جائحة “كورونا” تضرب الأطفال “نفسيًا وعاطفيًا”
أدى عدد الإصابات المرتفع بفيروس كورونا المستجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى زيادة نسب الاضطراب في حياة ملايين الأطفال، فبحسب آخر استطلاعات وبيانات “اليونيسف”، فاقم الوباء الآثار المترتبة على رفاهية الأطفال وتغذيتهم وصحتهم النفسية والتعليم.
وانطلاقًا من ذلك، تمكنت اليونيسف وشركاؤها من الوصول إلى حوالي 7,000 عائلة في سبعة بلدان، مغطّية بذلك احتياجات ما يقرب من 13,000 طفل، حيث أكدت جميع العائلات تقريبًا أن أطفالها تأثروا سلبًا بالجائحة.
وفي السياق، قال المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تيد شيبان: “كان للقيود المفروضة على الحركة وإغلاق المدارس تأثيراً شديداً على الروتين اليومي للأطفال وتفاعلاتهم الاجتماعية وفي النهاية على صحتهم النفسية”، لافتًا إلى أنه كلما طالت الجائحة، زاد تأثيرها على الأطفال.
من هنا، دعا شيبان إلى مواصلة البحث عن حلول مبتكرة لمواجهة تأثير “كوفيد” ودعم الأطفال بالرعاية النفسية الاجتماعية والتعلم المدمج أو عن بعد، إلى جانب تدابير الحماية الاجتماعية وأبزها الحوالات النقدية.
وبحسب الاستطلاعات، صرّح أكثر من نصف المشاركين أن أطفالهم يعانون نفسياً وعاطفياً، في حين أعرب ما يقرب من 40 في المائة منهم عن قلقهم بشأن الأضرار التي تُلحقها أزمة “كوفيد-19” بتعلّم أطفالهم، ليصرّح بالمقابل نصف الآباء وأولياء الأمور بأن التعلم عن بعد لم يكن فعالاً بسبب نقص الموارد ونقص دعم الأفراد البالغين وصعوبة الاتصال بالمعلمين، فيما ذكر شخص من بين كل خمسة مشاركين تقريبًا، التأثير المالي ونقص النقود التي يمكن إنفاقها على الطعام.
من جهة أخرى، ومع بقاء المزيد من العائلات في جميع أنحاء المنطقة في منازلهم خلال فترة من الانكماش الاقتصادي، يتزايد القلق والتوتر ومعه احتمال العنف المنزلي، خصوصًا أن الوباء زاد من الصعوبات الاقتصادية، حيث كان عمال المياومة والعاملون في القطاعات غير الرسمية الأكثر تضرراً.
من جهتها، تقدر اليونيسف أن عدد الأطفال الذين يعيشون ضمن عائلات فقيرة في المنطقة قد يصل إلى 60.1 مليون بحلول نهاية عام 2020، مقارنة بـ 50.4 مليون قبل بداية أزمة “كوفيد-١٩”، في حين لا يزال الضرر الواقع على الوصول للخدمات الصحية كبيرًا، إذ فوّت 9 ملايين طفل فرصة الحصول على لقاحاتهم ضد شلل الأطفال والحصبة.
وفي سياق متصل، لفت شيبان إلى عدد من الاجراءات التي أثرت إيجابًا رغم مساوئ الجائحة، والتي شملت الإفراج عن أطفال كانوا رهن الاحتجاز، حيث تم الإفراج منذ آذار/مارس عن أكثر من 3,000 طفل من مراكز الاحتجاز في 13 دولة حول المنطقة، كما تم تعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية أو توسيعها من خلال المساعدات النقدية إذ قدمت تسع دول مساعدات نقدية لأكثر من 12.5 مليون أسرة، بالاضافة الى انخفاض مستويات العنف في حالات النزاع، بما يتماشى مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء العالم”.
وفي الختام قال شيبان: “يمكننا تحويل هذا الجائحة إلى فرصة لإصلاح الأنظمة التي تخدم الأطفال وتحسين وصول الأطفال إلى الخدمات بما في ذلك التعليم الجيد مع التركيز على المهارات والرعاية الصحية الأولية ودعم الصحة النفسية والخدمات لمواجهة العنف المنزلي والعنف القائم على النوع الاجتماعي”.
هذا وستستمر اليونيسف بدعم الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات والأفراد في أنحاء المنطقة في المجالات الستة التالية:
- تخصيص الرزم المعدة للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي واستخدامها في مواجهة تحدّيات جائحة “كوفيد-19”.
- استمرارية تعلم جميع الأطفال وسلامتهم في المدارس، بما في ذلك من خلال سد الفجوة الرقمية وايجاد التكنولوجيا منخفضة التكلفة.
- تنفيذ حزمة أساسية للوصول العادل إلى الرعاية الصحية الأولية للأطفال والأمهات.
- توسيع نطاق وملائمة برامج تغذية الرضع وصغار الأطفال والرسائل العامة التوعوية.
- توسيع أنظمة الحماية الاجتماعية للوصول إلى أكثر الأطفال والعائلات تضرراً، بما في ذلك من خلال توسيع برامج التحويلات النقدية.
- تعزيز مخصصات الميزانية الحكومية والتمويل العام للقطاعات الاجتماعية مع التركيز بشكل خاص على الرعاية الصحية والتعليم.