سياسة

فراغ في بعبدا بانتظار التسوية الخارجية.. ماذا عن فرص المرشحين؟

الصحناوي لـ"أحوال": باسيل قد يتنازل لفرنجية أو لغيره ولدينا مواصفاتنا للرئيس المقبل

مع التسليم الضمني بعجز رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال عن استيلاد حكومة جديدة، انتقل الجميع إلى خوض رحلة الاستحقاق الرئاسي الذي يلفه الغموض في ظل الإنقسام الداخلي والتخبط والفوضى على الساحتين الاقليمية والدولية، ما يشرع الباب على فراغ مزدوج في السلطة التنفيذية وفي سدة الرئاسة الأولى.

قد يكون من المبكر الحديث عن الإستحقاق الرئاسي طالما لم نصل الى المهلة الدستورية المحددة للانتخاب، لكن اللاعبين السياسيين الأساسيين في هذا الملف بدأوا يعدون العدة ويضعون استراتيجيات للتعامل معه، وبدأ التساؤل عن قدرة هؤلاء اللاعبين على إدارة هذا الاستحقاق وإمكانية انتخاب رئيس في ظل التوازنات النيابية الحالية وموازين القوى الخارجية، وهل سيتم إنضاج ظروف تسوية رئاسية اقليمية – دولية – داخلية حتى 31 تشرين المقبل؟ أم سيكون الفراغ سيد الموقف؟.

وما هي شخصية ومواصفات الرئيس المقبل؟ وما هي احتمالات الاتفاق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وماذا عن ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وقائد الجيش العماد جوزيف عون؟
مطلعون على المشاورات الأولية في الاستحقاق الرئاسي، يشيرون لـ”أحوال” الى أن “حظوظ فرنجية مرتفعة لكن انتخابه غير مؤكد بانتظار تبلور المواقف الداخلية وحسم بعض الملفات الحيوية وتشكل الموقف الخارجي من لبنان، أما فرص باسيل فضعيفة جداً وقد تكون معدومة لأسباب عدة وكذلك جعجع، أما قائد الجيش فحظوظه منخفضة في ظل مواقف باسيل منه وكذلك حزب الله الذي ينتقد علاقة السفيرة الأميركية بقيادة الجيش”.

ويرجح المطلعون فرضية الرئيس الوسطي أو “التسووي” الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع الأميركيين والأوروبيين ودول الخليج ولا يشكل مصدر خطر لحزب الله”، إلا أن المطلعين يخشون من الغموض في مشهد المنطقة والصراع وتناقض المصالح بين القوى الدولية والاقليمية رغم إرساء الهدن وإطلاق مسار الحوارت في أكثر من دولة. ما سيؤدي الى حصول فراغ في الرئاسة الأولى لبضعة أشهر.

عضو كتلة لبنان القوي النائب نيكولا الصحناوي يعتبر أن “البلد لا يحتمل الفراغ في ظل حكومة تصريف أعمال والانهيارات المالية والاقتصادية التي نعيشها، لذلك يجب الاتفاق على صيغة لحماية البلد مع حفظ حق الاختلافات مع قوى 14 آذار و”التغيير”.

ويشدد لـ”أحوال” على أن “باسيل مرشحاً طبيعياً وإعلان ترشيحه خاضع للظروف في وقتها”، كاشفاً أن “التوافق مع فرنجية غير نهائي وقد يتنازل باسيل له أو لأي رئيس آخر وهذا الأمر ملكه”.

ويلخّص الصحناوي مواصفات الرئيس القوي الذي يدعمه “التيار”: غير مرتهن للخارج ويمثل على المستوى الطائفي والوطني ويملك الجرأة لرفض المشاريع الخارجية التي تشكل الخطر الأكبر على الوطن كالنازحين السوريين والحفاظ على السيادة والحقوق الوطنية ويضغط باتجاه استخراج واستثمار الثروة النفطية والغازية ومكافحة الأخطار المحدقة بلبنان إسرائيلية كانت أم ارهابية”.

في المقابل يُشير رئيس تحرير جريدة اللواء الدكتور صلاح سلام لـ”أحوال” الى أن “نظرية الرئيس القوي أثبتت فشلها مع عهد الرئيس ميشال عون ولم تحل دون اندلاع أحداث 17 تشرين ولا وقوع الانهيارات والانقسام الداخلي والضغط الخارجي، ولذلك على الرئيس امتلاك برنامج سياسي اقتصادي مالي والأهم هو القدرة على تنفيذه وتغيير الوضع القائم.

ويرى أن “فرنجية المرشح المعلن ولا يعني أنه سيبقى الوحيد وأن طريقه الى بعبدا معبدة كون التطورات المقبلة غير واضحة المعالم.. وهل ستتجه إلى المواجهة أم إلى التوافق، فلكل حالة رئيسها”.

ويرى سلام أن “المنطقة لازالت بعيدة عن التسويات رغم وجود عملية تدوير الزوايا والتهدئة والاتفاقات الجزئية خاصة مع إيران. وبالتالي يجب حسم دور إيران في المنطقة بعد الاتفاق النووي الذي سيوقّع في نهاية المطاف”.

ويخلص سلام للقول إن لن يتم انتخاب رئيس في موعده الدستوري وستقوم حكومة تصريف الأعمال بتسلم صلاحيات الرئيس”.

ويعتبر سلام أن “تخوف رئيس الجمهورية من أن يلقى الاستحقاق الرئاسي مصير الاستحقاق الحكومي، هو مؤشر خطير على احتمال حصول الفراغ في رئاسة الجمهورية.

ويُذكّر بأن رئيس الجمهورية لا يُصنع في لبنان، بل يأتي نتاج توافقات خارجية على اسم معين ويتم ترشيحه وتصل كلمة السر للنواب لانتخابه.

ويلفت الى أنه حتى الآن الاتجاه الى انتخاب مرشح تسوية خارج الاصطفافات السياسية التقليدية، لكن من المبكر طرح أسماء، وبعض الشخصيات التي تطرح بهدف الحرق. ويجزم بأنه إن لم تحصل تسوية، فلن نشهد رئيساً في لبنان.

ويربط سلام بين الملفين العراقي واللبناني، إذ أن العراق يعاني فراغاً في رئاسة الجمهورية وكذلك في الحكومة منذ حوالي العام ومجلس نواب لا يجتمع وتوتر أمني في الشارع، وهذا نتيجة غياب التسوية في العراق الذي شكل محور توافق اقليمي واليوم فقد هذا الأمر.

ويُسلط الضوء على الدور الايراني الذي يضغط في العراق نظراً للأوراق التي تتمتع بها طهران في لبنان والعراق والمنطقة.

ويوضح سلام أن “اللقاء والحوار الايراني – السعودي، سيترك انعكاسات ايجابية على لبنان واليمن والعراق وسوريا، لكن حتى الآن لم يصدر عن الجانب السعودي ما يؤكد كلام الجانب الايراني، بأن المفاوضات بين الطرفين قطعت أشواطاً الى حد اللقاء بين وزيري خارجية البلدين، وبالتالي لم تصل الى مرحلة مفصلية وتنتقل الى المراحل السياسية، بل لازالت في اطار الخبراء”.

 

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى