الخبير ناجي قديح لـ “أحوال”: الآثار السامة الناتجة عن إنفجار بيروت تهدّد الأطفال ومرضى القلب
هزّ مرفأ بيروت عشية اليوم الثلاثاء إنفجار قويّ وصلت أصداؤه إلى كافة المناطق اللبنانية والدول المجاورة كقبرص، مخلّفاً وراءه إصابات بالمئات بين قتلى وجرحى، وتم توزيع الجرحى بين كافة المستشفيات في لبنان.
عن الآثار الطبية الناتجة عن الإنفجار، حذّر الخبير المختص بكيمياء السموم والثلّوث الدكتور ناجي قديح من الخطر الذي يحدّق بمرضى القلب، كما كشف عن تداعيات خطيرة قد تطال الأطفال.
قديح أشار إلى المواد الكيميائية التي خلّفها الإنفجار والتي تحتوي على نترات الأمونيوم وتُستورد عادة للإستخدام كسماد كيميائي للزراعة، وتتمتّع بخاصية سريعة وشديدة الانفجار، وتدخل بتركيب عبوات ناسفة. بحسب قوة الإنفجار اليوم، تحتوي المستودعات على كميات كبيرة من هذه المواد الكيميائية السامة.
الخبير أشار أنّه “عند حصول إنفجار بهذا الحجم يكون عبارة عن خليط من الغازات المتولّدة عن الإحتراق السريع لهذه المواد، وتفكيك تركيبها الكيميائي وأكسدتها، وتبادل التفاعل بالمواد الناتجة عن درجات الحرارة العالية على خلفية الإنفجار، وبالتالي غارات سامة”. كما حذّر من خطر الجزيئيات التي تساهم بثلويت الهواء وتسبّبها بضرر بالصحة العامة.
بحسب الفيديوهات والصور المنتشرة، شرح قديح أنّ الغازات الحاصلة بالإنفجار عبارة عن:
غازات باللون الأبيض كالغيمة البيضاء، ثم غيوم سوداء وحمراء أو برتقالية، وهذه الألوان عبارة عن الغازات التي تتكوّن منها إنبعثات ناتجة عن الإنفجار. اللون الأبيض يدلّ على وجود غاز أول اوكسيد الكربون- غاز مسمّ يؤدي الى الاختناق.
غازات باللون الأسود تدلّ على لائحة طويلة من غازات الإحتراق بالإضافة الى الكاربون غير المحترق، وجزئيات ومشتقّات تشبه المركبّات الكيميائية غير المحترقة بشكل كامل.
اللون البرتقالي الطاغي على كل الألوان ناتج عن أكاسيد النيتروجين. وهناك أربعة أنواع من النيتروجين تؤثرعلى التنفس خصوصاً الكميات الهائلة التي ظهرت في الهواء بفترة زمنية قصيرة. التعرّض لهذا النوع من الغازات، بحسب قديح، يسبّب تضيقاً في التنفس، واضطرابات بالقلب، وتفاقماً في المشاكل التنفسية. هذا النوع من الغازات مضرّ بالأطفال بشكل خاص، ويؤدي إلى تخريب آلية التنفس ويعطّل الهيموغليبن المسؤول عن نقل الأوكسجين، ويسبب إزرقاقاَ بالشفاه وإصفراراً في الوجه. وشدّد قديح على تأثير الجزيئيات الخطير على التنفس والقلب والشرايين.
إلى ذلك، نصح الدكتور ناجي قديح جميع سكان بيروت بعدم التعرّض للهواء لساعات وأيام بعد حدوث الإنفجار، وأن يتأكدوا من إغلاق نوافذهم، وعدم تشغييل المكيّفات. كما نصحهم بالإنتقال إلى مناطق آكثر أماناً كالجنوب والشوف والإقليم.
لطيفة الحسنية