الجيش الأبيض في مستشفى صيدا الحكومي بلا رواتب
رئيس لجنة الموظّفين في المستشفى لـ"أحوال": منذ أربعة أشهر نحارب باللحم الحي
للشهر الرابع على التوالي لم يتقاضى موظفو مستشفى صيدا الحكومي رواتبهم ومستحقّاتهم المالية، على الرغم من قيامهم بتحركات احتجاجيّة وتنظيم أكثر من اعتصام أمام المستشفى، ومناشداتهم المتكرّرة من أجل حلّ هذه الأزمة وقيامهم بجولات على الفاعليات السياسيّة في المدينة للمساعدة في تحويل الأموال للمستشفيات الحكومية كي تستمر في عملها وتقديم الخدمات الطبيّة، إلا أن كافة الوعود بحل هذه المشكلة بقيت حبراً على ورق.
الواجب الانساني يحتّم على الموظفين الاستمرار في العمل
رئيس لجنة الموظّفين في المستشفى خليل كاعين قال لـ “أحوال”: للشهر الرابع على التوالي لم نقبض رواتبنا، وقد تلقينا وعداً من وزارة المال أن يتم تحويل الرواتب خلال أسبوع ولكن انتهى الأسبوع ولم يتم تحويل الأموال، وتم تأجيل التحويل إلى الأسبوع القادم، ونحن لا نعلم كيف يتصرف وزير المالية معنا، هل نحن شركة أو مستشفى؟ ونستغرب كيف تم دفع أموال الضمان الاجتماعي، ويبدو أن الأمر له علاقة بالسياسة والتدخلات السياسيّة، بينما أموال المستشفيات الحكوميّة تسير مستحقاتها في طريق الروتين البطئ.
وأضاف، نحن نطالب دائماً بتحويل مستحقاتنا مباشرة من وزارة المالية أسوة بالإدارات العامة، وإعادة ضم الموظفين في المستشفيات الحكوميّة البالغ عددهم 4500 موظف إلى كنف الإدارة العامة وغير ذلك ستسمر الأزمة، ونحن منذ أربعة أشهر نحارب باللحم الحي مرضى “كورونا” وواجبنا الانساني والوطني يحتّم علينا الاستمرار في العمل لأن مستشفى صيدا الحكومي هو المستشفى الوحيد الذي يستقبل مرضى “كورونا” في المنطقة، أما باقي المستشفيات لا يوجد عليها ضغط بمرضى “كورونا”، كما أن المستشفى يستقبل حالات المرضى العاديين وخاصة في ظل الأزمة الاقتصاديّة الحاليّة وبالنهاية لا ذنب لهم بل الذنب على الدولة التي تؤخر دفع الرواتب والمستحقات.
صرخة من موظفي مستشفى صيدا الحكومي
وتحت عنوان “صرخة من موظفي مستشفى صيدا الحكومي” تم توزيع بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه: اليوم كان من المفترض أن يتم تحويل مبلغ من المستحقات الماليّة من وزارة المال لحساب المستشفيات الحكوميّة وبالتالي لمستشفى صيدا الحكومي، لكن الذي حصل بعد التواصل مع وزارة المال تبيّن أن الأموال ما زالت عالقة بأدراج وزارة المالية في دائرة الصرفيات يعني التحويل بحاجة إلى أيام معدودة والحبل على الجرار، الموظفون في مستشفى صيدا الحكومي لم يقبضوا رواتبهم منذ أربعة أشهر بالإضافة إلى الوضع المأساوي الذي نعيشه كمواطنين في هذا البلد نتيجة أزمة الدولار وفيروس كورونا، المفترض أن الذي يتحمل عبء فيروس كورونا في صيدا والجوار ويتحمل الأخطار أن يقبض راتبه دون تأخير، لكن نسينا أننا نعيش في دولة لا تكترث لجيشها الأبيض سوى بالبيانات والمؤتمرات التي لا تصرف بأي مصرف.
المطلوب بصورة عاجلة صرف الأموال من وزارة المال اليوم قبل الغد لأن الموضوع لا يحمل أي تأجيل، والمطلوب أيضاً إيجاد حل دائم لكي نحصل على رواتبنا نهاية كل شهر أسوة بغيرنا من الإدارات العامة والمؤسسّات العسكرية والحل عبر تبني اقتراح القانون المقدم إلى المجلس النيابي من النائب بلال عبدالله وهو إعادة ضم موظفي المستشفيات الحكوميّة الى كنف الإدارة العامة.
حملة في صيدا لدعم المستشفى الحكومي
أطلق الاجتماع التنسيقي المواكب لمستجدات كورونا في صيدا بدعوة من النائب بهية الحريري حملة أهلية لدعم مستشفى صيدا الحكومي عبر تلبية حاجاته الأساسية الطبية والتشغيلية اللازمة لإستمراره بتقديم الرعاية الصحية والاستشفائية للمرضى ولا سيما لحالات الكورونا التي يستقبلها وفي ظل الأزمة المالية التي يعانيها بسبب تأخر صرف مستحقاته ورواتب موظفيه، وقد تم تأسيس صندوق لدعم المستشفى عبر جمع التبرعات المالية والعينية وفقاً للإحتياجات التي تحددها ادارة المستشفى، حيث بدأ هذا الصندوق بتلقي التبرعات والمساهمات من رجال اعمال ومؤسسات وتحويلها الى المستشفى على شكل مواد طبية وأولية وغذائية وذلك تحت اشراف بلدية صيدا وجمعية تجار صيدا وضواحيها، كما أن مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة قدّمت كمية من المستلزمات الطبية والأدوية، وطالب منسقو الحملة المشاركة بتمكين المستشفى من الصمود والاستمرارية بعمله الاستشفائي في رعاية وعلاج المرضى عموماً ومرضى كورونا بشكل خاص سيما وانه الملاذ الاستشفائي الوحيد للشرائح الفقيرة ومحدودي الدخل.
خليل العلي