سياسة

لماذا الرابعة ستكون ثابتة مع ميقاتي؟

هل سيستطيع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تحقيق طموحاته في رئاسة الحكومة من خلال تشكيل حكومته الرابعة بعكس الحكومات الثلاث التي سبقت والتي اقتصرت في معظمها على الوعود وبقيت الانجازات معلقة على اسوار تلة السراي؟

بالأمس القريب تسلم ميقاتي زمام تاليف حكومته الرابعة من يد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والقى خطاباً من على باب القصر الجمهوري ذكّر المواطنين بما أطلقه من وعود لدى تكليفه للمرة الأولى في العام 2005 لإدارة انتخابات نيابية بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري بدون أن يترشح، وها هو بالأمس القريب أجرت حكومته انتخابات بدون ان يترشح فماذا الذي تغيّر لدى اللبنانيين خلال السنوات السبعة عشر الماضية؟ وما هي الانجازات التي تنعمت بها الفيحاء التي ما زالت تحمل لقب أفقر مدينة على المتوسط؟

وفي كلمته تلك دعا الطاقم السياسي الى التعاون لـ “إنقاذ وطننا وانتشال شعبنا مما يتخبط فيه” فطالما ذاك الطاقم لم يتعاون قبل سبعة عشر سنة عندما كانت البلاد في اوضاع مريحة مالياً ومعيشياً وحياتياً فهل سيتعاون اليوم عندما باتت الدولة على مشارف الإنهيار؟ ومن خلال حكومة لن تعيش أكثر من بضعة أشهر. كما تحدث ايضاً عن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ومعضلة الكهرباء والتعاون بثقة كاملة مع مجلس النواب وهي قضايا كان يمكن تسجيل نقاط عديدة فيها، لو ان هناك رغبة حقيقية في الوصول الى حلول بدل الدوران حول المشكلة. فبدل الدعوات للتعاون لحل المشاكل خلال اشهر فلماذا لم يتم السعي لحلها خلال سنوات؟

كيف قرأ بعض النواب توجه ميقاتي؟

النائب اللواء أشرف ريفي إعتبر ما حصل من تكليف بأنه مسرحية ولذلك هو لم يشارك في الاستشارات، وقال في تصريح لموقع “أحوال”: “إن هذا التكليف لن يقدم أو يؤخر في ما وصلت إليه اوضاع البلاد”.

وأضاف رداً على سؤال:” من لم يستطع تسجيل قفزات نوعية لانقاذ البلاد خلال ثلاث حكومات. هل يستطيع فعل ذلك في حكومة لن تعيش مبدئياً أكثرمن ثلاثة أشهر؟ وتابع:” ما تتطلبه الأوضاع المزرية التي وصلت اليها البلاد رجال دولة بكل معنى الكلمة”.

بدوره عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطالله تحدث لـ “أحوال” مدلياً بدلوه في هذا السياق فذكّر بأن ميقاتي ترأس ثلاث حكومات ولم يسجّل اي نقلة نوعية أو انجازات تنعكس ايجابيات لصالح المواطنين، فهذه مثلاً خطة التعافي التي ضج الإعلام بها وضعها في الأدراج ولم يحيلها الى مجلس النواب، وكذلك مشروع الكابيتال كونترول وخطط الكهرباء ناهيك عن إعادة إعمار مرفأ بيروت الذي كان له دور ممانع فيه حتى لا نقول سلبي، كل تلك الأمور تعطي الإنطباع والشك أنه لن يعمل بالسرعة المطلوبة ضمن مهل قصيرة لن تستطيع الحكومة العتيدة تخطيها نظراً لارتباطها بالاستحقاق الرئاسي.

وختم عطالله كلامه بالقول:”هو نفسه قال إنه ليس مستعجلاً على أي عمل حكومي متحججاً بتصريف الأعمال، وفي الوقت نفسه يقول انه مستعد لدعوة حكومة تصريف الأعمال للاجتماع في القضايا الوطنية السيادية. ولذلك وسواه أصرينا على عدم تسميته، لإننا لمسنا الشيء ونقيضه!

اللافت في كلام ميقاتي الذي اعتبر بمثابة بيان وزاري، قد لا تتاح الفرصة لالقائه في ساحة النجمة، إذ قال:”هذا اللبنان، الذي يستأهل منا كل تضحية ممكنة، لن نتركه ينهار”. الأمر الذي دفع باكثر من نائب الى السؤال:”لماذا لم يسأل أصدقائه المتمولين عن الأموال التي نقلوها الى الخارج الأمر الذي فاقم أوضاع البلاد سوءاً، وبعضهم تفاخر علناً عبر إطلالات تلفزيونية على كشف ذلك”؟

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى