كورونا تنعش المراهنات غير الشرعية على كرة القدم محلياً وعالمياً
انتعشت المراهنات غير الشرعية على مباريات كرة القدم إثر عودة النشاط في معظم دول العالم بعد توقف قسري لأشهر عدّة بفعل جائحة الـ”كورونا” بعدما لحقت بهذا القطاع خسائر تقدر بمئات مليارات الدولارات علماً أنّ حجم الكتلة النقدية للمراهنات قبل الـ”كورونا” وصل الى حدود 1.5 تريليون دولار.
وكما هو معلوم، فإنّ مافيات متخصصة محمية من سياسيين وأمنيين تدير المراهنات العالمية ولعلّ أكبرها حجماً موجودة في القارة الآسيوية وتحديداً في سنغافورة وماليزيا وهونغ كونغ وتايلاند.
انتعاش المراهنات جاء بسبب منع الجمهور من حضور المباريات وانخفاض المداخيل الشخصية نتيجة ما تسببت به “كورونا” من أضرار كبيرة على القطاعات الاقتصادية أدّت إلى فقدان ملايين الوظائف، فيسعى المراهنون إلى تعويض ما فقدوه من مداخيل عبر المقامرة التي تساعد بعضهم لتأمين حاجياته المالية في مقابل آخرين لم تسعفهم حظوظهم في الربح ما أدّى إلى غوصهم حتى أخمص القدمين في أزماتهم المعيشية حيث لجأوا إلى السرقات وتعاطي المخدرات والدعارة لتأمين ما يلزم.
وكما هو معلوم، يوجد أكثر من 150 طريقة للمراهنات منها الفوز العادي والفوز بعدد الأهداف وركلات الجزاء إلى تحديد حالات الإنذار والطرد وعدد الركلات الركنية وخلافها.
وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات لمحاربة هذه الآفة وعلى رأسها الـ”انتربول”، فإنّ مكافحتها باتت مستحيلة نظراً إلى الرشاوى الكبيرة التي تقدّمها المافيات إلى السياسيين والأمنيين.
في لبنان، أدّت المراهنات غير الشرعية إلى أزمات اجتماعية واقتصادية لآلاف العائلات بدءاً من الوالد مروراً بالأولاد وصولاً إلى بعض الفتيات التي أُجبرن على تعاطي الدعارة لتأمين الأموال للأب والأخوة.
عند بداية المراهنات في لبنان منذ نحو 15 سنة كان هناك مكاتب صغيرة وقليلة العدد موجودة في أماكن محصورة، ومع مرور الزمن ارتفع عدد هذه المكاتب وازدادت رقعة انتشارها لتغطي معظم الأراضي اللّبنانية، على الرغم من الجهود التي بذلت للتصدّي لهذه الآفة لكنّها لم تكن كافية يوماً لمنعها.
مع انطلاقة الدوري اللّبناني منذ أسبوعين، أشعلت تغريدة لرئيس نادي النجمة أسعد الصقال أجواء الوسط الكروي عندما أشار إلى وجود تلاعب في إحدى المباريات لكن إثبات ذلك لم يرقَ إلى الأدلّة الثبوتية.
و في كل أسبوع قد تنطلق اتهامات مشابهة وفي مختلف الاتجاهات وهو أمر اعتادت عليه الكرة اللّبنانية على صعيد مباريات الدوري والمنتخب الوطني، وأدّت في العام 2013 إلى تشكيل لجنة خارجية للتحقيق توصلت إلى بعض الأدلّة التي أدّت إلى إدانة بعض اللّاعبين والإداريين وتمّ اتخاذ عقوبات متفرقة بحقهم.
يبقى أنّ هذه الآفة مرتبطة بنظام مافياوي عالمي ومن الصعب جداً إيقافها.
يوسف برجاوي