السكر هو أصل البلاء هذا ما يقوله د. جورج كرم طبيب الغدد والسكري. فهو المسؤول عن زيادة الأمراض وعن مشاكل الإنجاب، والخرَف وقلة المناعة وطغيان أمراض الحساسية ويحذّر “كل شخص يعاني من بدانة في منطق البطن عاجلاً أم اجلاً سيصاب بالسكري أو حتى بأمراض القلب وقد يصاب بالموت المفاجىء”.
نصيحة كبرى يقدمها د. كرم عبر “أحوال” فيقول :”الوقت ليس متأخراً للبدء بحياة جديدة نقلع فيها عن تناول السكّر وننام جيداً ونأكل وجبة كل خمس ساعات.”
يتحدّث د. كرم في لقائه مع “أحوال”، عن النّظام الغذائي وأسلوب الحياة الذي نتّبعه ويحمّله مسؤوليّة تزايد الأمراض. يقول “لو نظرنا إلى السنوات الأربعين الأخيرة لوجدنا أنّ هناك عدة أمراض تزايدت ما كنا نجدها سابقاً، منها التوَحد عند الاطفال ومرض ADHD أو فرط الحركة عن الأولاد الذين لا يستطيعون التركيز والانضباط HYPER ACTIVE . بالإضافة الى أمراض الحساسية التي تتفاقم كثيراً. هذا فضلاً عن سلوكيات الأطفال وطباعهم السيئة ورفضهم للطعام الصحّي، وهذا كلّه يقع على عاتق نمط العيش الذي يشمل الطعام والنوم والتطور التكنولوجي والتطور الألي وسيادة الأنترنت والهواتف الخليوية كل هذا سبب في ظهور مشاكل نفسية وصحية وجسدية”.
قلّة النوم تسبب السمنة
“الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم هؤلاء معرضون للسمنة أكثر من غيرهم. لذا نجد أنّ الأشخاص الذين يعملون في دوام ليلي يعانون من نسبة سمنة كبيرة. والشخص ألذي لا ينام معرّض لمرض الضغط ومرض الكآبة وأيضا معرّض للإصابة بالسكري”.
ويضيف د .كرم بأنّ تزايد مرض السكري ليس الصورة الكاملة التي تعكس أسلوب الحياة أو أسلوب الطعام السَيء فحسب، بل هناك أمراض أخرى مرتبطة بذلك مثل الجرحة القلبية وانسداد الشرايين.
فضبط مستوى السكّر أمر يمكن التَحكم به عند مريض السكري لكن يبقى هذا المريض معرضاً لمشاكل في الشرايين ولمشاكل في القلب “من هنا أعتقد أن السكر هو جزء من كل”.
سمنة البطن أمّ المشاكل
ويعتبر د. كرم بأن سمنة البطن هي السبب في معظم المشاكل الصحية وهي التي تؤدي إلى الضغط وإلى مرض السكري عاجلاً أم أجلاً، وهي التي تؤدّي إلى مرض الكوليسترول والتريغليسيريد وأمراض القلب.
لذا ليست كل أنواع السمنة خطرة، يقول الطبيب كرم “على سبيل المثال المرأة التي تتركّز عندها السمنة في منطقة الأرداف لو خضعت لفحص السكري سيكون الفحص طبيعياً، أما من يعاني من سمنة في منطقة البطن فهو معرّض للخطر، حتّى لو كانت كل مقاسات جسمه طبيعية، ونحن كأطباء بتنا نأخذ قياسات المرض كجزء من مراقبتنا لصحّة المريض”.
ويعتبر الطبيب أنّ “الكرش” هو مرادف للسكري حتى لو لم يخضع المريض للفحص، ويعلّل الأمر بالقول “هذا الشخص بالذات سيصبح عنده سكري اليوم أو غداً وسيصاب به طالما هو يعاني من الكرش. والسكري بالنسبة لي يعني القلب ويعني مرض الكوليسترول ويعني ارتفاع في الضغط وهذا قد يصيب المرأة او الرجل على حد سواء . وعند المرأة الأمر أبعد من ذلك قد تؤثر على العادة الشهرية والتكيَس على المبيض. من هنا نجد شباباً متزوجين حديثاً ويعانون في مسألة الأنجاب والسؤال هو هل تعاني المرأة من السمنة في منطقة البطن؟”.
مشاكل الأنسولين
وحول الأنسولين ومشاكله يحكي د كرم فيقول:” عندما يأكل أي شخص السكر بشكلٍ كبير يفرز جسمه الأنسولين. والأنسولين هو هرمون لا نقدر أن نعيش بدونه ولكن كثرته مضرة وتؤدي الى مشاكل مميتة وبدونه أيضا نموت”.
يتابع “وكلما زاد مستوى الأنسولين في الجسم تزداد الالتهابات، من هنا إذا دخلنا على قسم القلب في المستشفيات نجد 50 بالمئة من الذين يعانون من جرحة قلبية هم مرضى سكري”.
أما ارتفاع الأنسولين عند الأطفال فيؤدي الى نقصان المناعة وزيادة أمراض الحساسية والربو والتهاب الجيوب الأنفية.
ويجد الدكتور كرم أن هناك علاقة وثيقة بين نمط الحياة وزيادة مرض السكري. فيقول :”نحن نأكل ولا نشعر بالسعادة. الأصول أن نأكل كل خمس ساعات . لكن كثيريون منا لا يتمتعون بالوقت الكافي حتى يأخذوا وجبتهم كما يجب . فيأكلون ما هو متوفر من لقمشة وطعام غير مفيد ودوماً يشعرون بالجوع . فنحن كلما جعنا كلما أكلنا كمية أكبر وتصبح هنا كمية الطَعام الكبيرة مضرة . وهذا كله نتيجة نمط الحياة السريع الذي يمنعنا من النوم الكافي ومن تناول وجبة صحية بهدوء مما يسبب العصبية والتوتر وعدم الشعور بالسعادة فتفتك بنا الأمراض.”
وحول سؤال كيف يجب أن نأكل يقول د. كرم :” يجب تناول وجبة صحية كل خمس ساعات وعدم تناول السكر السريع أبداً ، فوجبة الكنافة صباحاً مضرة جداً وتتسبب في هبوط السكر وقلة نشاط، فكلما أكلنا السكر كلما أردنا المزيد من السكر والجسم سيصاب بالرجفة. لذا يجب أن نتناول الخبز الأسمر وكل الأطعمة البطيئة الامتصاص فهي تزيد من النشاط وكلما نوعنا في أصناف الطعام كلما كانت صحتنا أفضل وتحلينا بنشاط أكبر.”.
وأهم نصيحة يقدّمها د. كرم، هي عدم تناول السكر وحده في أي وقت من الأوقات حتى ولو كانت صحتنا جيدة، ودوماً تناول الحلويات أو المربيات أو الفاكهة بعد الوجبة مباشرة فهذا يخفف من قوة إفراز الأنسولين. يقول “ما نأكله نحن في شهر كان أجدادنا يأكلونه في عمر وهذا خطير جداً يستوجب معه أن ندق ناقوس الخطر كي لا نكون عرضة للأمراض ليس أقلّها السكّري”.
كمال طنوس