مجتمع

محاولات حزبية لدعم المعلمين.. هل تجدي نفعاً؟

لبى معظم أساتذة التعليم الثانوي في بنت جبيل ومرجعيون دعوات مدراء ثانوياتهم والجهات الحزبية الفاعلة، ملتزمين بالدوام المقرر لهم صباح أمس الخميس، وتم البدء بأعمال التسجيل، مخالفين قرار رابطة التعليم الثانوي التي دعت الى مقاطعة التسجيل، لكن يبدو أن “حضور المعلمين لم يكن سوى للتعبير عن عدم رغبتهم بالعودة الى التعليم، وتسجيل موقف علني أمام المعنيين بأن العودة لن تكون هذه السنة قبل تحقيق الحد الأدنى من مطالبهم”.

يصف الاستاذ أحمد (مرجعيون) أن “واقع الحال هذا العام مختلف كلياً عن السنوات الماضية، لقد أنفقنا كل مدخراتنا، لتأمين استمرار التعليم الرسمي، ولكننا لم نعد قادرين مجددا على الاستمرار، ولبينا تمنيات الأحزاب والبلديات، فسجلنا حضورنا لنقول لهم ولوزير التربية أننا لم نقبل ان نستغل ثانية، ولن نقبل بأن نبيع منازلنا لتأمين التعليم لطلابنا”.

ويشير الى أنه ” في العام الماضي كان وضع طلابنا المعيشي أفضل من أوضاعنا بكثير، لدرجة أننا كنا لا نستطيع شراء المناقيش لأطفالنا، بخلاف طلابنا، لقد أحسسنا بالذل والاهانة ولن نقبل الاستمرار”.

وبحسب معلومات ل موقعنا فان “قراراً تم اتخاذه من قبل حزب الله بضرورة العمل على تشكيل لجان داخل كل قرية وبلدة لجمع التبرعات للمعلمين في القطاع الرسمي وتأمين لهم بدلات نقل أو مساعدات شبه رمزية، مقابل التزامهم بالحضور الى مدارسهم وتأمين انتظام العام الدراسي”، في حين عبر عدد كبير من المعلمين عن ” عدم قبول اعتبارهم مدعاة شفقة وجمع التبرعات لهم، لتأمين ما لا يزيد عن مليون أو مليوني ليرة شهرياً، لا تكفي أصلاً لسد بدل اشتراك أو بدل انتقالهم الى مدارسهم”، فيقول الناظر في احدى مدارس ثانويات بنت جبيل أن “اهتمام الأحزاب بتسيير العام الدراسي، ليس بمستوى الحفاظ على كرامة المعلم، لأن المعلم التزم طيلة السنوات الماضية من الأزمة عبء المعيشة وبات غير قادر على الاستمرار، ولا يقبل أن يقدم له ما لا يزيد على 50 دولار للامتناع عن الاضراب والمطالبة بحقوقه أو جزء من حقوقه المصادرة”.

وكانت بعض البلديات بتوجيه من حزب الله قد بدأت فعلاً بجمع التبرعات للمعلمين، ففي احتفال تم تنظيمه في مدرسة عيناتا (بنت جبيل) أعلن رئيس البلدية عن أمام الأهالي عن ضرورة دعم المعلمين، فتم التبرع مباشرة من قبل عدد من الأهالي، على أن يستمر جمع التبرعات لتأمين انتظام العام الداراسي في البلدة.

ويقول مصدر في حزب الله أن “لجان تم تشكيلها في بعض البلدات، وأخرى قيد التشكيل، لاقناع الأهالي بتقديم التبرعات لصناديق المدارس والثانويات، بهدف المساهمة في التخفيف من معاناة المعلمين الاقتصادية”.

ويتحدث المدرس فادي عليان عن “عدم امكانية نجاح تجربة الأحزاب بتقديم تبرعات متواضعة للمعلمين، لأن المعلم خسر كل راتبه تقريباً، وما تحاول الأحزاب عمله هو تقديم ما لا يزيد عن 50 دولار شهريا للمعلم، وهذا لن يقدم أو يؤخر شيئاً، لأن المعلمين فعلاً اتخذوا قرار عدم العودة قبل الحصول على ما يكفي لتغطية الحد الأدنى من معيشهم بعيدا من قرارات الروابط وتهديدات وزير التربية”، ويؤكد على أن ” حرمان المعلم من راتبه كاملاً كعقاب على عدم حضوره هو أربح له من الحصول على راتبه والالتزام بالحضور”.

داني الأمين

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى