منوعات

تقرير بنك عوده: الليرة تواصل هبوطها الحرّ

بينما يشارف العام 2022 على طيّ آخر صفحاته دون التوصل إلى صيغة توافقية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية أو تشكيل حكومة ودون الالتزام بمتطلبات صندوق النقد الدولي والتي تعتبر الممر الأساسي للإنقاذ، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع تهاوياً حرّاً مستمراً في سعر صرف الليرة مقابل الدولار في السوق الموازية، بينما ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها التاريخية، وواصلت سوق الأسهم مسلكها التصاعدي للأسبوع الثالث على التوالي، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده.

في التفاصيل، تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء عتبة الـ46000 ل.ل. هذا الأسبوع حيث لم يفلح تدفق الدولار الاغترابي خلال موسم الأعياد في ضبط السوق في ظل انسداد الأفق السياسي وتنامي القلق بشأن المسار الإصلاحي الذي سيسلكه لبنان لإخراجه من براثن أزماته المستفحلة. وهذا ما انسحب اتساعاً غير مسبوقاً في الفجوة بين سعر الدولار في السوق السوداء وسعر منصة صيرفة إلى حدود 15000 ل.ل. وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، تراوحت أسعار سندات الدين الحكومية بين 5.50 و5.88 سنتاً للدولار الواحد وسط توقعات بنسب استرداد ضئيلة ولا سيما أن لبنان لم يلتزم برزمة الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي منذ نيسان الماضي. وفي ما يخص سوق الأسهم، ارتفع مؤشر الأسعار بنسبة 4.7% أسبوعياً، بدعم من زيادات في أسعار أسهم “سوليدير” وبعض الأسهم المصرفية، في حين تقلصت أحجام التداول بنسبة 83% أسبوعياً، علماً أن أسهم سوليدير لا تزال تستحوذ على حصة الأسد من النشاط.

الأسواق
في سوق النقد: تراجعت كلفة الكاش بالليرة في سوق النقد من 20%-25% في الأسبوع السابق إلى 15%-20% هذا الأسبوع. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 8 كانون الأول 2022 أن الودائع المصرفية المقيمة تقلصت بقيمة 399 مليار ليرة.

ويعزى هذا التقلص بشكل رئيسي إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 365 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 242 مليون دولار وفق سعر صرف 1507.5 ل.ل.)، كما تراجعت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 34 مليار ليرة وسط انخفاض في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 405 مليار ليرة وزيادة في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 371 مليار ليرة.

إلا أنّ الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) سجّلت اتساعاً أسبوعياً مقداره 144 مليار ليرة، وسط ارتفاع في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 494 مليار ليرة وزيادة في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 48 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 22 كانون الأول 2022 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة السنتين (بمردود 5.0%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 15 كانون الأول 2022 اكتتابات بقيمة 48 مليار ليرة، وتوزعت كالتالي: 33 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0%) و15 مليار ليرة في فئة السنتين (بمردود 5.0%)، بينما بلغت الاستحقاقات زهاء 45 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي خجول بقيمة 3 مليار ليرة.

في سوق القطع: واصل الدولار قفزاته السريعة مقابل الليرة في السوق الموازية هذا الأسبوع قبيل نهاية العام 2022 وسط فراغ دستوري مستحكم ومناكفات سياسية مستمرة حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، بينما لا يزال لبنان ينتظر إقرار رزمة الإصلاحات المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي وإبرام اتفاق نهائي مع الصندوق، الأمر الذي يعتبر ملحّاً ومحورياً لإخراج البلد من أزماته الاقتصادية والمالية والنقدية المستفحلة. في ظل هذه الأجواء، بلغ سعر صرف الدولار مقابل الليرة في السوق السوداء مستويات مرتفعة غير مسبوقة هذا الأسبوع، كاسراً حاجز الـ46000 ل.ل. بالمقارنة مع 43400 ل.ل.-43500 ل.ل. في نهاية الأسبوع السابق. هذا وقد أشار مصرف لبنان إلى أنّ سعر صرف الدولار على منصةSayrafa تراوح بين 30800 ل.ل. و31200 ل.ل. بين 19 و22 كانون الأول 2022 بالمقارنة مع 30600 ل.ل.-30800 ل.ل. في الأسبوع السابق، وذلك كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة. عليه، اتسعت أكثر فأكثر الهوة بين سعر صرف الدولار في السوق السوداء وسعر منصة “صيرفة” إلى نحو 15 ألف ليرة.

في سوق الأسهم: شهدت بورصة بيروت هذا الأسبوع صعوداً في مؤشر الأسعار نسبته 4.7%، بدعم من أسهم “سوليدير” وبعض الأسهم المصرفية. فمن أصل 7 أسهم تم تداولها هذا الأسبوع، ارتفعت أسعار خمسة أسهم، بينما تراجعت أسعار سهمين. في التفاصيل، قادت أسهم “بنك بيبلوس العادية” الأسعار صعوداً في بورصة بيروت، حيث قفزت أسعارها بنسبة 21.7% إلى 0.73 دولار، تلتها إيصالات إيداع “بنك لبنان والمهجر” +10.0% إلى 2.75 دولار، وأسهم “سوليدير ب” بنسبة +10.0% إلى 59.15 دولار، وأسهم “سوليدير أ” بنسبة +6.9% إلى 59.10 دولار، وإيصالات إيداع “بنك عوده” بنسبة +6.9% إلى 1.39 دولار. في المقابل، انخفضت أسعار أسهم “بنك بيروت العادية” بنسبة 14.8% إلى 15.00 دولار. وتراجعت أسعار أيسهم “بنك عوده العادية” بنسبة -3.4% إلى 1.40 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، تقلصت قيمة التداول الاسمية من 35.7 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 6.1 مليون دولار هذا الأسبوع، علماً أنّ أسهم “سوليدير” لا تزال تستحوذ على غالبية النشاط (97.6%).

سوق سندات اليوروبوندز: مع ترحيل الفراغ الدستوري غير المسبوق إلى العام المقبل، والذي من المرجح أن يؤدي إلى زيادة التأخير في التوصل إلى اتفاق نهاني مع صندوق النقد الدولي وإجراء الإصلاحات الملّحة، ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها التاريخية هذا الأسبوع، حيث تراوحت أسعار سندات الدين الحكومية التي تستحق بين العام 2020 والعام 2037 بين 5.50 و5.88 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة بالمقارنة مع 5.50 -6.0 سنتاً للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق. عليه، يكون مجموع التقلصات في أسعار السندات السيادية اللبنانية قد تراوح بين 4.00 و4.63 دولار منذ بداية العام 2022.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى