من الموارد الطبيعية، وبما يعني الاستثمار الرشيد للموارد والمحافظة على قدرة البيئة على تجديد مواردها.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى