انتخابات

عمر حرفوش: مرشح غير تقليدي “غريب” على الظاهرة اللبنانية

منذ سنوات يتردد اسم رجل مرشح لا يشبه سواه، في تقليد لبناني ممجوج، رجل بطموح يلامس حد الهوس، من ظهوره المتكرر عبر وسائل الاعلام الى استعراض مهنته او المهن التي يقوم بها في بلاد الارز والعالم، يعلن عن نفسه بكل صراحة وعفوية “انا أرشح نفسي لمنصب رئيس حكومة لبنان وليس لمقعد نيابي في مدينة طرابلس الشمالية فقط”.

كيف لا وهو من يطرح شعارات لقيام الدولة المدنية القادرة على حماية التعددية الدينية والثقافية، هو من يعلن عن زيارته “الاستكشافية” الى ضاحية بيروت الجنوبية كخطوة لكسر “التابو” الناشئ عن بروباغاندا اعلامية لتشويه صورة من يقترب من هذه البقعة الجغرافية من الوطن، هو من يؤكد أن وصوله لرئاسة الحكومة التي ستلد من رحمها جمهورية لبنانية ثالثة، هو المؤمن بنهضة لبنان وبإصلاح النظام ودعم التغيير”.

من هو هذا الرجل، المرشح “الظاهرة” عمر حرفوش، كيف لذاك الموسيقي وصاحب مبادرة “إستعادة الأموال المنهوبة” والمتحدث اللبق الذي يمتلك طلاقة في لسانه للتعبير عن نفسه ومشروعه دون خوف او حسابات وصاحب التاريخ الفني وهو من كان يمتلك ويعمل في وكالة لعارضات الأزياء أن يترشح عن مدينة متهمة بأنها “قندهار الساحل الشرقي للبحر المتوسط” وهو فخور بما يقوم به؟ هل هو تحدٍ من خارج السياق ولعبة اعلامية تنتهي مفاعيلها مساء الأحد في 15 أيار المقبل؟ أم هي التعددية اللبنانية البرّاقة في انتاج شخصيات مثيرة للجدل دون فعل حقيقي على ارض الواقع؟”.

“أحوال” تواصل مع المرشح عمر حرفوش في رحلة استكشافية لنقرأ معه في طموحه وآراءه الصريحة وكان هذا الحوار الذي نتركه دون “روتوش” وتدخل يعدل او يغيّر في المضمون.

لماذا قررت التّرشح للانتخابات النيابية؟

الحل الأمثل لإخراج لبنان من النفق المظلم هو بناء جمهورية لبنان الثالثة، وبرنامجي الانتخابي سينقل لبنان من العصر الحجري، الذي أوصلنا إليه الأفرقاء السياسيين إلى العصر المستقبلي المتحضر، وإيماناً مني بأهمية هذه الجمهورية قررت التفرغ للعمل السياسي والتّرشح للانتخابات، للوصول إلى مواقع القرار التي أثرت سلباً على حياة اللبنانيين، جراء حكم الطبقة السياسية الحالية.

ما هو مشروع الجمهورية اللبنانية الثالثة؟

الجمهورية اللبنانية الثالثة هي دولة مدنية يكون فيها كل المواطنين متساوين، الجميع يحترم ويخضع للقانون، هي دولة ديمقراطية يتم فيها إنتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب، إذ ليس من المعقول مثلاً الإختيار بين ثلاثة أشخاص فقط!.
أرى في دستور الطائف قيمة مضافة وآلية للانتقال التدريجي نحو دولة مدنية، خصوصاً في مواده المرتبطة بهذا الخصوص، لكن يتوجب تطبيق اللامركزية الإدارية وتطبيق مبادئ الطائف بشكل صحيح.

في الجمهورية اللبنانية الثالثة سنعمل على وضع قانون ينتخب نواب اختصاصيين عابرين للطوائف، ووزراء يعملون من أجل الوطن.

كما سنولي في هذه الجمهورية الجديدة الأولوية للتربية والتعليم على أن تكون الميزانية الأكبر مخصصة لهذا القطاع، وأن يكون المنهج موحداً لكل التلامذة، وسنعمل أيضاً على استحداث خدمة وطنية جديدة للشباب بحيث ينتقلون من مكان إقامتهم لمدة ستة أشهر إلى مناطق مختلفة عن منطقتهم من حيث العادات والتقاليد والانتماء، وذلك بهدف دمج الشبيبة اللبنانية وخلق جيل جديد ذات هدف واحد ووطن واحد.

هل أنت مدعوم من أي جهة خارجية؟

أنا على خلاف مع كل الجهات الخارجية لأسباب عديدة، بما فيها فرنسا، بسبب سياستها تجاه لبنان، وأيضاً مع أميركا في مشروعها الذي يتغذى على تفقير اللبنانيين، كما وأشجع تخلي دول الخليج وإيران وأميركا وفرنسا عن لبنان، لنتمكن من بناء بلدنا من الصفر كدولة مدنية جديدة، تماماً كما حصل في دولة الإمارات مثلاً.

ماذا عن توقعاتك بالنسبة لحظوظك بالفوز؟

لا أخاف من الفشل لأنني لا أتوقع النجاح أصلاً، كون أفكاري قد تكون صادمة بالنسبة للكثير من الناس وخصوصاً الطرابلسيين، حيث يعتبرون القضايا التي أطرحها مثل مواضيع الأحوال الشخصية المدنية والزواج المدني وإعطاء المرأة حق الجنسية لأولادها وزوجها الأجنبي واللامركزية الموسعة كلها خارجة عن عاداتهم وتقاليدهم.

مع من ستتحالف في الانتخابات؟ هل انسحاب بعض الزعامات السياسية من طرابلس يمكن أن يؤثر إيجاباً عليك؟

لا أمانع التحالف مع أي كان شرط أن يؤيد مبادئي وأفكاري، وانسحاب بعض الزعامات الطرابلسية سيؤثر ايجاياً على أي مرشح جديد، وأتمنى على السياسيين القدامى عدم الترشح لهذه الانتخابات ولو من خارج أحزابهم.

في حال تراجع سعد الحريري عن موقفه وسمح لمرشحيه من تيار المستقبل، بالترشح تحت راية الجمهورية اللبنانية الثالثة، سأتحالف معه فوراً وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس نجيب ميقاتي أو الجماعة الاسلامية، لأنني مستعد للتحالف مع أي شخص يريد بناء وطن، وغير ذلك سأشكل لائحة مع مستقلين.

هل تعتمد قاعدة شعبية في طرابلس؟

ليس لدي أي قاعدة شعبية، علماً أنني تفاجئت باللقاء الشعبي الكبير الذي حصل مؤخراً في طرابلس.

هل ستستمر في معركتك الانتخابية حتى النهاية، في ظل وجود قوى سياسية قوية مرشحة؟

بالتأكيد مستمر في معركتي الانتخابية وسأعمل جاهداً من أجل إيصال برنامجي ووضع الخطة التي أعددتها على المسار الصحيح.

ما هو موقفك السياسي من القضايا الكبرى في لبنان: النظام المصرفي والمالي والاقتصادي، وسلاح المقاومة؟

النظام المصرفي المهيمن على النظام المالي أدى إلى ارتكابه جريمة بحق الشعب اللبناني عندما نهب أموالهم وجنى عمرهم، لذا يجب إقصائهم ومنعهم من السفر أولاً، ثم إجراء التدقيق المالي ومحاسبة كل المتورطين.

أما بالنسبة لسلاح المقاومة او سلاح حزب الله، فأنا ضد أي سلاح متفلت وخارج الإطار القانوني، السلاح يجب أن يكون بيد الدولة، لذا يجب دمج سلاح حزب الله ضمن القوى الشرعية اللبنانية.

في ظل القانون الانتخابي الحالي، هل تعتقد أن باستطاعتك النجاح؟ هل تؤيده أم مع تغييره لإلغاء الصوت التفضيلي مثلاً؟

لأن هذا النظام الانتخابي الحالي غير عادل ومحبوك على مقاس الاقطاعيين والسياسيين الذين نهبوا لبنان، فمن الصعب على أي كتلة إصلاحية خرق المنظومة الفاسدة والوصول إلى البرلمان، بالطبع أؤيد تغيير هذا القانون وإصلاحه.

ناديا الحلاق

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى