انتخابات

غموض يلفّ مستقبل لبنان: لا شيء واضح سوى “الإنهيار”

انتهت الإنتخابات ليتأكد من كان لديه الشكّ بأن ما قبلها وما بعدها سيّان، ولا فرق سوى بحجم المآسي التي يعيشها اللبنانيون، فالإنتخابات لم تكن نقطة التحول التي طال انتظارها في مسار الأزمة، ولا جسر عبور ينقلنا من زمن الإنهيار الى زمن الإعمار، بل محطة سياسية ضمن مجموعة محطّات يلفّها الغموض.

لا يوجد أي جواب لدى أي مسؤول في الدولة اللبنانية على سؤال “ماذا بعد الإنتخابات”، فالغموض يلفّ كل الاستحقاقات المقبلة، ومستقبل لبنان القريب والبعيد، ولا شيء أكيد سوى أن الإنهيار سيصبح أقوى وأسرع، وأن الحكومة التي لم تتمكن من فرملة الإنهيار خلال حياتها، لن تتمكن من فعل شيء خلال مرحلة سُباتها الذي يمكن أن يطول لأشهر.

لا شيء واضح بالنسبة لمصير الحكومة المقبلة، فلا إسم الرئيس المكلف بات معروفاً، والمرشحون كثر، ولا شكل الحكومة، ولا حتى التوقع بإمكان ولادتها أو موتها قبل أن تُولد هو امر ممكن، أما ما هو أبعد من الحكومة فيكاد الغوص فيه يشبه التبصير في فنجان قهوة، يحاول المبصّر أن يلتقط إشارات هنا وهناك، قد تكون إشارات يتطلب تحقّقها يوماً أو شهراً أو سنة.
انتهت الإنتخابات وينتظر اللبنانيون اليوم “الوعد” الخارجي بالتدخل، وبحال كان يمكن بالسابق نقل حجر من مكان إلى آخر دون تدخل خارجي، لم يعد ممكناً اليوم بسبب الفوضى التي دخلت الى المجلس النيابي من حيث الأحجام وموازين القوى، وبالتالي أصبح مستقبل لبنان مربوطاً بشكل كامل بتوافق خارجي، وتسوية تُتيح لنا تشكيل حكومة وانتخاب رئيس للجمهورية وربما المضي قدماً في محيط لا يزال لم يجد برّ الأمان ليركن إليه.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى