سياسة

الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة “وحدة الساحات” وتوازن الردع

مع بداية معركة “سيف القدس” عام 2021، التي شنتها قوات الاحتلال ضد غزة، برز إلى واجهة الأحداث مصطلح “وحدة الساحات” الذي دعت له فصائل المقاومة الفلسطينية، والذي تمت ترجمته على أرض الواقع خلال الأيام الأخيرة، عبر إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وجنوب لبنان وسوريا، مع ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة في الضفة الغربية، واندلاع مواجهات في عدة مناطق بالداخل الفلسطيني المحتل.

وهذا يأتي بالتزامن مع التوتر الذي شهدته مجددا ساحات المسجد الأقصى في شهر رمضان، وعقب اقتحام شرطة الاحتلال المسجد القبلي وإخراج المعتكفين فيه واعتقالهم عقب الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وإطلاق الغاز عليهم ليومين متتاليين.
ولكن ما الذي يخشاه الاحتلال من “وحدة الساحات” وكيف يتعامل معها، وماهي المخاطر التي تشكلها عليه، والتحديات التي تواجهه؟.

يرى المختص الفلسطيني بالشأن الإسرائيلي عادل شديد، بأن “موضوع وحدة الساحات موضوع مهم جدا وحساس بالنسبة لاسرائيل سواء سياسيا أو عسكريا أو اجتماعيا”.

وأضاف شديد لـ “قدس برس” أن “إسرائيل سياسياً لديها استراتيجية مبنية ومعتمدة على تفكيك المجتمع الفلسطيني من ناحية اجتماعية أيضاً، وفصل غزة عن الضفة وفصل القدس عن مناطق الـ 48 وفلسطين عن محيطها وعمقها العربي والإسلامي”.

وتابع “إسرائيل اليوم مقتنعة بأن القوة العسكرية الهائلة لا تؤهلها لخوض حرب على عده جبهات، تخسر ما تبقى لها من قوه الردع، لذلك شاهدنا كيفيه تحميل حماس مسؤولية اطلاق الصواريخ من لبنان، وتبرئه حزب الله لكي تعفي إسرائيل نفسها من مواجهة الحزب” على حد تقديره.

وختم شديد بالقول إن “إسرائيل تسعى حالياً لتفكيك الساحات وهذا ما ظهر من إخراج حزب الله من المواجهة، لأن هذا الأمر يزعجها فعلياً، ويشكل خطراً عليها وينهي الهامش الكبير الممنوح لها في استهداف المنطقة وإستثناء مناطق أخرى” وفق قوله.

بدوره يرى المتابع للشأن الإسرائيلي، سفيان جمجوم، بأن “أكثر ما يخشاه الاحتلال الآن أن تكسب إستراتجية سيف القدس المزيد من الساحات، وأن تؤدي لتآكل الردع لديه وتعاظم قوة المقاومة”.

وقال جمجوم لـ “القدس برس”، إن “الاستنزاف المتدحرج عبر كل الساحات، أدخل الفعل الإسرائيلي الميداني في متاهة، فهو تارة يقرّر مهاجمة (حماس) وتجنّب الحرب مع (حزب الله)، وتارة أخرى ينكفئ في مواجهة (حماس) بزعم أنه حقّق الردع المطلوب، في وقت يعلو فيه صراخ الإسرائيليين، وسط تصدّع داخلي حول الانقلاب على القضاء”.

وأعرب جمجوم عن اعتقاده أنه “يمكن للضفة أن تؤدي الدور الأساس المنوط بها في مراكمة قوتها، بما يمكّنها من القدرة على خلق حالة ثابتة من المقاومة، واستنزاف المحتلولو بالحد الأدنى، وأن تضع كامل خططه وبرامجه الأمنية في ضباب ميداني، يجعله عاجزا عن اتخاذ القرار المناسب مما يعني مزيد من التخبط والفشل” على حد تقديره.

وشهدت الأيام الماضية، وعقب اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، وطرد المعتكفين فيه، إطلاق صواريخ من قطاع غزة على مستوطنات جنوب فلسطين، فيما شهدت مستوطنات شمال فلسطين المحتلة إطلاق صواريخ كاتيوشا وصلتها من جنوب لبنان، في الوقت الذي تصاعدت فيه عمليات المقاومة بالضفة الغربية المحتلة.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى