ارتفاع أسعار المحروقات “ينعش” سوق السيارات الاقتصادية
"وداعاً للفشخرة": السيارات الصغيرة في لبنان سيدة الطريق
عاد بعض اللبنانيين إلى الواقعية وأقلها الاستغناء عن السيارات الضخمة الفارهة ورباعية الدفع سيدة الطريق، يقول حسن لـ أحوال.ميديا” إن سيارته الرباعية الدفع (6 سلندرات) تحولت إلى عبء مادي عليه تماما كمعظم اللبنانيين، فيحاول استبدالها بأخرى اقتصادية تخفف عنه “همّ” ارتفاع أسعار المحروقات الجنوني، حيث من المتوقع أن يتخطى سعر صفيحة البنزين الـ 600 ألف ليرة، أي ما يعادل الحد الأدنى للأجور في لبنان.
وارتفعت أسعار الوقود بجميع أنواعه في لبنان، منذ بداية الأزمة في أوكرانيا حيث وصل سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 451000 ليرة.
ويلفت حسن إلى أن سيارته تحتاج إلى 500 ألف ليرة من البزين يومياً، فإذا ما أردنا احتساب الكلفة الشهرية فإنها تساوي 15 مليون ليرة، أي ثلاث أضعاف راتبه الشهري.
ويترحم على الأيام التي كانت فيها المحروقات مدعومة قائلاً: “كنت عبي بنزين بـ 150 ألف كل أسبوع وأتجول فيها أكثر من الآن”.
وإلى جانب مصاريف البنزين يشتكي حسن من تكاليف الصيانة، حيث أن كلفة إصلاح سيارة تتخطى القدرة الشرائية للمواطن، ولم يعد بمقدوره شراء القطع وتصليح الأعطال.
أما سارة أم لولدين تقوم بإرسالهما إلى المدرسة بسيارتها الرباعية الدفع، للتخفيف من مصاريف الباص الذي طلب منها مليونين وخمسمائة ألف ليرة بالشهر عن الولد الواحد.
وتقول: ظننت أن قراري باصطحاب الأولاد إلى المدرسة سيخفف عني الأعباء المالية، إلا أن ازدحام السير وارتفاع أسعار البنزين والغش والتلاعب في العدادات والنوعية الرديئة خيبت طني فسيارتي تحتاج إلى 200 ألف من البنزين يومياً من منزلي في منطقة فرن الشباك، إلى شارع بلس في الحمرا حيث مدرسة الأولاد.
وتضيف: “كي تكون حساباتي صحيحة عليّ شراء سيارة صغيرة اقتصادية، تخفف عني عناء حرق أموالي وأعصابي”.
أما جهاد صاحب إحدى معارض السيارات في الضاحية الجنوبية يقول: “عدد كبير من اللبنانيين يتجه إلى إيجاد بدائل اقتصادية، تساعدهم على التنقل دون تكاليف باهظة، فوجدوا في السيارات الصغيرة أو الدراجات النارية الحل الأنسب، من حيث استهلاك الوقود، بعد أن شهدت أسعار المحروقات ارتفاعاً أسبوعياً دون سقف”.
ويضيف جهاد: “لكن هذا لا يعني توقف الطلب نهائياً على السيارات الكبيرة، وهناك شريحة من الناس ما زالت تتقاضى رواتبها بالفريش دولار، وقادرة على شراء السيارات الكبيرة، إلى جانب اقتنائهم سيارات صغيرة للتجوّل فيها داخل العاصمة، ما زاد من أسعار هذه السيارات، بسبب زيادة الطلب عليها فوصلت إلى حدود الـ 8000 آلاف دولار”.
وعن نسبة الميبعات يوضح أنها “زادت بحدود 70% للسيارات الصغيرة، فيما تراجع الطلب على السيارات الكبيرة بنسبة 90% ما يعني أن القطاع ضرب سوق السيارات الفارهة فيما أنعش سوق السيارات الاقتصادية”.