حقوق

التفاصيل الكاملة لمقتل فلسطيني قاصر على يد صديقه القاصر في صيدا

ضحية الأهل قبل أن يكون ضحية صديقه

يفعلها الكبار ويدفع ثمنها الصغار، الطلاق الذي يحصل بغير وعي من الطرفين، غالبا ما يدفع ضريبته الأبناء، وفي قصة مأساوية هذا ما حصل.
الفتى الفلسطيني القاصر (ه. خ) هو ابن لعائلة تفككت، انهزم الأب وتشردت الأم مع أبنائها في شوارع مدينة تغص بالناس اللاهين عنها وعن حكايتها، فهل لعب القدر دورا في التخفيف من آلامها حين أخذ أحد أبنائها؟ أم أنها تدفع ضريبة أخطاء ارتكبتها هي والوالد؟ أم أن مثل هذه الحكايا في مجتمعنا مؤشر إلى ما هو أخطر؟
فجر اليوم الجمعة توقف قلب الفتى “ه. خ” (14 عاماً) بعدما تلقى طعنة سكين من صديقة السوري القاصر “ن.أ” (13 عاماً) في ساحة النجمة في مدينة صيدا “جنوب لبنان”، حيث اعتادا أن يقضيا لياليهما متسكعين في شوارع المدينة.
أحد أقرباء الضحية قال لـ “أحوال”: يعيش الفتى القاصر متشرّداً في الطرقات بعد انفصال والديه حيث أن الأب يعيش مع أهله والأم تجول في الشوارع مع ابنتها، ولا تملك مأوى وتؤمن قوت يومها من المساعدات التي تصلها من بعض أهالي المدينة.
أما الفتى الضحية فكان يقضي معظم أوقاته متشرداً في الشوارع وينام مع اخوته في مداخل الأبنية أو على الكورنيش البحري ويقضي معظم وقته في ساحة النجمة وسط مدينة صيدا برفقة أصدقائه ومنهم صديقه المقرب الذي تلاسن معه قبل أن يتطور الأمر إلى عراك بالأيدي ليطعنه بالسكين في صدره ما أدى إلى وفاته، وتم توقيف القاتل من قبل الأجهزة الأمنية فيما بعد.
يضيف، كان الفتى وإخوته ووالدته بحاجة إلى الرعاية والاهتمام في وقت لم يجدوا من يساعدهم على تخطّي مصاعب الحياة وتأمين عيشة كريمة أو منزل يأويهم بعدما تخلى عنهم الأهل.
بعد مقتل الفتى وانتشار الخبر في المدينة تبرّع أحد أبناء المدينة بتبني الأبناء وتأمين مأوى لهم، وكأن دماء “ه. خ” كانت طوق النجاة لوالدته واخوته، وسلطت الضوء على معاناتهم.
اللافت هو وجود جمعيات أهلية وخيرية فلسطينيّة عدّة داخل وخارج المخيمات ولكن أين دورها في معالجة مثل هذه الحالات؟ وهل يقتصر دورها على تأمين المشاريع الممولّة من مؤسسات دوليّة؟
مدير “منظمة ثابت لحق العودة” سامي حمود أوضح أنه على الرغم من تقصير الجمعيات الفلسطينية في هذا الجانب إلا أنه ليس لديها القدرة على متابعة كافة الحالات الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني نظراً لقلة الامكانيات، ولكن هناك متابعات لحالات اجتماعية موجودة في مكان ثابت أي أن عنوانهم معروف، أما في حالة المشردين فإن تنقلهم الدائم يعيق التواصل معهم ومعالجة هذا الموضوع يحتاج إلى جهد كبير، وعلى الجمعيات الفلسطينية أن تخصص جزء من مشاريعها لمعالجة حالات المشردين وتأمين التمويل اللازم لها من خلال الجهات والمؤسسات الدولية المانحة، كما أنه هناك مسؤولية تقع على وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأنروا” وتقصيرها تجاه هؤلاء المشردين من اللاجئين الفلسطينيين، وعدم وجود برامج تشمل رعايتهم والاهتمام بهم.
وفي اتصال لـ “أحوال” مع عضو المجلس البلدي لمدينة صيدا كامل كزبر قال: في غياب الدولة ووزارة الشؤون الاجتماعية التي يقع على عاتقهم متابعة هذه الحالات وخاصة الأطفال المشردين في الشوارع نتيجة الخلافات العائلية يجب على المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والخيرية متابعتهم والتعاون مع القضاء الشرعي لتأمين مأوى لهم لأنه باعتقادي أنهم صاروا بحكم الأيتام وفي المدينة يوجد دارين للأيتام وكان الأجدى تأمين مأوى لهم هناك كي لا يبقوا مشردين في الشوارع وحتى لا يتكرر ما حصل نتيجة خلافات بين قاصرين.
للتوضيح “وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية لا تشمل خدماتها اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”.
خليل العلي

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى