فيتامين D يعزّز مناعة الجسم ضدّ كورونا… هكذا يمكننا الحصول عليه
شعوبنا بجيناتها مصابة بنقص فيتامين D
بحسب الدّراسات العلميّة كل شخص يعاني من نقص فيتامين D معرض هو أكثر عرضة للإصابة بكورونا. فهذا الفيتامين يدخل ضمن استراتيجية علاجية غير مكلفة لمعالجة ومقاومة المرض.
قبل كورونا لم نكن نعطي هذا الفيتامين أهميته البالغة القصوى.
“أحوال” التقى الدكتورة ريما السباعي التي حدثتنا عن أهمية فيتامين D للوقاية من كورونا ومن أمراض عديدة اخرى.
بداية تشير الدكتورة سباعي إلى أن فيتامين D مهم جداً لمناعة الجسم عموماً، وقد اتّضحت اهميته مؤخراً مع انتشار كورونا، وأجريت أبحاث كثيرة حوله وتبين أن فيتامين D قد يساعد في مكافحة العدوى.
يحمي من العدوى
فقد أشارت دراسة أميركية إلى أن المرضى الذين لديهم مستويات كافية من فيتامين D ، يتعرضون للعدوى بشكل أقل، واحتمال تعرضهم لمضاعفات “كوفيد-19” أو الوفاة بسببه، أقل أيضاً.
تقول د. سباعي “يجب أن نتحلّى باليقظة، فنحن شعوب تعاني من نقص في الفيتامين D ولا نعرف الأسباب الوجيهة لهذا النقص. ونقص الفيتامين D يؤدي الى الإصابة بالسرطان وقلة المناعة في الجسم ويؤثر على الكتلة العظمية ويسبب بهشاشة العظام والكسور” .
فيتامين الشّمس
تشجع د سباعي كل شخص لإجراء فحص فيتامين D لأنه مهم جداً خاصة في زمن كورونا. وهو فيتامين الشمس الذي نحصل عليه من خلال تعرّضنا لأشعّتها، وهو يذوب في الدهن مثل فيتامين A,Eو K لذا نحصل عليه كذلك من خلال المصادر الدهنية مثل الحليب ومشتقاته والسمك صفار البيض .
أهميته تكمن أيضاً في تكوين العظام ونمو الجسم وتقوية مناعة الجسم ومحاربة الأمراض السرطانية لا سيما البروستات وسرطان الثدي وسرطان الكولون.
كما أنّ فيتامين D يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفات وهذه كلها تساعد على تقوية العظام.
شعوبنا بجيناتها تعاني من نقص فيتامين D؟
تشير د سباعي إلى أن “الكثير من الناس يعانون من نقص في هذا الفيتامين والأسباب ليست واضحة حتى الآن، لكن تشير بعض الدراسات الى أن شعوبنا في وضع جيني معين يؤدي الى هذا النقص. من هنا أغلب الأشخاص عندما يفحصون مستوى هذا الفيتامين يتبيّن أنّ لديهم نقص. ومن الأسباب لهذا النقص في فيتامين D هو عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس وبحكم العمل داخل البيت او المكاتب مما يمنع هؤلاء الاشخاص من رؤية الشمس كما يجب.
كما نقص الفيتامين D تعاني منه المرأة بعد انقطاع الطمث.
وكذلك الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي وأمراض الكلى والكبد تؤدي إلى نقص في فيتامين D ، ومع اتّباع أنظمة غذائيّة سيّئة ومتكرّرة تؤدي أيضاً إلى هذا النقص مع غياب الغذاء السليم”.
كما أنّ الدراسات اليوم باتت تربط بين نقص في فيتامين D والسمنة، إذ أنّ تراكم الدهون في الجسم يمنع امتصاص أشعة الشمس والجسم لا يعود قادراً على تحويل هذه الأشعة الى فيتامين D في الجسم. وهناك أدوية تؤثّر على امتصاص الفيتامين D مثل أدوية الصرع.
كما وإن الأمراض الوراثية تسبب بنقص في فيتامين D كذلك التقدّم بالعمر.
عوارض نقص فيتامين D في الجسم
عن عوارض نقص هذا الفيتامين تقول د سباعي “مع نقص الفيتامين D تبدأ المشاكل الصحية بالظهور مثل ارتفاع الضغط وضعف المناعة والإصابة بالسكري والأمراض السرطانية والبروستات وهشاشة العظام . ولا يعد الشخص قادراً على المشي فيشعر بالخمول والتعب وقلة النوم وهر الشعر والتعرض للكسور، لا سيما كسر الورك والأرجل وهر الأسنان، لأنّ هناك رابط قوي بين فيتامين D وبين الكالسيوم والفوسفات فأي نقص في فيتامين D يؤدي الى نقص في الكالسيوم والفوسفات”.
فيتامين D يحمي القلب
وحول اذا كان فيتامين D له علاقة بمرض القلب تقول د سباعي:
” يعمل فيتامين D على الحد من خطر الإصابة بمرض القلب وتحديداً تصلب الأنسجة. وذلك وفقاً لدراسة أجريت في عام 2006 نشرتها مجلة الطب الأميركية تبيّن أنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وأظهرت الدّراسات العلاقة بين انخفاض معدلات الفيتامين D وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وغيرها من أمراض القلب. ومع ذلك، لم تثبت الأبحاث بعد ما إذا كانت زيادة معدلات الفيتامينD تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب ولم تتوصل إلى تحديد الكمية اللازمة منه. وتجدر الإشارة إلى أن المستويات المرتفعة جداً من الفيتامين “د” تلحق الضرر بالقلب والشرايين من خلال زيادة كمية الكالسيوم في مجرى الدم.”
انتبهوا الى أطفالكم من نقص فيتامين D
وحول إمكانية أن يعاني الأطفال من نقص فيتامين D تقول سباعي: “نعم هذا مؤكد . ونذكر هنا عندما يولد الطفل يولد وعنده نقص في فيتامين D يعطى إبرة فيتامين في المستشفى فور ولادته، ويبقى يأخذ مكمل غذائي على شكل دواء من فيتامين D حتى عمر السنتين وذلك لمنع مرض تقوس الارجل RICKETS عند الاطفال . من هنا على الأهل أن يكونوا على وعي كافٍ حول هذا الموضوع من أجل تقوية عظام الجسم والأسنان ونموها والطفل الذي يعاني من هذا النقص قد لا تفرخ اسنانه”.
أما عن الشباب وامكانية أن يعانوا من نقص فيتامين D فتقول د سباعي:
“قد يصاب المراهقون بنقص في الفيتامين D ويسبب لهم ألم في العظام ومع مرور الوقت قد يصيبهم ألم في اليدين والمفاصل وألم في العضلات. وفي حال لم ينتبهوا الى ذلك قد يصاب بالكسور في الورك خاصة اذا كان الشخص يمارس الرياضة فسيجد أن أقل وقعة أو ضربة قد تسبب له بكسر”.
الأطعمة التي تحتوي على فيتامين D
الغذاء مهم جدا للحماية من نقص الفيتامين D، تقول د. سباعي “علينا أن نفتش عن الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين وتلك الغنية بالكالسيوم أيضا. ولأنه يذوب في الدهن علينا ان نركز على الاطعمة الدهنية مثل السردين والسمك الدهني كالسلمون والتونا والحليب والكبد وصفار البيض” .
و كل شخص يعاني من نقص في فيتامين D عليه ان يأخذ هذا الفيتامين على شكل دواء من خلال وصفة طبيب ويعطى حسب المستوى المتدني في الجسم عند الشخص. عادة يوصف الدواء لمدة ستة اشهر وبمعايير معينة حسب كل مريض وبعدها يعود المريض ويفحص مستوى الفيتامين D في الدم مجددا لنعرف مدى ارتفاع هذا الفيتامين . الشخص الذي يعاني من نقص حاد يمكن ان يأخذ ابرة في العضل.
ومهم ان نعرف ان الفيتامين D لا يؤخذ مدى الحياة بل لفترة علاجية فقط حسب حالة كل مريض والطبيب هو المخول بإعطاء التعليمات.
وتشدد د سباعي على كل امرأة عليها ان تخضع لفحص فيتامين D وكذلك كبار السن أيضا والأطفال الصغار خاصة اذا اصيبوا في أوجاع في العظم والعضل. ”
التعرّض للشمس لا يحمي بالضّرورة من نقص فيتامينD
تؤكّد د. سباعي ” أنه ليس بالضرورة كل شخص يتعرض للشمس أن يكون محمياً من نقص الفيتامين D لأن هذا الشخص قد يكون عنده مشاكل صحية أو مشاكل في الجهاز الهضمي ما يمنعه من امتصاص الفيتامين D .
أصحاب البشرة السمراء والأفارقة، يحتاجون إلى التعرض لوقت أطول لأشعة الشمس لأن بشرتهم سميكة أكثر من البيض أصحاب البشرة الرقيقة، فمجرد التعرض للشمس تصبح بشرتهم حمراء ويمتصون الفيتامين D بسرعة.
وتؤكّد د. سباعي أنّه لا يوجد دراسة تحدّد عدد الساعات التي يجب أن نتعرّض بها لأشعة الشمس يوميا حتى نحصل على الفيتامين D لكن يمكن القول إنّ المكوث تحت اشعة الشمس يومياً وبدون واقي شمس لمدة 30 دقيقة قد تكون كافية للحصول على فيتامين D.