ميديا وفنون

نادين نجيم تروي تفاصيل نجاتها من انفجار بيروت: الجرح لا يزال عميقاً

أربعة أشهر مرّت على انفجار مرفأ بيروت تؤكّد أنّ الانفجار لم ينتهِ في 4 آب، وأنّ تداعياته سترافق الضّحايا لوقتٍ طويل، وأنّ احتواء هذه التّداعيات لن يكون أمراً سهلاً.

الممثلة نادين نسيب نجيم مثالاً، أصيبت بجروح بليغة، فقدت منزلها، تألّمت من الدّاخل مصابة بصدمة ما بعد الانفجار، وبصدمة أنّ ثمّة من اتّهمها بالنّفاق، واستغلال مأساة الانفجار، لإجراء عمليّة جراحيّة تجميليّة، في يوم كانت فيه المستشفيات تنوء بحملها، واضطر بعض الأطباء إلى إجراء جراحات في مرآب السيارات بعد أن امتلأت الأسرّة بأكثر من 6 آلاف جريح.

معاناة تحدّثت عنها نادين في برنامج “أحمر بالخط العريض” مع الزميل مالك مكتبي على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، بدت متماسكة، إلا أنّها وفي ختام الحلقة، أمام دموع أم فقدت طفلتها في الانفجار، بكت مؤكّدة أنّ ثمة جروح تندمل في الخارج، لكنّها تحفر في العمق جرحاً لا يزول.

 

لا مشكلة مع الندود 

فتحت نادين قلبها وقرّرت للمرّة الأولى أن تحكي كل شيء، تفاصيل ذلك اليوم المؤلم، لتقول للضحايا “لستم وحدكم، أنا أيضاً مثلكم أتألم، لكنّ صوتي أعلى، وعندما أتحدّث تصل مأساتنا إلى الجميع”.

عن ذلك اليوم قالت “قد تنسى فراق شخص وتعتاد على فكرة موت شخص قريب منك، ولكن ما حصل أكبر بكثير لا يمكن نسيانه، لأننا لا زلنا نعيش تداعيات 4 آب ولا زالت الندوب موجودة على وجهي وجسمي”.

وتابعت: “حتى في حال لم تختفِ هذه الندوب، فهذا يذكرني كم أنّ الله يحبني وكيف أنّ العناية الإلهية أنقذت حياتي”.

وسردت نادين ما حصل معها وقالت بانه كان سريعًا كرمشة العين، وأنّ 20 ثانية دمّرت كل شيء، “لم استوعب أن أغطي وجهي وناديت وقتها “يا عدرا” وغبت عن الوعي من قوة وضغط الانفجار، وطحن نصف أنفي”.

نادين تفاجأت من قوّتها وتماسكها بعد الانفجار، رغم أنّ وجهها كان ملطخاً بالدماء، استطاعت أن تنهض عن الأرض وترتدي روب الحمام وتخرج من المنزل حافية القدمين، بعد أن تأكدت أنها لم تفقد نظرها.

 

صورة والدي بقيت مكانها 

 

“كل شيء تحطّم باستثناء صورة والدي الراحل بقيت كما هي في مكانها”. هو الغرض الوحيد الذي تمكّنت نادين من إنقاذه من منزلها.

وعن حسين الشخص الذي أنقذها واصطحبها الى المستشفى قالت نادين إنه لم يكن يعلم من هي، حسين كان حاضراً في الحلقة وأكّد أنه لم يكن يدري أنها نادين بسبب الدماء التي غطّت وجهها.

وعن تأخرها طوال هذا الوقت لتروي تفاصيل ما حدث معها قالت: “رغم مصيبتي أشعر أن ما حصل معي كان بسيطاً مقابل وجع غيري، لذا شعرت بالخجل من الظهور على الشاشة والحديث عن حالتي”.

 

مستقبلي وحياتي واحد 

حياتك أو وجهك؟ سؤال طرحه مالك على نادين أجابت: “مستقبلي وحياتي ووجهي واحد، إذا فقدت وجهي لنكن صريحين أفقد عملي “.

وتابعت: “خطورة الجروح القريبة من منطقة العين كانت تستدعي إجراء عملية سريعة، والطبيب كان على قدر  المسؤولية وتعامل معي بضمير، وبعد 7 ساعات استيقظت وفوجئت ممّا رأيته وأخبرني به الطبيب بأنّه للحظة كنت سأخسر نظري”.

بدت مجروحة هي تتألم على سرير المرض، الزجاج اخترق عينها والعناية الإلهية أنقذتها، وجهها تعرّض لندوب وأنفها تهشّم، ثم تفاجىء أنّ ثمّة من يتّهمها بافتعال كل ذلك لأجل البروباغندا ولتغطية عملية تجميل.

“ما يهمني أنّني وأولادي بخير ولا أتمنى سوى أن يعود أنفي كما كان”.

 

أحلام دائمًا بالمرصاد 

وعن التغريدة التي ردّت فيها نادين على تعليق أحدهم بعد اتهامه لها بأنها خضعت لعمليات تجميل قالت: “فشيت خلقي ومن يدعس على وجع الناس يجب أن يعامل بالمثل”.

وعن وقوف أحلام بصفها قالت: “دائمًا أحلام تدافع عني وسألت عني كثيراً في تلك الفترة”.

ولم تنكر نادين أنها تألمت كثيراً وبكت كالطفلة عندما علمت أن أنفها تهشم، وأنّ عليها الخضوع لعملية جديدة، قبل أن يفوت الأوان ويصبح من الصعب ترميم أنفها.

تحدّثت عن نوبة الرعب التي أصيبت بها في منتصف الليل بعد إصابتها بالانفجار.

 

لقاء نادين بطفليها 

نادين وصفت لحظة لقاءها بولديها بأنه الأصعب، لحظات مؤلمة عندما أشاح ابنها بوجهه عندما شاهدها مصابة، وأجهشت ابنتها بالبكاء.

 

معجزة إلهية 

في الحلقة استقبل مالك فداء والدة الطفلة بيسان الطفلة التي راحت ضحية “انفجار بيروت”، لم تتمالك نادين دموعها وقالت: ” لو كان أولادي في البيت كان ذلك يستدعي أعجوبة ليتم انقاذهما”، ولوالدة بيسان توجهت قائلة: “فراق الولد لا شيء يعوضه، وأنت بات لديك ملاك في السماء وهي تراك وتشعر بك”، ودعتها إلى أن تصلي لها بشكل دائم.

 

نادين تزرع الأمل 

وبثت نادين الأمل في نفس الطفل أيمن الذي لا زالت الندوب ظاهرة على وجهه جراء إصابته بالانفجار، أظهرت ندوبها أمامه، أخبرته أنها تخفي الندوب بالماكياج لكنها لا تخجل بها، وأنّها علامة البطولة والنجاة من انفجار.

في الحلقة استقبل مالك ريمي بندلي صاحبة أغنية “أعطونا الطفولة”، التي قالت إنها تتمنى البقاء والعودة الى لبنان يومًا ما، وإنها متفائلة بهذا البلد بأنه سينهض من جديد ويعود قويًا”.

نادين والهجرة من لبنان 

وعن قرار الهجرة الذي كانت قد أعلنته سابقاً من خلال تغريدة لها أبقت الإجابة مبهمة وقالت: “عندما كتبت التغريدة التي أعلنت فيها عن عزمي الهجرة من لبنان تحدثت باسم ثلاثة ملايين لبناني، واليوم كل شقق بيروت معروضة للبيع، أين سكانها؟”.

وأضافت: “نبقى في لبنان عندما تتغير الطبقة الحاكمة وأنا دائمًا أقول في كل بلد نسافر اليه هناك لبنان صغير”.

كلمة من نادين لطفليها 

ووجهت نادين في ختام الحلقة كلمة لأولادها قالت فيها: “أحبكم وبذلت كل ما في وسعي كي أؤمن لكم ما تحتاجونه من راحة، ومستعدة أن أقوم بالمستحيل كي يكون مستقبلكم ناجحًا”.

وتابعت: “فخورة فيكم ويكتر خير الله انكم لم تعيشوا ما عشته والله حماكم، على أمل أن تكون أيام المقبلة أحلى بمليار مرة من أيامنا”.

كانت نادين صلبة طوال الحلقة، خانتها دموعها، لكنّها تماسكت معطية درساً أنّ النجم أيضاً إنسان يتألّم، وأنّه عندما ينعزل على سرير المرض، لا تشفع له شهرة ولا نجومية ولا أضواء.

علي حلال

صحافي لبناني. يحمل شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة بيروت العربية. عمل في عدة مجلات ومواقع الكترونية لبنانية وعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى