منوعات

“أبو وسيم” نهاية مهام دبلوماسي أحب لبنان

“أبو وسيم”، أو CAO Yi قنصل سفارة الصين لدى لبنان ضيف اللبنانيين على منصة “تويتر” يعلن عن انتهاء مهامه الدبلوماسية في لبنان حيث يغادر نحو مهمة جديدة في بلد آخر.

نجم السوشيل ميديا بخاصة “تويتر” علامة فارقة جعل من وسائل التواصل الاجتماعي مساحة فريدة للاندماج مع أبناء البلد الذي يعمل فيه وأيضاً الدول المجاورة.

ليست فرادة “أبو وسيم” اللقب الذي اختاره بنفسه، بأنه مغرّداً نشطاً فقط، إنما تميّزه بثقافته ودرايته بالثقافة العربية وبالخصوصيات اللبنانية.

لم يكن مروره بلبنان مجرّد واجب دبلوماسي لبلاده، بل اشتغل وظيفته بكثير من الحب والإيجابية. وانغمس في تفاصيل الحياة اللبنانية مبدياً رأيه وناصحاً. اندمج في المجتمع اللبناني بكل حواسه ملتقطاً فرادته وهمومه وأفراحه.

حمل همَّ لبنان في عقله وقلبه وهو مثال الدبلوماسي الدمث الاخلاق، والمنفتح على الجميع بلا منازع.

خفّة الظل، تظهرت في تحمّل أطباع المغرّدين، الذين شككوا في البداية أن يكون “أبو وسيم” شخصية حقيقية، متهمين إياه أنه مجرد “روبوت”، وأخضعوه لاختبارات اجتازها بنجاح حتى أصبح رفيقاً يومياً لهم.

أحياناً يميل المتابعين إلى القناعة أن “أبو وسيم” يعرف لبنان أكثر من أبنائه فيغرّد عن مناطق لبنانية قد يجهلها بعض المواطنين. وكان يجول “تغريداً” في كافة مناطق لبنان من العاصمة إلى الجنوب ومنها إلى الضاحية الجنوبية والجبل والبقاع والشمال.

“تشاو” صاحب الحضور اللطيف والمفيد يأخذك برحلة يومية إلى الصين، ويؤنس حضوره الجمهور الذي بات لأوسع معرفة بالشعب الصيني وبتراث الصين ومواردها وكنوزها ومناطقها الجميلة.

شاب متواضع وصاحب ظل خفيف استطاع أن يمثّل أمة المليار ونصف تقريباً أفضل تمثيل، وجعل من الشعب الصيني صديقاً لكل اللبنانيين.

أشهر أبو وسيم وسم #بحبك_يا_لبنان، ناقلاً أحلى الصور للمناطق اللبنانية. وأثبت عن حبه للبلد المثقل بالهموم في كل المحطات، وقد ترافقت إقامته في لبنان مع أقسى أزمة مالية واقتصادية واجتماعية.

الثقافة والمعرفة وخفة الظل واتقان اللغة العربية إلى جانب اللهجات العربية، أثارت الإعجاب وقرّبته من الجمهور العربي. وأصبح بوابة المعرفة على الصين وصلة الوصل لتقرّب العديد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والإعلامية الصينية من الذين يتقنون العربية من الجمهور العربي. وأضحت تحيته الصباحية والمسائية محط انتظار ومشاركة من الجميع.

الصداقة الافتراضية، التي بناها مع شريحة كبيرة من اللبنانيين والعرب، جعلت من خبر رحيله عن لبنان مؤسفاً مع العلم أن التواصل معه ليس شخصياً، إلا أن عمق ما أدلى ويدلي به جعلته محبوباً حتى أن المغردين العرب طالبوا أن تكون مهمّته المقبلة في بلادهم من مصر إلى العراق والمغرب وسورية وفلسطين، لكنّه لم يفصح حتى الآن عن وجهته المقبلة.

من لبنان وبلاد العرب غرّد المغرّدون “الحب إلى الصين”. متمنين لسعادة القنصل كل التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.

رانيا برو

صحافية وكاتبة لبنانية. عملت في مؤسسات اعلامية لبنانية وعربية مكتوبة ومرئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى