منوعات

أمطار طوفانية ستصل إلى لبنان والسيول ستُغرق المناطق الساحلية

إيلي خنيصر لـ"أحوال": لتنظيف الطرقات وإلا فإننا ذاهبون إلى كارثة

في شهر أيلول الماضي إجتاحت السيول بلدة الفاكهة البقاعية، وكان تأثيرها “قاسياً” على المسار الذي اتّخذته، ما أعاد إلى الأذهان مشهد السيول المدمّرة التي مرّت في رأس بعلبك عام 2018، كذلك أعادت التذكير بوجوب التنبّه لظاهرة السيول في المدن الساحلية التي تتحوّل إلى بحيرات مع بداية هطول الأمطار. ما ينتظرنا هذا الأسبوع سيُعيدنا بالذاكرة إلى كل هذه الأحداث.

أمطار طوفانية بانتظارنا

يشير الخبير في حالة الطقس الأب إيلي خنيصر إلى أن لبنان سيتأثر هذا الأسبوع بمنخفض جويّ يحمل معه الأمطار الغزيرة، كاشفاً أن الأمطار ستتحوّل إلى طوفانية بين الثلاثاء مساءً ويوم الخميس قبل الظهر، وستشمل كل المناطق اللبنانية.
ويضيف خنيصر في حديث لـ”أحوال”: “كل المناطق الساحلية تقريباً معرّضة لظاهرة تشكّل السيول، والسبب هو صلابة الأرض الجافّة، فهذه الأرض عند الشتوة الأولى لا تتمكن من شرب كميات كبيرة من المياه، وبالتالي فإن غزارة الأمطار ستتحول إلى سيول تُغرق المناطق التي تمرّ بها”، داعياً كل المسؤولين إلى تنظيف الطرقات والمجاري خلال الساعات القليلة المقبلة، وإلا فهم يتجهون إلى كارثة لأنهم لا يُدركون كمية الأمطار التي ستتساقط على لبنان خلال الأسبوع الحالي.
تتمركز قوّة الأمطار بحسب خنيصر بين الساحل والجبل، وبالتالي فالبلدات البقاعية التي كانت تتعرض للسيول الجارفة هي بخطر أقل، مشيراً إلى أن كميات الأمطار المتوقّع هطولها هذا الأسبوع حتى السبت تتراوح بين 70 و100 ملم، مقسّمة مناطقياً على الشكل التالي: الدرجة الأولى من 90 إلى 100 ملم: جبيل، طبرجا، عمشيت، الصفرا، البترون، وشكا. الدرجة الثانية بين 70 و80 ملم: طرابلس، عكار، القبيات، حلبا، الضنية وجوارها، جونية، بيروت، كسروان ساحلاً وجبلاً، مناطق المتن ساحلاً وجبلاً، الشوف، عاليه، بعبدا، الدامور، الناعمة، صيدا، صور، والنبطية. بينما بدرجة أقل من 50 إلى 60 ملم: زغرتا، بشري، الكورة، البقاع الغربي، مرجعيون، بنت جبيل، رميش. وأخيراً في الدرجة الرابعة بين 40 إلى 50 ملم: البقاع الوسط، الهرمل، بعلبك، صوفر وبحمدون. ويؤكد خنيصر أن المناطق بالدرجات الأولى والثانية والثالثة تقع تحت خطر تشكّل السيول.

أسباب السيول وسبل الوقاية

عادةً ما يكون المطر نعمة على البشر، ولكن كثرة الأمطار الغزيرة قد تتحوّل إلى نقمة، فالسيول هي من الكوارث الطبيعية التي تدمّر الأرض والمزروعات، وتسحب التربة، وهي تتأثر بحسب المهندس المختص في “شؤون المياه الجوفية” علي حايك بعدة عوامل أبرزها كمية الأمطار المتساقطة في فترة زمنيّة قصيرة، درجة انحدار السيل وسرعة المياه، تضاريس تجمّع المياه، وغياب الغطاء النباتي، وهذا العامل الأخير هو سبب تشكّل السيول في المدن، إذ أن البناء العمراني والزفت يجعلان كل كمية المياه المتساقطة تتجّه نزولاً دون أن تشرب الأرض منها قطرة واحدة، فتحمل معها النفايات والأحجار وتتحوّل إلى مجرى نهر قاتل.
“في الجرود فإن مجاري السيول معروفة وسبل الوقاية منها واضحة”، يقول حايك، مشيراً في حديث لـ”أحوال” إلى أن توسعة المجاري وتنظيفها ومنع البناء على ضفاف المجاري، وزرع الأراضي القاحلة، هي أبرز الوسائل التي تُحارب السيل وتجعله آمناً، أما في المدن فلا شكّ أن الأمر بحاجة إلى رعاية أكبر.
في المدن، يجب التركيز على أمرين أساسيين: نظافة الشوارع، وتنظيف المجاري، لأن الأمرين بالنسبة إلى حايك لا ينفصلان، مشدّداً على أن الحل الجذري لمشكلة السيول وغرق الشوارع يحتاج إلى توسعة المجاري التي باتت ضيّقة نسبة لحجم الأمطار التي لم تعد تجد أي مكان تتسرب عبره إلى باطن الأرض، داعياً للتنبه في كل المناطق التي تشهد سنوياً سيولاً جارفة.

الحذر واجب

سبق وأن تسبّبت السيول بوفاة أشخاص، لذلك لا يمكن التعامل معها على أنها حدثاً بسيطاً، ويشير حايك إلى أن التعاطي الجدّي مع خطر السيل هو أبرز سبل الوقاية منه، إذ لا يمكن اعتبار السيل مكاناً للتسلية، عبر “قطعه” من جهة إلى أخرى أو السباحة فيه، أو المخاطرة بدخول طرقات غارقة.

محمد علوش

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى