فيلم “Lightyear”… مُنع عرضه في 14 بلد والسبب “المثلية الجنسية”!!
أثار فيلم “Lightyear” ذو الشخصيات الكرتونية، الصادر عن شركة “Pixar” الكثير من الجدل في العديد من دول آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، فقد أصدرت أربعة عشر دولة قرار “منع عرض” الفيلم في صالاتها السينمائية.
والسبب هو تضمّنه مشهد يجسّد علاقة مثلية بين شخصيتين، إحداهما هي الشخصية “Alisha Hawthorne” (صوت Uzo Aduba)، وهي صديقة “Buzz Lightyear” (صوت Chris Evans) الشخصية الأساسية في الفيلم، ويُظهر المشهد قبلة بينها وبين زوجتها من ذات الجنس.
تمّ منع الفيلم في الكويت، مصر، إندونيسيا، المملكة العربية السعودية، ماليزيا، الإمارات العربية المتّحدة وكذلك تمّ منعه في لبنان، كما أن السلطات الصينية طلبت حذف المشهد، غير أن “Disney” وهي الشركة الأم رفضت الطلب، وبالتالي سيتم منع عرضه أيضاً.
الجدير ذكره أنه منذ عام 2006، طلب إداريو شركة “Disney” حذف أي مشهد متعلّق بموضوع المثلية الجنسيّة، وما أن اتخذ قرار الحذف، حتى قام المئات من موظّفي الشركة بتوقيع عريضة وتوجيهها إلى الإدارة للتراجع عن القرار، وطلبوا منهم أن يكونوا من داعمي حقوق المثليين، وقد تجاوب “Bob Chapek“، المدير التنفيذي لشركة “Disney” معهم، واعداً الموظفين بعدم حذف المشهد.
كان لهذا القرار تداعيات أبرزها منع عرضه في الدول التي ذكرناها، إلّا أنه لن يكون ذات تأثير كبير على الإيرادات بحسب “Shawn Robbins“، رئيس المحللين لموقع “BoxOffice.com“، لكون نسبة الإيرادات العالية لأفلام “Pixar” تتراكم في دول شمال أميركا. فعلى سبيل المثال، تمّ منع عرض فيلم “Toy Story 3” الذي تمّ إصداره عام 2010، في ذات الدول، وعلى الرغم من قرار المنع، إلّا أنّ إيراداته تجاوزت المليار دولار عالمياً، وقد شكلت إيرادات الصالات الأميركية والكندية أكثر من %41 من مجموع الإيرادات العام.
كما أضاف “Robbins” قائلاً “إن تاريخ نتائج أفلام “Pixar” لطالما كان يفوق التوقعات، هذا بالإضافة إلى الطلب المتزايد على هذه الأفلام، وتحديداً من قبل طبقة أهالي الأطفال، لذلك فإن التوقعات عالية جدّاً فيما يتعلق بنتيجة “Lightyear” خصوصاً مع حلول مناسبة عيد الأب خلال عطلة نهاية الأسبوع.”
اللافت أن موضوع “المثلية الجنسية” أصبح موضوع جدلي على صعيد واسع فيما يخص منصّات الأفلام كـ”Netflix” و “Disney Plus” وغيرها. فمنذ عدّة أشهر، أثار فيلم “أصحاب ولا أعز” على منصّة “Netflix” نقاشات صاخبة لإحتوائه مواضيع ومشاهد تقع ضمن قائمة المحرّمات، وأبرزها إعلان أحد شخصياته أنه “مثلي”.
وسُرّبت بعض المعلومات مؤخّراً، عن وضع “Netflix” وغيرها من المنصات الأجنبية بند أساسي لقبولها عرض الأفلام والمسلسلات العربية، وهو ضرورة احتواءها على شخصيات وعلاقات مثليّة.
إذا صحّت هذه التسريبات، فهل من تبرير لهكذا شروط، وما الهدف من فرض هذه الحالات على واقع الأفلام علماً أنها ما زالت عالية الجدلية على أرض الواقع في العديد من الدول الغربية، فكيف الحال في الدول العربية!!
ولماذا الإصرار على فرض موضوع المثلية الجنسية بهذه الطريقة على مجتمعات تنكر الإعتراف أصلاً والقبول بهذه الحالات؟
يتوسّع الكثير من المحللين ويضعوا الأمر في خانة “الإكراه والتطبيع المجتمعي”، في حين يرى البعض الآخر أن تسليط الضوء على هذا الأمر يجب أن يصبح “أمراً طبيعياً” نظراً لحقيقة وجوده في مختلف المجتمعات.
خلاصة الأمر، ترفض الكثير من شركات الإنتاجات السينمائية حذف مشاهد أو خلق نُسخ خاصة من أفلامها لدول معينة، بناءً على معايير الرقابة التي تتبعها هذه الدول، وبالتالي من حق هذه الدول رفض عرض هذه الأفلام في صالاتها.
موضوع جدلي بامتياز، ولا يمكن للإكراه والفرض من خلال منصات الأفلام، أن يكون الوسيلة المعتمدة للإقناع، وتبقى حرّية القناعات لدى المشاهدين هي الحد الفاصل في هذه الجدلية.
Lightyear | Official Trailer 2