مجتمع

جديد الأمن الغذائي: ارتفاع حالات التسمّم بسبب الكهرباء

انتشرت في الآونة الأخيرة عشرات حالات التسمّم لدى المواطنين في العديد من المناطق اللّبنانيّة، بعد تناولهم مواد غذائيّة فاسدة، وقد رُصدت حالات تسمم كثيرة في المستشفيات، وخضع على إثرها المرضى للعلاجات اللّازمة.

ورجّح مصدر طبّي لـ”أحوال” السبب إلى الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي عن الأطعمة والمواد الغذائية المخزّنة، وبالتالي فسادها وتسمّم مستهلكيها.

إنّ الانقطاع الطويل لساعات التغذية عن الثلّاجات والبرّادات يؤدي إلى فساد الطعام المخزّن، وفق ما تقول أخصائيّة التغذية سميرة جورج عوفان لـ”أحوال”، داعيةً المواطنين إلى ضرورة التأكّد من أنّ اللّحوم والأطعمة والخضار المجلّدة لم تعرّض للذوبان، إذ أنّ طهي هذه الأطعمة وأكلها يعرض مستهلكيها للتسمم، فعند غياب الكهرباء عن الثلّاجات والبرّادات يجب التنبّه إلى نسبة البرودة، وهل الحرارة ارتفعت داخلها بشكل كبير أم لا؟  لأنّه لا يجوز أن ترتفع الحرارة وتتلاشى البرودة، ما يؤدي إلى تحفيز الباكتيريا نحو التكاثر من جديد، فلذلك يجب التأكد من عدم ذوبان الطعام ومن ثم تجمده.

ولفتت عوفان إلى أنه في بعض الأحيان لا ينتبه أصحاب المتاجر إلى حرارة البرادات أو إن كان التيار الكهربائي يصل إلى البرادات بشكل متواصل، وهذا يؤدي لفساد المواد المخزّنة.

وأشارت عوفان إلى أنّ هناك أسبابًا أخرى لحالات التسمّم، كانتهاء تاريخ صلاحية المواد الغذائية وبيعها للمواطنين بعد تغيير التواريخ، وبالتالي تسمم المستهلك بسبب فساد المنتجات، كما أنّ هناك بعض الأنواع من المنتجات الغذائية تخزّن بشكل مخالف لتعليمات التخزين، وبالتالي تتعرّض للفساد، ويقوم التجار ببيعها على أساس أنّها صالحة للاستهلاك، فيشتريها المواطن ويستهلكها فيتعرّض للتسمّم.

بعض حلات التسمّم لا تظهر سريعًا، وقد تظهر بعد عدّة أيّام على تناول طعام فاسد، لذلك يجب الانتباه عند حصول حالات إسهال، إلى أنّ الأمر قد يكون نتيجة طعام فاسد تناولناه منذ عدّة أيام، ويجب الانتباه كثيرًا إلى أنّ الخطر الكبير في حالات التسمّم يقع على الجميع، وبالأخص على النساء الحوامل ومرضى السرطان ومرضى غسيل الكلى، فهؤلاء معّرضون أكثر من غيرهم للموت بسبب التسمّم، نظرًا لمناعتهم المنخفضة، وفق ما أكّدت عوفان.

وأشارت عوفان إلى أنّنا نسمع عن الكثير من حالات التسمّم في لبنان، لكنّ عددًا كبيرًا من المواطنين لم يذهبوا إلى المستشفى، بسبب امتناع  العديد من المستشفيات عن إدخالهم على حساب الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو شركات التأمين، في ظل عدم قدرة المواطنين على الاستشفاء على نفقتهم الخاصّة، لذلك يلجأ معظمهم إلى الصيدليات لشراء الأدوية المطهّرة للمعدة، لمعالجة التسمم.

ارتفاع نسبة حالات التسمم ليس بالأمر الجديد في لبنان، فلبنان يعاني منذ زمن من مخاطر التسمّم الغذائي، إلّا أنّ هذه النسبة ارتفعت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، في ظل غياب الأجهزة الرقابية للتأكّد من سلامة الغذاء، والتخفيف من مخاطره على حياة المواطنين الذين يعانون من ويلات الأزمات التي أرهقت كاهلهم.

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى