صحة

 د. اسطفان بشراوي  لـ”أحوال”: إحموا أطفالكم من تقوّس الظّهر قبل فوات الأوان

أؤمن بالعلاج اليدوي دون جراحة

في عصر كورونا والحجر المنزلي، أصبح الجلوس أمام شاشات التلفزيون والكومبيوتر لا مفر منه، في ظل الضوابط التي فرضتها الجائحة، ومنعت التلامذة من الذهاب إلى مدارسهم وممارسة نشاطاتهم المعتادة، ما يعرّض الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص لمشاكل خطيرة في الظهر والعمود الفقري.

د. اسطفان بشراوي أحد أشهر الأطباء في مجال علاج الظهر والعظام والعمود الفقري، يحذّر الأهل من المخاطر المحدّقة بأطفالهم، ويؤكّد أنّ أي مشكلة في العمود الفقري يتمّ اكتشافها باكراً قابلة للعلاج.

مرض العصر كباراً وصغاراً

يقول د. بشراوي في حديث لـ”أحوال” إنّ أوجاع العمود الفقري سمة العصر، وهو مرض منتشر حول العالم، ولا يوجد سبب واحد له. ففي منطقتنا يلعب الطقس والطبيعة دوراً سيئاً في هذا الخصوص وكذلك طريقة جلوسنا الخاطئة، والتعب وكثرة حمل الأثقال والحمل عند المرأة، كلّها تراكمات توصلنا الى ظهور مشاكل في العمود الفقري. لكن المشكلة المستجدة هي أوجاع ومشاكل في العمود الفقري عند الاطفال.

يقول د. بشراوي عن المشاكل التي يعاني منها الأطفال: “السبب الأوّل هو عدم انتباه الأهل للمشكلة منذ البداية. فهناك الكثير من الأطفال لديهم أقدام مسطحة وهذا يسبب التواءً في الركبتين إلى الخلف ومن ثم التواءً في العمود الفقري وحدبة في الظهر، والطفل الذي  يعاني من مثل هذه المشكلة يجب أن يعرض على طبيب لعلاجه لأن المشكلة تتفاقم مع الوقت ويصعب علاجها وهناك أهل يتغاضون عن ذلك ويكبر هذا الطفل لتبدأ المشاكل الكبيرة بسبب أثر النمو الخاطىء.

ويؤكّد الطبيب أنّه يمكن علاج هذه المشكلة والشفاء منها، لكن في حال كبر الطفل ونمت عظامه تصبح المهمّة أصعب لأن العمود الفقري يتقوس والقفص الصدري أيضاً يصيبه التواء، فتظهر حدبة سببها أنّ الفقرات من جهة تصبح عالية ومن جهة أخرى منخفضة.

الحقيبة المدرسيّة خطرٌ على أطفالنا

وحول سبب تفاقم مشاكل أوجاع الظهر عند الأطفال يقول د. بشراوي:  ” هناك أسباب أوّلها ثقل الحقائب المدرسية التي يحملها أطفالنا الى المدراس، فيصبح ظهر الطفل ملتوياً ومنحنياً إلى الأمام. ناهيك عن ألعاب الهواتف الذكية والكومبيوتر والرقبة المنحنية الى الأمام ساعات. فنحن بانتظار جيل يعاني من الام في الظهر في السنوات القادمة.”

يؤكّد الطبيب أنّه لا يستسلم طالما أنّ المريض طفلُ، وأنّه يستسلم فقط عندما يتعلّق الأمر بكبار السّن، لأنّ بعضهم لا يحتمل علاجات بالأدوية او عملية جراحية بسبب وضعهم الصحّي.

ما  هي أسباب تقوّس الظهر عند الاطفال؟

من أهم اسباب تقوّس وتحدّب الظهر لدى الأطفال، هو الجلوس بشكل خاطئ وغير صحيح خصوصاً على طاولة الدرس في المدرسة أو الجلوس بشكل خاطئ أمام التلفاز والكمبيوتر لساعات طويلة، كما أن وقوف الطفل لفترات طويلة بشكل خاطئ يجعله عرضة للإصابة بتحدب الظهر.

ومن الأسباب التي تؤدّي إلى تقوّس الظّهر لدى الأطفال:

-الإصابة ببعض أمراض الجهاز التنفسي كضيق التنفس، فيتسطّح القفص الصدري وبالتالي ينحني الظهر ويتحدّب.

-الضعف في الرؤية يؤدّي أيضاً إلى تحدّب الظّهر، لأنّه يجعل الطفل يميل إلى الأمام كثيراً ليرى بوضوح فينحني الظهر أيضاً ويتحدّب.

-إصابة بعض الأطفال ببعض الأمراض المتعلقة بالعظام، مثل ليونة العظام والكساح مما يؤدي كذلك إلى تحدّب الظهر.

-ارتداء الطفل للملابس الضيقة أيضاً، قد تكون عاملاً قوياً ومسبّباً لتحدًب العمود الفقري والظهر.

هل يشفى الطفل من تقوّس الظّهر؟

يؤكّد د. بشراوي أنّ الطفل والكبير أيضاً قد يشفى، ويعطي مثالاً على ذلك عن مريض متقدّم في السن، خلال عشر جلسات شفي، واستعاد ظهره شكله الطّبيعي.

المرأة معرضة أكثر من الرجل لمشاكل العمود الفقري

حول ما إذا كانت المرأة معرضة أكثر من الرجل لأوجاع العمود الفقري يقول د. بشراوي: “الكلّ معرّض لكنّ المرأة قد تعاني أكثر لأنّ الكتلة العظمية لديها تتأثر مع انقطاع الدورة الشهريّة عندها وتصاب بترقّق العظام بسبب فقدان هرمون الإستروجين. من هنا على المرأة عندما تدخل سن الرجاء أن تخضع لفحص كثافة العظام وهو فحص متوفر ورخيص ويجب أن تأخذ علاجا ملائماً لذلك. حتى لا تصاب بالترقق”.

لا للتدخّل الجراحي

عن رحلته مع مريض آلام الظهر، يقول الطبيب إنّه يفضّل صورة IRM الإشعاعية وهي تعطي صورة مفصلة وبشكل واضح وتبيّن الخلل أكثر من صورة X RAY  ، ويقول إنّه يفضّل العلاج اليدوي على الجراحة في أمراض مثل التواء العمود الفقري أو تقويم حدبة الظهر أو معالجة وجع الرقبة أو العمود الفقري أو كل ما يخصّ الجهاز العظمي.

ويقول الطّبيب إنّ هذه الطريقة يتبعها اليوم الأطباء في أوروبا وأميركا، وإنّه يفضّل عدم التدخّل جراحياً، في حين أنّ معظم الأطباء عندنا يفضّلون الجّراحة لأنّها مربحة أكثر.

وعن تفضيله علاج المرضى بواسطة المكنات ويدوياً وليس بالجراحة، يقول الطبيب إنّ الأمر يتعلّق بإراحة المريض من التدخّل الجراحي، وتوفير المال والوقت.

ويتابع “في العملية الجراحيّة يتم قصّ ركيزة من ثلاث ركائز موجودة في كل فقرة حتى يتمّ معالجة الديسك، وبالتالي في هذا القصّ يتمّ شلّ جزءٍ من حركة العمود الفقري، لذا لا تنجح العملية على المدى الطويل.

النصيحة الذهبية  

يقول د. بشراوي “قلما يعرف الناس أنّ العمود الفقري هو أساس الصحة ومفتاحها. إذا كان العمود الفقري سليماً الجسم سليم. لأنّ هذا العمود لا يحمل الجسم كله فحسب، بل يغذيه أيضاً، كما أنّ الجهاز العصبي مرتبط ببعضه وكله يمر في العمود الفقري الذي يحمي هذه الكتلة العصبية. ”

 

 

 

 

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى