مجتمع

المدارس الرسمية مغلقة بانتظار هبات “المانحين”

انطلق العام الدراسي الجديد 2022-2023 في المدارس الخاصة رغم الجدل القائم حول دولرة الأقساط فيما شبح” التأجيل يخّيم على المدارس الرسمية من جديد، فهي غير مجهزة للتعليم والأساتذة مازالوا يطالبون بحقوقهم بالإضراب. فهل يخسر لبنان عاماً دراسياً رابعاً؟

مشهد بداية العام الدراسي لا يختلف عن سلفه، فلا تقديمات حقيقة تعيد الأساتذة إلى صفوفهم ولا مساعدات اجتماعية توصلهم إلى مكان عملهم، الأساتذة مستنزفون حتى آخر نفس، وما يريدونه بكل بساطة “سد رمقهم”. فيما وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي يواصل اتصالاته مع الجهات المانحة لتعزيز المنح المالية للمعلمين، وتأمين الهبات للجامعة اللبنانية ودفع المستحقات المتراكمة عن العام الماضي.
ولكن على ما يبدو أن “المكتوب مبين من عنوانه”، فتعثر انطلاق العام الدراسي قد يكون ترجم بإعلان وزير التربية والتعليم تأجيل بدء الأعمال التحضيرية والتسجيل في الثانويات والمدارس الرسمية من 5 أيلول إلى 15 أيلول، محدداً الثالث من شهر أكتوبر موعدًا لبدء العام الدراسي.

إلا ان مصادر من وزارة التربية والتعليم كانت قد أكدت لـ “أحوال.ميديا” أن التأجيل سببه تداخل موعد إجراء الدورة الثانية الاستثنائية من الامتحانات الرسمية 2021 – 2022 بعد تأجيل طويل، نتيجة إضراب موظفي القطاع العام، ومنهم موظفي وزارة التربية، الأمر الذي أخر أيضا في مواعيد التصحيح والإجراءات الإدارية المتعلقة بإصدار النتائج، ما اضطر الوزارة على التأجيل لـ 10 أيام كي يتمكن جميع التلاميذ من التسجيل في الموعد المحدد، وليس السبب هو تعثر انطلاق العام الدراسي بسبب إضراب الأساتذه”.

هناك مشروع قيد الدراسة وسنعلن عن مقرراته في الأيام المقبلة”.

من جهتها، تتسأءل رئيسة رابطة التعليم الثانوي الرسمي ملوك محرز: “هل المسؤولون يعلمون بما نعانيه؟ يعرفون أن رواتبنا تتبخر قبل دخولنا إلى منازلنا وأن الأستاذة لا يملكون المال للذهاب إلى المدارس التي يعملون بها؟ عليهم أن يعلموا أننا نريد راتباً يكفينا للعيش بالحد الأدنى وهو أبسط حقوقنا”.
وتضيف: “نطالب بتصحيح رواتب أساتذة التعليم الرسمي، صحيح أن مهنتنا رسالة يجب تأديتها ولكن نحن أيضاً لدينا مسؤوليات وعائلات نريد تأمين احتياجاتها، فليتخذوا قرارً جريئاً وينصفونا”.
الأهل لا يتعاطفون مع الأستاذة ولو يعرفون حجم معاناتهم، بما أنّ الثمن يدفعه أولادهم في المدرسة الرسمية، وهنا تقول محرز: نحن حريصون على العام الدراسي وعلى مستقبل طلابنا ولكن من يحرص هلى مستقبلنا وعلى مستقبل أولادنا؟

حيدر: أفق الرسمي مقفل

الصحافي والأستاذ الجامعي إبراهيم حيدر فيؤكد أن مشهد المدرسة الرسمية حتى الآن مازال مقفلاً ولا أفق لانطلاق العام الدراسي، حتى الأستاذة في رابطة التعليم الرسمي يرفضون الحضور إلى المدارس لتسجيل التلاميذ، فهم متمسكين بمطالبهم بدءً من تصحيح الأجور ثم التقديمات الاجتماعية وصولاً إلى تأمين البنزين للوصول إلى أماكن عملهم”.

على ما يبدو ان الاضراب مستمر والمفاوضات بين وزارة التربية والتعليم والأساذة لم تؤتي ثمارها رغم أن وزير التربية يحاول فتح الأبواب مع المؤسسات الدولية المانحة للعودة إلى لبنان وتقديم الدعم عبر المنح المالية كما حصل في العام الماضي.

ويختم حيدر: “المشهد مازال ضبابياً ولكن من المؤكد هناك تسوية ستتم بين الطرفين قبل نهاية العام، هذا بالنسبة للمدارس الرسمية، أما في الجامعة اللبنانية فيبدو المشهد أكثر تعقيداً، الأساتذة مستمرون بإضرابهم والعام الدراسي مجهول الأفق”.

وبالنتيجة، العام الدراسي مهدد وأزمة لبنان تلقي بظلالها على الأساتذة، فهل من ضرورة لإعلان حالة “طوارىء تربوية”؟

ناديا الحلاق

صحافية في صحف لبنانية عدة في أقسام السياسة الدولية والاقتصاد. كاتبة في مجلات عربية عدة ومواقع الكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى