سياسة

هل يفتح الفراغ الرئاسي باب التقسيم في لبنان؟

يسعى الفريق الذي يضم تحالف 8 آذار والتيار الوطني الحر لتمرير الاستحقاق الرئاسي بموعده الدستوري، بينما يسعى معارضوه لاستعجال التسوية التي تُتيح لشخصية وسطية أن تصل الى قصر بعبدا، بينما الواقع يبدو أن الامرين لن يتحققا بسهولة، ما يجعل خيار الفراغ خياراً مطروحاً، لن يكون بحال حصل فراغاً شبيهاً بالفراغ الذي سبق انتخاب ميشال عون للرئاسة.

لا يمكن تشبيه الفراغ الذي حصل قبل انتخاب عون بالفراغ الذي قد يأتي بعد انتهاء ولايته، تقول مصادر سياسية عبر “أحوال”، مشيرة الى أن الظروف التي كانت قائمة بالبلد تخالف عن تلك القائمة اليوم، ما يجعل الفراغان مختلفان ولهما نتائج مختلفة أيضاً.
تُشير المصادر إلى أنه يكفي الإشارة الى حالة الانهيار الواقعة بلبنان اليوم للتدليل على الاختلاف، مشددة على أن الفراغ اليوم بحال حصل قد لا ينتهي قبل حصول التغيير في النظام القائم والذي أثبت فشله على كافة الصعد، لذلك فإن الفراغ المقبل بحال حصوله قد يعني تغيير وجه لبنان الذي نعرفه، وهذا قد لا يكون سيئاً على المدى البعيد، لكنه سيكون كذلك على المدى القريب، لأنه سيترافق مع تصعيد بمطالب التقسيم على اعتبار أن الجمع بين المكونات اللبنانية لم يعد يؤتي ثماره.

ترى المصادر أن هناك فرصة اليوم للوصول الى اتفاق داخلي بين قوى تؤمن أكثرية انتخاب رئيس الجمهورية، يأتي بنتيجته رئيساً جديداً للجمهورية، لكن فشل هذه الفرصة تجعل الاستحقاق بأكمله خارج الحدود اللبنانية، بحيث يصبح مصيره معلقاً بمصير ملفات أخرى لا علاقة للبنان واللبنانيين بتحديد مصيرها.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى