ما الفرق بين لقاحات كورونا الأربعة وأيّها الأكثر فعالية؟
في ظلّ استفحال الأزمة الصحية في لبنان وسائر العالم، ما زالت الغالبية العظمى من الناس عرضة للإصابة بفيروس كورونا، والقيود المفروضة الحالية تمنع زيادة تفشي الفيروس فقط وبالتالي تمنع موت المزيد من الناس.
لذا، يستبشر الخبراء والأطباء خيرًا بعد أن ًاثبِتَت فعالية عدد من اللّقاحات المضادة لهذا الفيروس الفتّاك من عدة دول، على رأسها أميركا، بريطانيا، الصين، وروسيا.
وما تشترك به كل هذه اللّقاحات، هو دورها في تعريف الجسم على البروتين الشوكي، وهكذا، يصبح الجسم قادرًا على تمييزه والتعرف عليه وبالتالي محاربته.
مقارنة بين اللّقاحات
ويقول الباحث والدكتور في علوم الصحة العامة وتحفيز الصحة محمد حسين حسام منصور لـ”أحوال” أن الفرق بين اللقاحات هو بالطريقة التي يعمل بها كل واحد منها، مثلًا:
– اللقاح الصيني (أشهره سينوفارم) يعتمد نهجًا قديمًا أثبت فعاليته منذ فترة طويلة في لقاحات أخرى، مثل لقاحات شلل الأطفال والإنفلونزا. وتستخدم لقاحات فيروس كورونا الخاصة بهما فيروسًا كاملًا معطلًا لحث الجسم على تطوير استجابته المناعية، ولا يحتاج سوى إلى تخزينه في درجات حرارة الثلاجة القياسية، أي من 2 إلى 8 درجات مئوية.
– اللّقاح الأميركي (موديرنا او فايزر)، يعمل بطريقة مختلفة، إذ يستخدم مادة وراثية تُعرف باسم “الحمض النووي الريبوزي المرسال”، أو “mRNA”، لتحفيز الجسم على إنتاج أجزاء من البروتين تشبه قطع من فيروس كورونا وتحفيز الاستجابة المناعية، وهي تعد تقنية جديدة لم تُستخدم في اللّقاحات الحالية.
– اللّقاح البريطاني ( أسترازينيكا) واللّقاح الروسي (سبوتنيك)، يعتمدان على تقنية vector base، وهو عبارة عن فيروس خارجي غالبًا يكون مصدره الشمبانزي، ثم يُعدل وراثيًا، ويتمّ حقن الفيروس بالجينات المسؤولة عن إنتاج البروتين الشوكي، ثم يدخل الفيروس إلى داخل الجسم، ويخرق الجينات، ثم تتحوّل هذه الجينات إلى الحمض النووي الريبوزي المرسال القادر على تصنيع البروتين الشوكي وبالتالي السماح للجسم أن يتعرف عليه لمواجهة فيروس كورونا.
من ناحية فعالية اللّقاحات، يوضح منصور أن اللّقاح الأميركي هو الأفضل والأكثر فعالية وذلك بحسب الأرقام، ثم اللّقاح الروسي والبريطاني، وأخيرًا اللّقاح الصيني.
تجدر الإشارة إلى أنّ كل نظريات المؤامرة يرفضها العلم وينفي العلماء أن يكون للّقاحات تاثير على الخصوبة أو قدرة على إحداث تغيير جيني عند الإنسان، وعن الوفيات التي حصلت بعد أخذ اللّقاح، هي نادرة، ومرتبطة بمشاكل صحية مختلفة لا دخل لها بالفيروس أو باللّقاح.
جويل غسطين