تزايد وفيات الكوليرا في عكار.. والمستشفيات عاجزة
سُجّل يوم أمس وفاة نازحَين سوريَّين من سكّان بلدة ببنين العكارية بسبب مرض الكوليرا في مستشفى الدكتور عبد الله الراسي الحكومي في حلبا، حيث كانا يُعالجان، ممّا رفع عدد وَفيَات البلدة إلى 6 بين لبنانيّين وسوريّين.
يُشار إلى أنّ عدد المصابين يرتفع بشكل تصاعديّ ومخيف، وعوارض الكوليرا حتّمت لجوء المشتبه في إصابتهم إلى العيادات الطبيّة والمستوصفات في بلدة ببنين، حيث يتمّ تحويل الحالات الصّعبة إلى المستشفيات الحكومية في حلبا والمنية وطرابلس للمعالجة.
ويقبع في مستشفى حلبا الحكومي 60 مريضاً، 10 منهم في قسم العناية الفائقة، الذي بات غير قادر على استيعاب المزيد من المُصابين بانتظار تنفيذ قرار التّوسعة لتمكين هذا المستشفى من رفع قدرته الاستيعابية بسرعة.
ويعوّل أهالي بلدة ببنين على وعود المسؤولين المعنيّين بالإسراع في حلّ مشكلة تلوّث مياه الشّرب والاستخدام المنزلي، خاصّة أنّ مضخّات المياة متوقّفة نتيجة انقطاع الكهرباء، الأمر الذي رتّب على الأهالي أعباء اللّجوء إلى صهاريج مياه غير معروفة المصدر، أو إلى مياه قناة ريّ النّهر البارد، وكذلك نبع الفوار، وكلا المصدرين ثبت تلوثّهما بالكوليرا.
والجدير بالذكر أنّ فرق الصّليب الأحمر اللّبناني وعياداتها الطبية النقّالة تتابع جولاتها الإرشادية التوعوية، وتوزّع المعقّمات لتعقيم خزّانات المياه، وكذلك موادّ التّنظيف.
ولفت مختار بلدة ببنين زاهر الكسار إلى أنّ “الأوضاع صعبة جدّاً، والأمور بحاجة إلى معالجات جذرية”، مؤكداً أنّ “عدد الذين أُصيبوا بالكوليرا منذ بدء الأزمة، وتمّ شفاؤهم، وكذلك الذين لا يزالون قيد المعالجة، إضافة للّذين يشكون من عوارض بانتظار نتائج الفحوصات المخبرية من أهالي ببنين ومن النازحين السوريين، ارتفع إلى ما فوق الـ400 شخص حتى الآن”.
وأشار الكسار إلى أنّ “بداية هذا الأسبوع ستشهد البدء بإنشاء وتجهيز سريع للمستشفى الميداني قرب مسجد الحبيب المصطفى وسط بلدة ببنين، وفق ما تمّ البحث به خلال الزيارة الأخيرة لوزير الصحّة للمساهمة في مواجهة تحدّي هذا الوباء”.
من جهته، ناشد رئيس بلدية ببنين -العبدة الدكتور كفاح الكسار وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي إعطاء أوامر سريعة لإقفال المدارس الرسمية والخاصة في بلدة ببنين لمدّةٍ أسبوع واحد على أقلّ تقدير، ابتداءً من اليوم الإثنين، مؤكّداً أنّ “القضية باتت جديّةً جدّاً”.
وأكد الكسّار أنّ “من الضروريّ الإسراع في هذا القرار للحدّ من انتشار الوباء الذي بدأ يتفشّى بصورةٍ غير مسبوقة، خصوصاً أنّ جميع المراكز الطبية والمستشفيات باتت عاجزة عن استقبال أيّة حالة، لدرجة الاضطرار إلى إرسال الممرّضين والأطبّاء وفرق الإسعاف إلى المنازل للإشراف على المرضى وإعطائهم العلاج المناسب في المنزل”.