سياسة

“بورصة” التصويت.. بري رئيساً بـ67 صوتاً ومعركة “النيابة” انحصرت بين بوصعب والسكاف

ضغوط خارجية لتوحيد "14 آذار" والقوى "التغييرية" و"المستقلة" لتظهير "أكثرية جديدة"

يعود الرئيس نبيه بري غدا الى كُرسي الرئاسة الثانية متوّجاً بأكثرية وازنة تتجاوز نصف عدد أعضاء المجلس النيابي، ويقبض مجدداً على مطرقته مترأساً المجلس النيابي الجديد بتلاوينه المختلفة وتوجهاته المتعددة وتوازناته الفريدة منذ ما بعد اتفاق الطائف.

يترأس رئيس السن نبيه بري جلسة الغد المنتظرة داخلياً وخارجياً، لانتخاب بري نفسه ونائبه وهيئة المكتب والإدارة المجلسية، وسط حال من الغموض والضبابية تخيّم على مشهد ساحة النجمة، رغم حسم فوز بري في الرئاسة وترجيح فوز النائب الياس بوصعب بمنصب نائب الرئيس.

بيد أن الغموض يعتري انتخاب بري من الدورة الأولى أو الثانية وعدد الأصوات التي سينالها، ومن سيكسب المعركة على نائب الرئيس مع توسع دائرة المرشحين الى 5 وهم مرشح تكتل “لبنان القوي” النائب الياس بوصعب، ومرشح كتلة “القوات اللبنانية” “غير الرسمي” النائب غسان حاصباني، ومرشح كتلة “إنماء عكار” “المبدئي” النائب سجيع عطيه، ومرشح قوى “المجتمع المدني” غير محسوم النائب ملحم خلف والنائب “المستقل” غسان السكاف.

ومن المتوقع وفق معلومات “أحوال” أن تُزيل الاتصالات المكثفة والمستمرة بين الكتل النيابية وبين القيادات السياسية، الغموض القائم وتحسم الأمور ايجاباً قبل انطلاق جلسة الغد بساعات قليلة، أو ترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها فيما خص استحقاق نائب الرئيس.

وتشير آخر المعطيات وخلاصة الاتصالات حتى الساعة إلى أن بري سينال الأصوات التالية: كتلة التنمية والتحرير 15، الوفاء للمقاومة 13 والنائبين ينال الصلح ومحمد الحجيري 2، نواب حزب الطاشناق أو كتلة “الأرمن” 3، كتلة “اللقاء الديموقراطي” 8، كتلة “تيار المردة” 2، كتلة “نواب عكار” 4 (وليد البعريني ومحمد سليمان وأحمد رستم وسجيع عطية)، النواب حسن مراد وفريد الخازن وميشال الضاهر، نواب “جمعية المشاريع الخيرية” 2، النواب عبد الكريم كبارة وجهاد الصمد وميشال المر وفراس سلوم، وقد يُعدل نائب صيدا عبد الرحمن البزري موقفه في ربع الساعة الأخير ويمنح بري صوته وفق المعلومات والأمر نفسه بالنسبة للنائب نبيل بدر وربما آخرين من مختلف الكتل يصوتون لبري من “تحت الطاولة”.

الحاصل المتوقع أن يبلغه بري هو 57 نائباً من دون أصوات تكتل “لبنان القوي”، ويرتفع الى 67 نائباً في حال ترجم التفاهم الذي تم بين عين التينة و”البياضة” برعاية “حارة حريك”، بعد لقاء بري – بوصعب السبت الماضي، وقد يزيد أكثر أو ينقص وفق التصويت النهائي لبعض النواب الذين يقفون في “المنطقة الرمادية”.

وبحسب معلومات “أحوال” فإن “التيار الوطني الحر” لايزال على موقفه بعدم التصويت لبري، لكنه سيترك الحرية للتكتل بالتصويت لبري، ومن المتوقع أن ينال بري حوالي 10 أصوات من تكتل “لبنان القوي” وفق التفاهم بين عين التينة و”التيار” ومنهم النواب بوصعب وفريد البستاني وسليم عون وأسعد درغام ومحمد يحيي وسيمون أبي رميا وغيرهم، مقابل أن تمنح كتلتي “الوفاء للمقاومة” و”التنمية والتحرير” وبعض النواب الحلفاء أصواتهم لمرشح “التيار” الياس بوصعب الذي من المتوقع أن ينال حوالي بين 55 و60 صوتاً، هم أصوات “حزب الله” و”حركة أمل” والنواب الحلفاء وتكتل “لبنان القوي” وعدد من النواب المستقلين، ويتغير هذا الرقم وفق ما تفضي اليه حصيلة المشاورات المكثفة اليوم بين الكتل.

في المقابل سيصوت ضد بري بوضع ورقة بيضاء “القوات اللبنانية” التي لم تنجح حتى الآن بعقد تفاهم مع أي من الكتل المنضوية تحت اطار “المجتمع المدني” والمستقلين” الذين بدورهم لم يتفقوا على مرشح لمنصب نائب الرئيس.

أما النواب الذين لن يصوتوا لبري فيبلغ عددهم حوالي 55 نائباً: “القوات” (18) الكتائب (5) و”المستقلون” (9) وقوى المجتمع المدني (15) والنواب أسامة سعد وجميل السيد وكميل شمعون ونعمت أفرام وعماد الحوت وآخرين.

أما “أم المعارك” فستدور رحاها على معركة نائب الرئيس لوجود أكثر من مرشح، وبالتالي ستشهد معركة سياسية حقيقية وشرسة مع عملية خلط أوراق الكتل واختلاف الاصطفاف السياسي بين استحقاقي الرئاسة والنيابة، إذ لن يلتزم كل النواب الذين سيصوتون لبري بالتصويت لـ بوصعب وفق التفاهم مع “الثنائي” و”التيار الوطني الحر”.

فإلى جانب بوصعب الأوفر حظاً، فهناك النائبين ملحم خلف الذي تحسم قوى “المجتمع المدني” ترشيحه بعد اجتماعها اليوم، وغسان السكاف المدعوم من كتلة “اللقاء الديمقراطي” والنواب “المستقلون” الذين عقدوا اجتماعاً اليوم في منزل نبيل بدر.

إلا أن سجيع عطيه أفيد أنه انسحب من السباق لصالح السكاف، علماً أنه أكد لـ”الجريدة” عصر اليوم الى أن “الاتصالات مستمرة مع الكتل النيابية وأنه مستمر في ترشيحه”.

من جهتها، من المتوقع أن تتجه “القوات” للتصويت بأوراق بيضاء حيال استحقاق الرئيس ولدعم السكاف إذا ما توحدت عليه قوى “المجتمع المدني” و”المستقلون” في محاولة لهزيمة مرشح “التيار” الياس بوصعب، وتكون بذلك قد هربت المعركة لكي لا تكشف أوراقها وتنفضح أكثريتها الوهمية. وأيضاً قد تصوت “الكتائب” للسكاف وبعض النواب المستقلين كالنائب عبد العزيز الصمد وجميل عبود وأحمد الخير وأشرف ريفي ورامي فنج.

ووفق المعلومات فإنه في حال لم تتفق قوى “المجتمع المدني” على ترشيح ملحم خلف فقد تتجه لدعم غسان سكاف لتنحصر المعركة بين الأخير وبوصعب الذي سيكون بأمس الحاجة لأصوات ثنائي “أمل” و”حزب الله” لضمان الفوز في مواجهة تكتل واسع داعم للسكاف يشمل أصوات “المجتمع المدني” و”المستقلون” و”الاشتراكي” و”القوات” و”الكتائب”، أي حوالي 55 نائباً، وسط معلومات عن ضغط خارجي لتوحيد هذه القوى في استحقاق نيابة الرئاسة لتظهير حجمها لصعوبة تظهيره في استحقاق الرئاسة.

وفي مطلق الأحوال ساعات و”يذوب الثلج ويُبان المرج” وتحسم “الصندوقة” الجدال والأرقام وإن غدٍ لناظره قريب.

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى