انتخابات

عكار خلعت ثوب الأحزاب لتعود للعائلات!

عكار السهل والجبل، عكار الخزان البشري للجيش اللبناني، عكار رئة الشمال النابضة، هل ما زالت على نمطها الانتخابي كما كانت في العقود الخمسة المنصرمة، ام تحولت إلى نبض متجدد، أم عادت للأصول التي ترسخت فيها منذ الاستقلال؟

أسئلة كثيرة مشابهة ومتشعبة تُطلق على المحافظة الجديدة في التركيبة الادارية في لبنان قبل أربعة أسابيع فقط على الانتخابات النيابية المقررة في الخامس عشر من الشهر المقبل. فهل سيفطر العكاريون على وجبة جديدة بعد عيد الفطر أم يتشبثون بمائدتهم التي تعودوا عليها لسنوات طويلة؟

الباحث السياسي والخبير في الشؤون الانتخابية الدكتور إيليا إيليا الذي أعد دراسة إحصائية في الايام الماضية توصل إلى عدة مسلمات أبرزها:

أن هناك اربع لوائح فقط من أصل سبع لوائح تتصارع على اصوات المحافظة مؤهلة لتطأ جنة العتبة الإنتخابية وتتقاسم المقاعد السبعة المخصصة للدائرة الأولى في الشمال موزعين طائفيا ومذهبياً كالتالي (ثلاثة نواب سنة، إثنان ارثوذكس، ماروني وعلوي) لها وهي:

** لائحة “الإعتدال الوطني” وأبرز أعمدتها النواب وليد البعريني، محمد سليمان وهادي حبيش.
** لائحة “عكار أولاً” التي ترتكز إلى النائب السابق محمد يحيي ومرشحي التيار الوطني الحر
**لائحة “عكار” التي عمادها النائبان السابقان طلال المرعبي وخالد الضاهر ومرشح القوات اللبنانية.
**لائحة “الوفاء لعكار”المدعومة من تيار العزم الذي يرأسه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وأبرز وجوهها رجل الأعمال علي طليس و احد رموز تيار العزم في عكار هيثم عز الدين.

ووفق الدراسة المشار إليها فإن لائحة “الاعتدال الوطني” ستحقق أربعة حواصل (إثنان سنة، ماروني وأرثوذكسي)، أما لائحة “عكار أولاً” فستحقق حاصلين، لتتصارع لائحتي “الوفاء لعكار” و “عكار” على المقعد السابع مع إمكانية شفط مقعد آخر إذا استطاعت تسجيل كسرٍ أعلى من الآخرين. من منطلق ان محور المعركة في هذه الدائرة ستكون بين التيار الوطني الحر( الذي اوصل نائباً ارثوذكسياً في انتخابات العام 2018 ، وتحالف مع النائب العلوي) وحزب القوات اللبنانية (الذي اوصل أيضاً نائباً ارثوذكسياً).

وفي الأرقام، أن العتبة الانتخابية في انتخابات 2018 كانت 19059 صوتاً واستقر الحاصل على 15960 صوتاً. فيما توقعات هذه الدورة تشير إلى أن العتبة الانتخابية ستكون بحدود السبعة عشر الفاً والحاصل الإنتخابي سيتدنى الى حدود الأربعة عشر الفاً. وذلك مرتبط بإقبال الناخبين على الإقتراع، والذين قد يحافظون على نفس النسبة التي كانت في الانتخابات السابقة وهي 39 بالمئة من أصل 293071 في الانتخابات السابقة وارتفع العدد في هذه الانتخابات إلى 309517 صوتاً. باعتبار أن العكاريين لن يتأثروا كثيراً بدعوات مقاطعة الانتخابات الاّ في منطقتين محددتين. ومن منطلق تحررهم بنسبة كبيرة من الأحزاب والتيارات التي كانت تتحكم بآلية الإقتراع ومنها على سبيل المثال: تيار المستقبل وحزبي البعث العربي الاشتراكي والقومي الاجتماعي والشيوعي، وعادت للتعلّق بالعائلية والزعامات التقليدية.

ومن هذا المنطلق لن تستطيع قوى التغيير والثورة وباقي التسميات الخرق بأي مقعد من المقاعد السبعة لأن لوائحها لن تقوى أصلاً على تخطي العتبة الانتخابية وبالتالي تحقيق أي حاصل.

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى