د. طوني نمر لـ”أحوال”: لبنان معرّض لكوارث طبيعية يصعب التكهّن بتوقيتها
لمحة عن الزلازل التي ضربت لبنان في تاريخه وتسونامي عام 551
في كل عام تشهد مجموعة من دول العالم كوارث طبيعية مدمّرة، نظراً للطبيعة الجيولوجية الخاصة بكل دولة او مدينة تتعرض لزلازل أو تسونامي وغيرها من الكوارث..
مؤخراً، شهدت ولاية إزمير التركية زلزالاً ضخماً خلّف دماراً كبيراً وعدداً من الضّحايا. وبعد مرور خمسة أيام على حدوثه، يتساءل البعض ما هي تداعياته على لبنان، خصوصاً بعد انتشار إشاعة عن إمكانية تعرّض لبنان لـ”تسونامي” مباشرةً بعد زلزال إزمير.
يُذكر أنّ لبنان يتضمّن أربع فوالق رئيسية هي :” اليمونة” و”روم” و”سرغايا” و”راشيا الوادي”. كما يعدّ فالق ” اليمونة” من أكبر فوالق شرق المتوسط.، فهل يعود زلزال بيروت المدمّر الى الواجهة قريباً؟
الأستاذ المحاضر والباحث في الجيولوجيا وعلم الزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت دكتور طوني نمر يشرح لـ”احوال”، تداعيات زلزال إزمير وحاضر لبنان الجيولوجي، وأهمّه إمكانية تعرّض لبنان لأي كارثة طبيعية في المدى القريب.
بدايةً، يجزم د. نمر أنّه في علم الجيولوجيا ” لا يمكن حصول تسونامي بعد مرور أيام على الزلزال”، مؤكداً أنه “في حال حصوله قد يحدث مباشرة بعد الزلزال”. ويشرح أن انتشار خبر توقّع التسونامي “كان مجرّد إشاعة وانتهت”.
ويوضح أنّ ” زلزال إزمير لم يؤثّر على منطقة البحر الأبيض المتوسّط بكاملها، والسّبب أنّه حصل في بحرّ إيجه المقفل من جميع الاتجاهات ما عدا جهة الجنوب، ما يعيق حركة التسونامي وامتدادها”، بحسب تعبيره.
رغم ذلك، هل نحن مهدّدون اليوم بكارثة زلزال أو تسونامي؟ ” جغرافياً يقع لبنان على خط زلازل رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، يمتدّ من خليج العقبة الى تركيا بطول الف كلم” ، بحسب د. نمر، الذي يضيف أن ” لبنان ينقسم الى أربعة فوالق متحركة تسبّبت بزلازل كثيرة عبر التاريخ كان آخرها فالق اليمونة عام 1202 وبقوة 7.5 درجات”. كما يشير الى أنّه تاريخياً حدث زلزالان آخران عامي 1759و 1867.
انفجار المرفأ وتأثيره الجيولوجي
لهذه الأسباب، يتوقع د. نمر تعرّض لبنان لكوارث طبيعية، مؤكداً صعوبة تحديدها أو معرفة توقيتها، ” فالزلازل ليست كالأرصاد الجويّة”، بحسب تعبيره.
أما عن إمكانية حدوث تسونامي في لبنان، يوضح نمر ” يحصل الأخير بعد الزلزال على فالق بحري، وهذا ما حدث في لبنان عام 551، حين حصل زلزال مدمّر وتسبّب بتسونامي خلّف دماراً كبيراً “.
وعن الحادثة المذكورة، يروي أنّه “بعد حصول الزلزال انخفض مستوى مياه البحر، هلع المواطنون حينها يبحثون عن أشياء قيّمة كانت قد رُميت في أعماق البحر، ليتفاجأوا بعدها بارتفاع مستوى المياه ووفاة العديد منهم”.
وبالنسبة للهزات الأرضية التي حصلت خلال الأشهر الماضية تعود أسبابها
إلى تصنيف لبنان منطقة زلزالية معروفة عبر التاريخ. وبرأيه، تحدث زلازل صغيرة، وهي عبارة عن هزات أرضية نشعر بها، وذلك بسبب تحرّك الفوالق المستمر. وفي هذه الحالة يجوز الوجهان برأي د. نمر “إما حدوث زلزال كبير يسبقه هزّات خفيفة، أم حصول هزات خفيفة تساعد على تخفيف الضغط”.
أما عن انفجار المرفأ في 4 آب الماضي وتأثيره على الحالة الجيولجيّة، يرى د. نمر أنّ ” تأثيره جاء حصرًا على منطقة المرفأ، حيث يوجد فالق واحد وصغير، ومن الممكن أن يكون قد تحرّك لحظة الانفجار”.”
وختاماً ، يدعو د. نمر الى عدم القلق والتفكير بموضوع الكوارث الطبيعية حالياً، لافتاً الى أن ” زلزال إزمير دفع الناس الى تناول الموضوع بشكل كبير”.