سياسة

شيخ العقل…التيه بين زمن عنترة ومثلث برمودا

كتب رشيد حاطوم :

على أبواب فصل الشتاء، يتوه مركب شيخ العقل، سامي ابي المنى بين الحنين إلى ذكريات عنترة والاضمحلال وسط مثلث برمودا الذي يحيط به من كل جوانبه.

ولعلّ الطريق التي سلكها الشيخ ابي المنى للوصول الى فردان، أنبتت من حوله مجموعة أصبحت أكثر منه قدرة على اتخاذ القرار وتدبير الأمور، وتسييرها، ولعل تعلق شيخ العقل بالشعر والابحار في حناياه يشد إنتباهه عما يجري حوله.

ولكن زمن عنترة الذي يزهو بالشعر وحمل السلاح لا يصلح في عصرنا هذا، والدليل حالة الامتعاض الحاصلة مما جرى ولا يزال يجري بفعل عدم تدارك الأمور، فدخول مرافقي الشيخ ابي المنى بسلاحهم الظاهر إلى خلوات البياضة أزعج الكثيرين مطلع الصيف الحالي، ولكن عوضا عن تدارك الأخطاء ظهر الشيخ محاطا بفرسانه وسلاح بعضهم ظاهر بشكل علني كما في مأتم الشيخ أبو حمزة نعيم الفقيه في عاليه منذ أيام، فأي خطر يهدد سماحة شيخ العقل وسط بحر من رجال التوحيد؟ وممن يخشى؟ ولماذا هذه العراضات الفارغة؟.

وإذا كان السلاح يشكل جناحا، فالجناح الثاني يمثله “الشعر”، إذ أصبح هو الآخر محل إنتقاد بالنسبة إلى شيخ العقل الذي وعلى ما يبدو أصبح جليا أنه غير قادر على الخروج من عباءة القوافي، وما حدث في سهرة دينية بمقام الشيخ أبا حسن عارف حلاوي في الباروك أبسط مثال، فأثناء اجتماع روحي بادر احد المشايخ الذي ارتدى حديثاً “زي الدين” إلى القاء الترحيب بالشيخ سامي شعرا وسط المقام الأمر الذي اثار إمتعاضا كبيرا بين الحاضرين ولكن شيخ العقل وعوضا عن استيعاب الامر وقلب الصفحة رد على الشيخ بقصيدة شعرية هو الآخر فخيّم الذهول على الحاضرين.

ومن زمن عنترة إلى مثلث برمودا الذي يحيط بشيخ العقل، وهذا المثلث الذي يضم في دائرته الضيقة ثلاثة اشخاص يترك للشيخ سامي حرية القرار في الشعر، ويُصادر بالمقابل كل شيء فمن بين الأمور التي خططها ونفذها حادثة بطمة يوم مأتم الشيخ البيطار فيومها لم يكن شيخ العقل يدرك ما يحصل حوله حتى كان بإمكانه القول أنه علم عما حدث من الإعلام عند عودته.

ولم تقف الأمور عند هذا الحد فرجال “برمودا” كادوا بعد أيام قليلة ان يورطوه في عاليه أيضاً، وهم من يدفعون بإتجاه مظاهر عراضات المرافقين وحمل السلاح الظاهر، ولا عجب في ذلك ما دام ان أحد أضلع المثلث يتفاخر دوماً بحمل مسدس حربي، ويظن أنه يطبق وصية “لا يمشي إلا ومعه شيء من السلاح أقله سكين” والظن هنا ناجم عن سوء التدبير وفقر التقدير فالزمن هنا مغاير فهو يسير وسط الموحدين لا المشركين، كما أن العقل والبصيرة أقوى من السلاح.

أصحاب المعالي والسماحة المحترمين
منذ أشهر كان للقيادة الجنبلاطية، بشقيها الديني والزمني ما أرادت، وربحت المقاعد النيابية، وعلى خط مواز هاهي المؤسسات الصحية والدينية تنهار وتشهد على مظاهر غريبة لم يشهد لها مثيل في تاريخ العائلة المعروفية، وتدهور بمقاييس القيم والأعراف،
فهل يتحفنا أصحاب الحل والربط بمعالجات منطقية منصفة؟.

التفاؤل سمة المؤمنين…. لعل وعسى رغم أن التجارب السابقة لا تشجع…

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى