أنجلينا جولي ليست نجمة أدوار…. فما هو سبب شهرتها؟
يكفي أن تظهر أيقونة هوليوود، أنجلينا جولي، على غلاف مجلة “فوغ” لشهر آذار/ مارس 2021، حتى يسارع العالم إلى شراء العدد؛ فهي تبدو وكأنّها نجمة السماء التي تضيء ليالي كورونا القاتمة، ولو في بعض من جمالها. ولكن لماذا الجمهور مأخوذ بأنجلينا؟ هل لأنّها ممثلة؟ هل نتذكر كل أفلام أنجلينا حقاً؟ أو بعضها؟ هل يستحضرنا مشهد قوي لها؟ ربما لا. لكن من المؤكد أنّنا نتذكر كم بدت رائعة الجمال خلال أدوارها.
سؤال The Guardians اللافت
بحثت صحيفة The Guardians البريطانية في شهرة أنجلينا جولي، وطرحت كاتبة العامود هادلي فريمان سؤالاً جريئاً: لماذا تتمتع أنجلينا جولي بهذه الشهرة؟ وناقشت هادلي في جدلية الأفلام التي مثلتها أنجلينا، والتي ظهرت قبل ذروة الشهرة أو بعدها بأعوام؛ خاصة الأفلام التي لم تحظَ باهتمام الجماهير مثل Wanted و Beowulf و Changeling. “رغم ذلك جولي تُعتبر أكبر نجمة مشهورة على نطاق واسع.” وتابعت هادلي، إذا لم يكن بسبب الأفلام، فلماذا؟ حسنًا، جولي جميلة جدًا وهي تخوض الكثير من الأعمال التي تندرج تحت مصطلح العمل الإنساني الغامض: حملات من أجل اللاجئين والنساء والأطفال في البلدان النامية، والذهاب إلى مناطق الحرب أثناء الحروب الفعلية. على الرغم من أنّ هذا، من جديد، لا يفسّر مستوى شهرتها، بالنظر إلى أنّ اهتمام الجمهور بسفراء النوايا الحسنة المشاهير ينخفض، أو أقل بكثير مما تعتقد الأمم المتحدة.
بدلاً من ذلك، تشتهر جولي إلى حد كبير بحياتها الشخصية، والتي كانت بلا شك مادة مثيرة للجمهور. لقد تفوّقت على الجميع في عصر المشاهير الكبار عندما هربت مع براد بيت المتزوج؛ “وها هي الآن تتحدث عن أهمية الأسرة”. لا شك في أنّ جولي رسمت خطاً فريداً في حياتها. فقد كسرت كل “التابو” حول نجمات هوليوود المثيرات، عندما أعلنت عن استئصال الثدي المزدوج، للوقاية من السرطان.
وتقرّ مجلة Vogue ضمنيًا أنّ المقابلة التي أجرتها مع جولي، لا تتضمن حديثاً عن أعمالها الفنية؛ إذ 85 ٪ من الأسئلة تدور حول عائلتها، و 13٪ حول عملها الإنساني، و 1٪ حول ظهورها المرتقب في فيلم Marvel.
لا توجد إشارات إلى الأفلام السابقة، ولا يوجد ذكر عرضي لأدوار الأيقونة. بدلاً من ذلك، تم منح نسبة 1٪ الأخيرة لهذا السؤال المثير للاهتمام: “هل يمكنكِ إخبارنا عن مشروعك القادم مع “غيرلان” والنساء العملات في تربية النحل؟ ( مشروع أنجلينا الأخير).
وترى هادلي فريمان أنّه عندما يُسأل أحد المشاهير هذا النوع من الأسئلة، فهذا يعني أحد الأمرين: إمّا جولي قوية جدًا لدرجة أنّ الصحفي وافق على طرح ذلك من أجل الحصول على المقابلة، أو لا يوجد الكثير من الأعمال التي تستحق الحديث عنها. “المثير للاهتمام حول جولي هو أنّ، الأمرين متوفّران في حالتها”.
وبرّرت فريمان قولها هذا، بأنّها لا تقصد الإفتراء على أيقونة هوليوود، “لأنني أعتقد في الواقع أنّ جولي بارعة تمامًا فيما تفعله، وهو كونها مشهورة.”
بالعودة إلى أعمالها الإنسانية، فقد تبنت جولي أطفالاً، غير آبهة بلون بشرتهم، أو مذهبهم، أو جنسيتهم. وبهذا المعنى، فهي مشهورة بطريقة المدرسة القديمة العميقة والممتعة. تسافر حول العالم وتقوم بأعمال إنسانية، كما فعلت سابقتها أودري هيبورن.
لـ Insider موقف مشابه
وكان لموقع Insider الذي يُعني بأخبار مشاهير هوليوود، رأي مماثل حول أسباب شهرة أنجلينا جولي، البعيدة عن أدوارها، كاشفاً أبرز محطات حياتها:
- انخرطت أنجلينا في فضيحة هوليوودية حُظيت بتغطية إعلامية من العيار الثقيل عندما تم الإعلان عن علاقتها بالنجم براد بيت، بينما كان الأخير لا يزال متزوجًا من جينيفر أنيستون.
- لم يؤكد الاثنان علاقتهما حتى عام 2006، عندما أعلنت جولي بأنّها حامل بطفل بيت.
- بعد أكثر من عقد من الخدمة كسفيرة للنوايا الحسنة، تمت ترقية جولي إلى رتبة المبعوث الخاص للمفوّض السامي أنطونيو غوتيريش في عام 2012، وتمثيل المنظمة على المستوى الدبلوماسي. وقد فازت منذ ذلك الحين بعدد كبير من الجوائز الإنسانية.
- حصلت على لقب “الممثلة الأعلى أجراً” في مجلة فوربس عدة مرات، حيث تراوحت أرباحها السنوية بين 27 و 30 مليون دولار.
- بعد سبع سنوات وستة أطفال، أعلنت جولي وبيت خبر خطوبتهما في عام 2012.
- في أيار/ مايو 2013، كتبت جولي مقالة رأي في صحيفة نيويورك تايمز كشفت من خلاله عن خضوعها لعملية استئصال الثدي المزدوجة الوقائية السرية.
- في عام 2014، تزوج الثنائي بيت وجولي – أولاً في كاليفورنيا ثم في الفيلا الفرنسية. وقالت جولي: “كأميركيين، لا يمكننا الزواج بشكل قانوني في فرنسا”.
- في مارس 2015، كشفت أنجلينا أنها ستخضع لعملية جراحية لإزالة مبايضها.
- لعبت جولي دور البطولة في فيلمها الثاني مع براد بيت، عن طريق البحر، قرب نهاية عام 2015. قصة الفيلم درات حول ثنائي متزوج دون حب. وربما كان الفيلم من أولى العلامات على أنّ زواج الزوجين كان يسير في طريق صخرية.
- قدمت جولي أوراق طلاقها من بيت في 15 سبتمبر 2016.
أداء جولي “الضعيف” في الأفلام
لطالما تعرّضت أنجلينا جولي لانتقادات حول أدائها في بعض الأفلام، وذلك لأدوارها الضعيفة سيّما في الأفلام التالية:
The Good Shepherd (2006): من اخراح روبرت دي نيرو، وبطولة مات ديمون وروبرت دي نيرو وأليك بالدوين. وكان لجولي دور ثانوي في هذا الفيلم، حيث لم يقدم لها الدور الكثير لتقوم به، ولكنها قبلت بهذا الدور الضعيف للعمل مع عملاق هوليوود روبرت دي نيرو.
Gone in 60 Seconds (2000): أيضاً كان لجولي دور صغير آخر يكاد يكون مخفياً في فيلم الإثارة من بطولة نيكولاس كيج.
Original Sin (2001): لقي هذا الفيلم انتقاداً صاخباً من النقاد بسبب أداء النجمة أنجلينا جولي، كذلك بسبب ضعف السيناريو والحوار. وشاركت جولي البطولة إلى جانب أنطونيو باندراس.
The Tourist (2010): شاركت جولي البطولة مع براد بيت، وقد علّق النقاد على ضعف الانسجام بين الممثلين مّما أضعف أداءهما.
Lara Croft – Tomb Raider (2001): تعرّضت جولي هنا لإنتقاد قوي لعدم تمكنها من تجسيد الشخصية المناسبة للقصة.
سواءً برعت في كلّ أدوارها أم لا، فقد أثارت أنجلينا ولا تزال اهتمام الجمهور في العالم بأسره؛ وتصدّرت أخبارها لسنوات طويلة أهم الصحف والمجلات والمواقع العالمية. ورغم ابتعادها مؤخراً عن الساحة الإعلامية، تكفي مقابلة واحدة لها أن تعيدها إلى أذهاننا بلمح البصر، والدليل أننّا نتناول الحديث عنها لمجرّد ظهورها على غلاف مجلة.
لطيفة الحسنية