صحة

بشرى سارّة: لبنان على خطى الحدّ من تفشّي وباء كورونا والقضاء عليه

تقنيات النانو لمكافحة إنتشار فيروس كورونا في لبنان

لبنان يخطو خطواته الاولى للحدّ من تفشّي وباء كورونا والقضاء عليه.
قد يبدو ما ذُكر، وللوهلة الأولى ضرباً من ضروب الخيال العلمي، أو أمنيّة لبنانيّة في ساعة رجاء، في ظلّ فقدان اللبنانيين شهيّتهم على سماع الأخبار السارّة، وتبدّد فرص عودة إيمانهم بوطنهم، كوطن الإبداع والانجاز العلمي”.
ما ورد أعلاه، ليس مقتبساً، إنما هو بشرى باتت قريبة التحقّق، بحسب ما يؤكّد الباحث في فيزياء وتكنولوجيا النانو بالمعهد العالي للفيزياء في باريس الدكتور وسيم جابر، في حديثه لـ”أحوال”.
يقول الدكتور جابر “من خلال موقعي العلميّ والتخصّصي في مجال أبحاث فيزياء وتكنولوجيا النّانو بالمعهد العالي للفيزياء في باريس، عمدنا في لبنان إلى القيام بمبادرات علميّة عدّة في مواجهة فيروس كورونا وإحدى أهمّ هذه المبادرات أننا تمكنّا من إدخال تقنيات النّانو في مواجهة الوباء. وطبعاً، في ظلّ عدم توفّر الإمكانات من قبل الوزارات أو الجامعات استطعنا إنشاء مختبر علمي خاص للتقنية المرجوّة وقد نجحنا بفضل الله في صناعة مادّة تقتل فيروس كورونا والبكتيريا على المسطّحات والاقمشة. وكان لتقنيّات النانو تكنولوجيّا دور بارز في هذه المعركة نظراً لصغر المادّة وخصائصها بالقياس مع قطر فيروس كورونا والذّي يساوي 80 نانومتر.”

ما هي تقنيّات النانو؟
ولمقاربة الموضوع بشكل أدقّ، يفيد الدكتور جابر بشرح مبسطّ عن النانو، قائلاً “علم النانو يختصّ بدراسة المادّة على مقياس جزيئي وذرّي. و النانو هو عبارة عن أحد أجزاء القياس ، وهو جزء من مليار من الشيء، ولتوضيح الصورة للقارئ، يصل قطر الشعرة الواحدة للإنسان إلى حوالي 80-100 ألف نانومتر كما يبلغ سمك الجريدة 100 الف نانومتر. وطبعاً ، لا نستطيع رؤية جزيئات النانو بواسطة العين المجرّدة وإنما نحتاج الى أجهزة مجهريّة تكبّر هذه الجزيئات آلاف المرات كي نتمكّن من رؤيتها ومن ثمّ التحكّم بها وإستخدامها في مجالات عدّة. وآخر هذه الإستخدامات كانت على فيروس كورونا نظراً لصغره الذي يبلغ 80 نانومتر”.

عن المبادرة اللبنانية لكبح فيروس كورونا من خلال تقنيات النانو يقول
“من خلال موقعي العلمي والتخصصي في مجال أبحاث فيزياء وتكنولوجيا النانو بالمعهد العالي للفيزياء في باريس، عمدنا في لبنان الى القيام بمبادرات علمية عدّة في مواجهة فيروس كورونا وإحدى أهمّ هذه المبادرات أننا تمكنّا من إدخال تقنيات النانو في مواجهة الوباء. طبعاً ، في ظل عدم توفّر الإمكانات من قبل الوزارات أو الجامعات، استطعنا إنشاء مختبر علمي خاص للتقنية المرجوة وقد إستطعنا بفضل الله صناعة مادة تقتل فيروس كورونا والبكتيريا على المسطحات والاقمشة.”.

ويشرح جابر “من المعروف أنّ فيروس كورونا هو عبارة عن كابسولة مجلتنة يبلغ قطرها 80 نانومتر تستطيع أن تبقى على المسطحات البلاستيكية والاقمشة الطبية والكرتون والنايلون ويبقى من ساعات لأيام وهذا إحدى الأسباب الأساسية في إنتشار العدوى بين الناس فضلاً عن إنتقاله في الهواء نظراً لصغره. كما يمكن للفيروس أن ينتقل من خلال الرذاذ الناتج عن العطس او الكلام من شخص مصاب، لذلك ولدت هذه المبادرة العلمية المتقدمة كي تكون متنفس ووجه من أوجه المواجهة الفعلية والصمود للبنان في كبح إنتشار الوباء في ظل غياب اللقاح.”

ويتابع “يهمني أن أوضح ومن باب علمي ، إنّ قتل الفيروس على المسطحات يمكّننا من السيطرة على إنتشار الفيروس بنسبة 90% وهذا فعلا ما نرجوه من استخدام هذه التقنية”.

كيف ولدت الفكرة؟
حول ولادة الفكرة، يقول جابر ” في ظلّ عدم وجود لقاح للفيروس بين أيدي الناس ونسبة لسرعة إنتشاره وفتكه بالشعوب ، كان لا بدّ من وجود آليّة للمواجهة. ونظرا لوجودي في لبنان أثناء الجائحة ، استطعنا إنشاء فريق عمل والبدء عمليا بإيجاد مادة تعمل بواسطة تقنيات النانو لكبح فيروس كورونا.
طبعاً ، هذا المنتج ليس كسائر المعقّمات العاديّة والتي تعمل بشكل آني فقط. إن مواد النانو التي تمّ صنعها تبقى فعاليتها على الفيروس والبكتيريا لمدة زمنيّة قد تصل لحدود السنة ويمكن إستخدامها على المسطّحات لقتل الفيروسات والبكتيريا”.

ما هي أفق هذه المبادرة ومتى تبصر النور؟
وحول الوقت المتوقّع، لكي تصبح هذه المبادرة، مادة بمتناول اللبنانيين، يقول جابر ” إن نجاح المنتج اللبناني في القضاء على فيروس كورونا سيكون الأفق المضيء الذي سيستفيد منه الشعب اللبناني بشكل مباشر، أمّا فيما يخص المادّة والتجارب ، فأولى التجارب كانت في مركز البحوث الصناعيّة في الجامعة اللبنانيّة على إحدى أنواع البكتريا (pseudomonas) وإستطاع المنتج اللبناني من القضاء على آلاف مستعمرات البكتيريا بظرف زمني جدا قصير ويبلغ 33 ثانية.
ويضيف “للأسف ، لم يتمّ إجراء تجارب على الفيروس في لبنان نظرا لعدم وجود مختبرات علميّة على الفيروس في الجامعات أو في وزارة الصحة وللأسف لم نجد أيّ تجاوب من قبل الوزارة أو الجامعات كي تتلقّف هذا الإنجاز الوطني الكبير. لذلك تم التواصل مع مختبر la pasteur الفرنسي في باريس وهو أهم مختبرات العالم في إيجاد لقاح للفيروس وإحدى المختبرات الأوروبية والنتائج ستصدر قريباً على فيروس كورونا.

كما استطاع الفريق من صناعة جهاز تعقيم دقيق يستخدم تقنيات النانو لحماية الأطقم الطبية في المستشفيات وذلك من خلال تعقيم البدلات الطبية بحيث يتم منع انتقال العدوى للطاقم الطبّي”.

ويختتم قائلا إنّ “لبنان كان السباق لاستخدام تقنيات النانو في العالم العربي لكبح انتشار فيروس كورونا. لقد استطاع فريق تخصصي لبناني من استثمار قدراته العلمية وتسخيرها في مواجهة الوباء وتخفيف الخسائر التي سينتجها هذا الفيروس في المستقبل القريب او البعيد. وهذا ان دل على شيء ، فأنه يدل على قدرة القدرات العلمية اللبنانية في أثبات قدرتها وكفائتها الفردية في ظل غياب تام للدولة.”.

إبراهيم درويش

صحافي وكاتب لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى