رسائل الفيديو والمسيّرات للعدو والشركات.. بانتظار الضوء الأخضر لتعطيل “مشروع الغاز”!
الحسن لـ"أحوال": عملية المقاومة تُعزّز موقف الدولة والحرب ممكنة ما لم يُنجز الترسيم
يبدو أن شهر آب سيكون ساخناً وحافلاً بالأحداث الأمنية والسياسية وحاسماً لجهة مصير ملف ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة.
لم يكُن التزامن بين نشر الاعلام الحربي لحزب الله فيديو يظهر إحداثيات منصات استخراج الغاز الإسرائيلية، مع وصول الوسيط الأميركي في ملف الترسيم أموس هوكشتاين الى لبنان وانطلاق مباحثاته مع المسؤولين اللبنانيين، صدفة.
كما لم يكن صدفة توقيت عملية المقاومة الأمنية والمعلوماتية مع بداية آب الشهر الذي يسبق موعد انطلاق عملية استخراج الغاز من منصة “كاريش” في المنطقة المتنازع عنها، ما يشكل رسالة شديدة القوى أرسلتها المقاومة الى من يعنيهم الأمر في واشنطن و”تل أبيب” بأن المقاومة لن تسكت عن أي مماطلة يلجأ اليها العدو أو مناورة تفاوضية يقوم بها الوسيط الأميركي، وأن بنك الأهداف بات جاهزاً وينتظر الضوء الأخضر لضربها.
وقبل وصول هوكشتاين الى أرض مطار بيروت، نشر الاعلام الحربي التابع لحزب الله فيديو يظهر إحداثيات منصات استخراج الغاز الإسرائيلية، وبعث برسالة عنوانها: “في المرمى.. اللعب بالوقت غير مفيد”.
إعلام المقاومة تعمّد الاعلان المسبق عن الفيديو قبل ساعة من نشره، في سياق تخدم الحرب الاعلامية والنفسية مع كيان العدو، ولدى شركات الاستخراج، وقد بث هذا الفيديو أجواء القلق والرعب القيادتين العسكرية والسياسية والجبهة الداخلية، “ووقفت اسرائيل على إجر ونص” وفق توصيف جهات في فريق المقاومة لـ”أحوال”.
الباحث والمحلل السياسي سمير الحسن يُشير لـ”أحوال” الى أن “التزامن بين العملية وزيارة الوسيط الأميركي يؤكد أن المقاومة لن تسمح للعدو الاسرائيلي ولا للأميركيين بالتسويف والمماطلة بإنجاز ملف الترسيم، وكما قال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إننا محكومين بالوقت قبل موعد انطلاق عملية استخراج الغاز في حقل كاريش ومحيطه”.
ويرى الحسن بأن “تمكن المقاومة من تصوير كل هذه الإحداثيات عبر رادار، هو رسالة واضحة لجهوزية واستعداد المقاومة لكافة الاحتمالات بما فيها الحرب”. ويلفت إلى أن “قوة المعلوماتية والاستطلاع عبر هذا الفيديو الذي يكشف كل منصة الاستخراج ويضعها تحت مرمى نيران المقاومة، يمنح المفاوض اللبناني موقعاً تفاوضياً أقوى وأوراق قوة لاستخدامها في الضغط على العدو لتحصيل الحقوق اللبنانية أي التفاوض تحت الجهوزية”.
ويرجح الحسن أن يُسلم هوكشتاين الرد الاسرائيلي المكتوب على المقترح اللبناني لترسيم الحدود، ويشدد على أن العدو يعرف قوة المقاومة وقدراتها العسكرية والصاروخية القادرة على تعطيل أعمال الاستخراج وتجميد مشروع استخراج وتصدير الغاز من المتوسط الى أوروبا. لكنه يحذر من أن الاشكالية تكمن بمدى التزام الوسيط الأميركي بالمهل بزيارة بيروت وتسليم المقترح الاسرائيلي الخطي وإعادة تفعيل مفاوضات الناقورة وذلك قبل انطلاق عملية الاستخراج”.
وإذ تكشف جهات مواكبة لملف الترسيم لـ”أحوال” أن الموقف اللبناني سيكون موحداً أمام الوسيط الأميركي، تلفت الى أن خط الـ 29 حق للبنان وحدوده الموثقة بالأدلة والخرائط والمدعمة بالقوانين الدولية لا سيما قانون البحار والاتفاقيات المعمول بها دولياً، لكن الاقتراح الرسمي استقر على الخط 23 مع بعض المساحة الاضافية بين الخطين 23 والـ29 من بينها حقل قانا، لكن العقدة وفق الجهات هي في البلوك 8 حيث يمر خط أنبوب الغاز الاسرائيلي الى أوروبا، ما سيخلق مشكلة في حق المرور من هذا البلوك الذي يتمسك به لبنان.
ويُحذر الحسن من أنه إذا لم يتوصل الطرفان اللبناني والاسرائيلي الى حل للترسيم قبل أيلول، ستذهب الأمور إلى حرب وبالتالي فإن فرضية الحرب قائمة في أي لحظة، لكن الشركات المتعهدة أعمال الاستخراج تمارس ضغوطاً كبيرة على الحكومة الاسرائيلية لاستئناف المفاوضات مع لبنان والتوصل الى اتفاق لترسيم الحدود. ويشير في هذا السياق إلى ضخامة الكلفة التي تتكبدها الشركات والمقدرة بمليارات الدولارات.
ويضع الحسن موقف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، بأن “فيديو المقاومة لا يمثل موقف الدولة اللبنانية”، في إطار التفادم بين الدولة والمقاومة، كون الدولة محكومة بالإعتبارات الدولية فيما المقاومة خارج هذا الإلتزام.
محمد حمية