منوعات

دوّامة الأسعار بقطاع المحروقات: الطلب على الدولار يرفع سعر الصفيحة والعكس

يستعد مصرف لبنان لرفع الدعم الكامل عن المحروقات، والبنزين تحديداً، في خطوة تجعله في حلّ من أمر الدعم الذي لم يبق منه سوى القليل على القمح، وسيُرفع أيضاً بعد فترة لن تكون بعيدة، تنفيذاً لأحد أهم شروط صندوق النقد الدولي وهو رفع الدعم الكامل عن كل شيء.

اليوم لم يعد يدعم مصرف لبنان سوى 20 بالمئة من سعر صفيحة البنزين على أساس سعر دولار صيرفة، بينما يقوم المستوردون بتأمين 80 بالمئة من المبلغ من دولارات السوق السوداء، وهو ما يرفع سعر الصرف بشكل تدريجي حتى وصل الى 35 ألف ليرة، ويُتوقع أن يرتفع أكثر.

هي دوّامة يشهدها قطاع المحروقات، فالأسعار تتبدل يومياً مرتين بسبب تبدل سعر صرف الدولار، الذي يتبدّل بسبب الطلب الكبير عليه من قبل الشركات المستوردة للنفط، وبالتالي سيستمر الطلب ويستمر الارتفاع بسعر الدولار ويستمر الارتفاع بسعر الصفيحة.

بحسب مصادر متابعة فإن الشركات المستوردة للنفط تشتري من السوق السوداء حوالي 4 مليون دولار يومياً واحياناً أكثر بقليل، ومن يبيعها الاموال معروفون ويعملون يومياً على جمع المبالغ للشركات قبل نهاية النهار، وهذا الطلب الكبير يرفع الأسعار، ثم يعمدون هم أنفسهم، أي تجار الدولار، الى إعادة تخفيضه قليلاً للجمع من جديد والبيع بأسعار أعلى، وهكذا يحققون يومياً مبالغ خيالية من الأرباح.

إن مبلغ الـ 4 مليون دولار يومياً يسبب ضغطاً كبيراً عل السوق السوداء، وهذا الضغط سيزداد بحال رُفع الدعم بالكامل كون الشركات تحتاج الى ما بين 5 و6 مليون دولار يومياً، ومع رفع الدعم الكامل عن سعر البنزين، وبظل الأسعار العالمية الحالية.

وبظل سعر دولار لا يزيد عن 35 ألف ليرة، لا يُفترض بسعر الصفيحة أن يزيد عن 700 ألف ليرة لبنانية، إنما هذا الأمر لا يمكن الركون إليه كون سعر صرف الدولار يرتفع، ما يعني أن الأسعار بالليرة ستبقى ضخمة للغاية حتى ولو انخفض السعر عالمياً.

يبلغ سعر صفيحة البنزين اليوم بالدولار 15.5 دولار أميركي، دون احتساب الزيادات كالرسوم والضرائب والجعالات التي تُحتسب بالليرة. وهذا السعر نتج عن انخفاض أسعار العالمية الى ما دون الـ 100 دولار للبرميل، لكن من غير المحسوم أيضاً ان يبقى السعر على ما هو عليه.

 

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى